أعربت أغلبية قراء إيلاف عن رغبتها في التريث قبل نلقي لقاح كورونا، انتظارًا لاتضاح مسألة الآثار الجانبية التي يتكلم عنها البعض. إيلاف سألت طبيبة عن هذا الموضوع.

إيلاف من بيروت: ثمة علامات استفهام ومخاوف كثيرة تحيط باللقاحات المعروضة اليوم في الأوساق الصحية العالمية ضد كورونا. ويبقى الحكم الأخير للبيانات العلميةوللآراء الأطباء، بعيدًا عن أقاويل وشائعات تلصق باللقاحات اتهامات كثيرة.

في هذه الأثناء، "إيلاف" تسأل القارئ العربي: "هل تفضل الانتظار لفترة أطول حتى تتضح الآثار الجانبية للقاحات المضادة لكوفيد 19 قبل تلقي أحد منها؟"

أجاب 60 في المئة من المشاركين بـ "نعم"، مقابل 40 في المئة قالوا "لا"، مفضلين المبادرة فورًا إلى تلقي اللقاح.

رغم أن نسبة كبيرة من القراء فضلوا الانتظار، تقول الدكتور اللبنانية دينا رسلان، المختصة في طب العائلة، إن اللقاح المتوافر حاليًا هو لقاح طوارئ، "ويجب ألا ننتظر طويلًا قبل أن نحصل عليه، بل يجب أن نتلقى اللقاح بأسرع وقت، لأن خطر التعرض لكورونا أكبر كثيرًا من خطر التعرض للقاح".

ولمن يخاف من أي آثار جانبية للقاح، تؤكد رسلان أن اللقاحات الموجودة "لم تنبئ حتى الآن عن آثار جانبية، أكثر من حالات حساسية في عدد قليل من الذين تلقوا اللقاح، وهي حساسية ربما تؤدي إلى الوفاة إن لم تعالج بالمضادات الملائمة. لكن أصيب بهذه الحساسية حتى الآن 11 شخصًا من كل مليون تلقوا اللقاح، وهذه نسبة متدنية جدًا. فالأفضل إذًا ألا ننتظر طويلًا، بل أن نبادر إلى تلقي اللقاح".

تضيف: "ما يقال عن أن اللقاحات ضد كورونا تؤدي إلى العقم كلام لا أساس طبيًا له، وليس ثمة ما يثبته".

اللقاحات آمنة، وقد مرت بالكثير من التجارب. تقول رسلان إن لقاح فايزر – بايونتيك مثلًا "جرّب على 300 ألف مريض، وتبين أنه يؤمن مناعة من كورونا بنسبة تصل إلى 85 في المئة بعد الجرعة الثانية".

فهذا اللقاح قائم على ما يسمى الحمض الربوي النووي المرسال (messenger RNA)، "وهو لا يدخل إلى نواة الخلية، وبالتالي لا يسبب تعديلاً جينيًا وراثيًا، وهذا ما يؤكد أمانه"، برأي رسلان، التي تضيف أن ليس هناك لقاح أكثر أمانًا من آخر، فلكل لقاح طريقة عمل مختلفة، "فلقاحا موديرنا وفايزر يعملان وفق نظام الحمض الربوي النووي المرسال، وهذه طريقة جديدة لم نعتدها بعد، لذا لا يمكننا التأكد بشكل جازم من فاعلية هذه الطريقة وأمانها، غير أن الشركتين أوضحتا في كل ما نشرتاه من بحوث إنهما لقاحان آمنان وفاعلان".

أما لقاح أسترازينيكا فيستخدم طريقة جديدة أيضًا، هي طريقة الناقل فيروسي (DNA)، والبيانات التي قدمتها الشركة تؤكد أنه آمن.

في المقابل، لا بيانات كافية بشأن اللقاح الصيني. تقول رسلان: "الشركة المصنعة لم تصدر البيانات الصحية والطبية اللازمة للتأكد، فالصينيون على عادتهم يفضلون إخفاء الأمور. لكن دولة الإمارات العربية المتحدة اعتمدت هذا اللقاح الصيني".

تضيف: "المطمئن في هذا اللقاح أنه يتبع الطريقة التقليدية في إنتاج اللقاحات، أي دسّ فيروس ميت أو غير ناشط في الجسم".

أما لقاح سبوتنك-في الروسي فغامض أيضًا، لأن الروس لم ينشروا أي بحث جدي أو بيانات عنه.

تختم رسلان بالقول: "يجب أن تلقى أي لقاح يُتاح لنا، وألا نتأخر في ذلك".