اسلام اباد : تخلى أحمد عمر سعيد شيخ، المتطرف الذي أمضى 18 عاما خلف قضبان السجن بتهمة التخطيط لخطف وقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل، عن امتيازات ومنحة تعليمية ليختار حياة التشدد والتطرف وزنزانة بنهاية الأمر.

ولد في لندن في 1973 لوالد يعمل في تجارة الملابس، وتلقى أفضل تعليم والتحق بمدرسة ابتدائية خاصة في لندن وبكلية ايتشيسون المرموقة في لاهور. كما التحق لفترة وجيزة بكلية لندن للاقتصاد.

وتخلى عن نمط حياته الغربي المريح بعد سنة فقط في كلية لندن للاقتصاد، وسافر كما يُعتقد إلى البوسنة خلال حرب البلقان الدامية مطلع التسعينات الماضية، حيث انجذب للقتال في صفوف الإسلاميين المتطرفين بعد أن التقى متشددين باكستانيين.

ويعتقد أن الملاكم السابق عاد إلى باكستان حيث أمضى أشهرا في مخيم لتدريب المقاتلين، سافر بعدها إلى منطقة كشمير في الهيملايا لمحاربة القوات الهندية.

في الهند نفذ أول عملية خطف له، كان ضحاياها أميركي وثلاثة سياح بريطانيين في 1994.

وقبضت عليه الشرطة الهندية خلال إطلاق نار، واعتقدت في البدء إنه أحد الرهائن البريطانيين، نظرا للكنته الانكليزية وسلوكه الغربي.

وأودع السجن في نيودلهي لكن لم توجه له تهم.

في السجن التقى المتشدد الباكستاني مولانا مسعود أزهر، الذي أسس فيما بعد جماعة جيش محمد الكشميرية المتطرفة.

في 1999 أفرجت نيودلهي عن كل من أزهر وعمر تلبية لمطلب خاطفي طائرة تابعة للخطوط الهندية، مقابل الإفراج عن رهائنهم.

وعاد عمر إلى لاهور حيث أقام مع عائلته، وتزوج في تشرين الثاني/نوفمبر 2000.

تعرف عمر بالصحافي دانيال بيرل عندما كان مدير مكتب وول ستريت جورنال في جنوب آسيا يحقق في عالم الجماعات المتطرفة الباكستانية الموحل، بعد هجمات 11 سبتمبر وما تلاها من غزو أميركي لأفغانستان.

وتبادل الرجلان العديد من الرسائل البريدية، وفق الشرطة، في وقت سعى بيرل للقاء قياديي تلك الجماعات.

وفي الرسائل عرف عمر عن نفسه بأنه شخص ودود محب للعائلة، وذلك ضمن مكيدة للإيقاع به في فخ أدى بنهاية الأمر إلى خطفه خلال تحقيق صحافي في كراتشي في يناير 2002.

اعتقل عمر في فبراير 2002 فيما كان بيرل لا يزال مفقودا، وتفاخر أمام محكمة في كراتشي بالقول إن الصحافي في عداد الأموات.

بعد أسبوع تم إرسال تسجيل فيديو يتضمن مشاهد مروعة لقطع رأس بيرل، إلى القنصلية الأميركية في كراتشي.

وواصل عمر تحدي السلطات والقضاء حتى بعد الحكم عليه بالإعدام لضلوعه في عملية الخطف.

وقال في رسالة قرأها محاميه "سنرى من سيموت أولا، أنا أو السلطات التي خططت لي عقوبة الاعدام".

لكن في يناير 2011 كشف تقرير نشره مشروع بيرل بروجيكت في جامعة جورجتاون، عقب تحقيق في وفاته عن حقائق صادمة وذكر أن الرجال الخطأ دينوا بقتل بيرل.

وذكر التحقيق الذي أشرفت عليه صديقة بيرل وزميلته السابقة في وول ستريت جورنال إسراء نعماني، واستاذ في جامعة جورجتاون، أن الصحافي قتل على أيدي خالد شيخ محمد المدبر المفترض لهجمات 11 سبتمبر، وليس عمر شيخ.

وخالد شيخ محمد الذي يقبع حاليا في سجن غونتانامو العسكري الأميركي، اعترف بقتل بيرل، بحسب مسؤولين أميركيين في 2007.

وتمكن محامو الدفاع عن عمر شيخ من إلغاء إدانته بالقتل وعقوبة الإعدام في أبريل 2020، وأكدت المحكمة العليا في باكستان الخميس إلغاء العقوبة ممهدة الطريق أمام الإفراج عنه مع ثلاثة متهمين آخرين.