شارك الآلاف في روسيا في احتجاجات غير مصرح بها للمطالبة بالإفراج عن المعارض البارز أليكسي نافالني. وقالت جماعة تتابع الاحتجاجات إن أكثر من ثلاثة آلاف شخص اعتقلوا خلال المظاهرات. وفي موسكو، أغلقت الشرطة محطات المترو وأغلقت وسط المدينة.

وحضت كندا الأحد على إطلاق سراح متظاهرين روس اعتقلوا بشكل جماعي خلال مشاركتهم في تظاهرات احتجاجا على سجن المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني.

وكتب وزير الخارجية الكندي مارك غارنو على تويتر "تشعر كندا بقلق عميق إزاء الاعتقالات الجماعية واستخدام القوة ضد المتظاهرين والصحافيين في روسيا". وأضاف "ندعو روسيا للإفراج عن المعتقلين واحترام التزاماتها الدولية وحماية حرية الإعلام".

وسجن نافالني لدى عودته إلى روسيا بعد تعافيه من محاولة قتله بمادة سامة. وحمل المعارض البارز الأجهزة الأمنية الروسية مسؤولية الهجوم، لكن الكرملين ينفي صحة ذلك.

وقالت السلطات الروسية إن نافالني كان من المفترض أن يمثل أمام الشرطة بصورة منتظمة نظرا لحكم صادر بحقه مع وقف التنفيذ في قضية اختلاس.

وندد نافالني باحتجازه ووصفه بأنه "غير قانوني بشكل صارخ"، قائلا إن السلطات سمحت له بالسفر إلى برلين لتلقي العلاج عقب تسممه بمادة نوفيتشوك في روسيا في أغسطس/آب الماضي.

وألقى نافالني باللوم على عملاء في الأجهزة الأمنية، قائلا إن ذلك تم بموجب أوامر بوتين.

وقام صحفيون استقصائيون بتسمية العملاء الأمنيين المشتبه بهم بالتسمم. لكن الكرملين ينفي ضلوعه ويشكك في استنتاج خبراء أسلحة غربيين بشأن استخدام مادة نوفيتشوك في الحادث.

ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقارير التي تشير إلى أنه يمتلك قصرًا شاسعًا على البحر الأسود، كما زعم نافالني في مقطع فيديو انتشر في روسيا وشوهد أكثر من 100 مليون مرة.

ما هي آخر التطورات؟

احتجاجات في سان بطرسبرغ
Reuters

قالت سارة رينفورد، مراسلة بي بي سي في موسكو، إن المحتجين كانوا يحاولون الفرار من الشرطة.

وألقت الشرطة القبض على بعض المتظاهرين، متحصنة خلف صفوف دروع مكافحة الشغب. وأظهرت لقطات مصورة مجموعة من الأشخاص ترافقهم شرطة مكافحة الشغب في حافلات.

ثم حاول المتظاهرون الوصول إلى سجن ماتروسكايا تيشينا حيث يحتجز نافالني.

وقال فريق نافالني إن زوجته، يوليا نافالنايا، من بين المحتجزين. وفي وقت سابق نشرت صورة لنفسها في طريقها إلى للمظاهرة.

وقالت الشرطة إن الاحتجاجات غير قانونية، بينما حذرت السلطات الروسية من أن المظاهرات قد تنشر فيروس كورونا.

وقالت متظاهرة تبلغ من العمر 40 عاما في موسكو لرويترز إنها حضرت رغم تعرضها لنوبة ذعر في الليلة السابقة بسبب التداعيات المحتملة التي قد تواجهها بسبب مشاركتها.

وقالت "أفهم أنني أعيش في دولة ينعدم فيها القانون تماما. في دولة بوليسية، بلا محاكم مستقلة. في بلد يحكمه الفساد. أود أن أعيش بشكل مختلف".

وفي سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، تجمع حشد في ساحة مركزية وهتفوا: "يسقط القيصر".

احتجاجات في روسيا
Getty Images

ونظمت مسيرات لدعم نافالني في شرق روسيا. وفي مدينة نوفوسيبيرسك، سار ما لا يقل عن ألفي شخص في أنحاء المدينة وهم يهتفون "الحرية" و "بوتين لص".

وفي ياكوتسك، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، قال متظاهر يدعى إيفان إنها كانت أول مسيرة يشارك فيها.

وقال: "لقد سئمت من استبداد السلطات وانعدام القانون. لم يتم الرد على أي أسئلة. أريد الوضوح والانفتاح والتغيير. هذا ما جعلني آتي إلى هنا".

وشهدت المسيرات الأخرى تظاهر حوالي ألف شخص في أومسك، في سيبيريا، وحوالي سبعة آلاف شخص في يكاترينبرغ في منطقة الأورال، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية.

محتجة
Reuters

وقال مراقبون إن الشرطة اعتقلت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، من بينهم 844 في موسكو و 475 في سان بطرسبرغ. وشهدت احتجاجات الأسبوع الماضي اعتقال أربعة آلاف شخص.

واعتُقل عدد من المقربين من نافالني منذ الأسبوع الماضي، ووُضع آخرون، بما فيهم شقيقه، قيد الإقامة الجبرية.

كما اعتقل سيرغي سميرنوف، وهو رئيس تحرير موقع روسي متخصص في حقوق الإنسان، خارج منزله يوم السبت. وندد صحفيون آخرون بأخبار اعتقاله بسبب مزاعم بأنه شارك في احتجاجات الأسبوع الماضي.

في موسكو، وردت تقارير عن أن الشرطة كانت تجد صعوبة في إيجاد مكان في السجن لمؤيدي نافالني.

ودانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عمليات الاعتقال الواسعة النطاق وما وصفه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالتكتيكات "القاسية" لروسيا.