رفضت أغلبية عربية تأييد محاكمة ترمب، ففي لاوعي هذه الأغلبية أمل في عودته إلى البيت الأبيض، بقبضته الحديدية بوجه إيران الطامحة إلى أداء دور نووي مهدد في المنطقة.

إيلاف من بيروت: سلم مجلس النواب الأميركي مجلس الشيوخ لائحة اتهام الرئيس السابق دونالد ترمب، ليكون أول رئيس في التاريخ الأميركي الذي يواجه المساءلة مرتين. وعلى الرغم من أنه لم يعد رئيسًا منذ 20 يناير الماضي، ستبدأ محاكمته في فبراير الجاري. وفي حال إدانته، ربما يحرم من الترشح للرئاسة مرة أخرى، ما يقطع الطريق على أحلامه الرئاسية المستقبلية، في عام 2024.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تؤيد محاكمة ترمب؟". أيدها 46 في المئة من المشاركين في الاستفتاء، في مقابل 54 في المئة أعربوا عن عددم تأييدها.

في العادة، تبدأ المحاكمة فور تسلم لائحة الاتهام، لكن اتفق قادة المجلس على تأجيل العملية أسبوعين، لإتاحة الوقت أمام الرئيس الأميركي جو بايدن لمتابعة أعماله التشريعية. وهذا الاتفاق جرى بين تشك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية، وميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين، ومديري المساءلة في مجلس النواب.

يتعين على محاميّ ترمب الرد على اللائحة بحلول 2 فبراير، وهو اليوم ذاته الذي يجب على المديرين تقديم مذكرتهم لما قبل المحاكمة. وسيكون أمام مجلس النواب حتى 9 فبراير للنقض، ما يسمح ببدء المحاكمة. لا أحد يعلم كم ستستمر المحاكمة، لكن يتوقع مراقبون أن تأتي أسرع من محاكمة العزل الماضية، أي في أيام قليلة.

لماذا لا تؤيد أغلبية العرب محاكمة ترمب؟ يقول مراقبون إن ترمب في الوعي العربي هو الرئيس الذي يفعل. ففي عهود جمهورية وديمقراطية متعاقبة، لم يأتِ رئيس واجه إيران كما فعل ترمب، ولا تمكن من عقد اتفاقات تطبيع للعلاقات بين دول عربية وإسرائيل كما فعل ترمب.

وعلى الصعيدين، يرى العرب أن التهديد الأكيد اليوم، الآتي من طهران، لن يجد في وجهه حزمًا في عهد جو بايدن، كما في عهد سلفه. كما أن خغض التصعيد على جبهة القضية الفلسطينية قد لا يستمر مع الإدارة الأميركية الجديدة.

بالتالي، لا يؤيد أغلب العرب محاكمة ترمب تمهيدًا لعزله، آملين أن يعود في 2024 رئيسًا، فيستعيدون آمالهم التي انتعشت بقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020، خصوصًا أن آخر أيام ترمب في البيت الأبيض كانت بمثابة أيام رعب بالنسبة إلى طهران. فقد وقف الإيرانيون متأهبين خوفًا من أن يغامر ترمب فيقصف منشآتهم النووية.

أما من يؤيد محاكمة ترمب فعرب يريدون إحقاق الحق، وترسيخ الديمقراطية. فما فعله ترمب يتعدى مسائل عربية محلية، مثل الصراع مع إيران، إلى مسائل أساسية في الحياة الديمقراطية، مثل احترام رأي الشعب الأميركي وخياره، والحفاظ على التداول السلمي للسلطة. وفي الحالتين، تميز ترمب من كل من سبقه في البيت الأبيض بضرب كل الأسس التي قامت عليها الديمقراطية الأميركية.