حمصة: هدمت القوات الإسرائيلية الأربعاء مساكن اعتبرتها الدولة العبرية "مخالفة"، يقطنها نحو ستين بدويا فلسطينيا في عملية نفّذتها في غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، وفق مراسل وكالة فرانس برس.

وكانت جرافات إسرائيلية قد اقتلعت صباحا خيما ومراحيض نقالة تستخدمها عائلات بدوية في خربة حمصة وهي تجمّع قروي قرب طوباس في الضفة الغربية المحتلة، سبق أن هدمته القوات الإسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر، وفق مصور فيديو لوكالة فرانس برس كان متواجدا في المكان.

وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن القوات الإسرائيلية هدمت الأربعاء "20 منشأة بين سكنية وحظائر أغنام لعدة عائلات فلسطينية في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية".

وبحسب منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، بات الأربعاء 61 فلسطينيا، نصفهم أطفال، بلا مأوى جراء عمليات الهدم الجديدة.

وأعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية أنها ستزور الموقع الخميس.

وقال الناشط الفلسطيني المناهض للاستيطان الإسرائيلي معتز بشارات إن هدف إسرائيل "لا يقتصر على احتلال حمصة بل كامل غور الأردن"، معتبرا أن الدولة العبرية بتطبيقها هذه القرارات وبارتكابها "هذه الجريمة" تقضي على كل التجمعات الفلسطينية في غور الأردن.

وتابع بشارات "في العام 1990 كانت تتواجد هنا أكثر من 186 عائلة، أما اليوم في العام 2021 لم تعد تتواجد في هذه المنطقة سوى 21 عائلة فلسطينية بسبب التدابير" الإسرائيلية.

وغور الاردن أو وادي الأردن هو شريط من الأراضي الاستراتيجية الحدودية يمتد من بحيرة طبريا وحتى البحر الميت.

ويقع غور الاردن بشكل أساسي في المنطقة المصنفة "سي" او "جيم " من أراضي الضفة الغربية والتي تخضع تماماً لسيطرة إسرائيل التي تخطط لضمها.

ويحتاج تشييد المباني في هذه المنطقة وفق إسرائيل الى تصاريح مسبقة من السلطات الإسرائيلية التي تهدم المنازل التي يبنيها الفلسطينيون بدون تصاريح على حد قولها.

وتضمنت خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي أُعلنت في كانون الثاني/ يناير الماضي ضم إسرائيل معظم أراضي غور الأردن، وهي أراض زراعية خصبة تشكل 30% من مساحة الضفة الغربية.

لكن بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات هذا الصيف، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه علق تنفيذ المخطط لكنه ما زال مطروحا على الطاولة.

وغالبا ما تشهد طوباس صدامات بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين أو الجيش الإسرائيلي الذي يهدم فيها أحيانا مساكن يعتبرها مخالفة.

وحاليا يقيم أكثر من 475 ألف إسرائيلي في مستوطنات هي غير شرعية في نظر القانون الدولي، في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، حيث يقطن 2,8 مليون فلسطيني.