إيلاف من بيروت: عثر مفتشون أمميون، خريف العام الماضي، على آثار مواد مشعة في موقعين نوويين في إيران، مما يثير تساؤلات جديدة بشأن طموحات امتلاك سلاح نووي.

ونسبت "وول ستريت جورنال" إلى ثلاثة دبلوماسيين قولهم: "عثر المفتشون الأمميون على آثار لمواد مشعة في موقعين نوويين إيرانيين خلال تفتيش قامت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الخريف الماضي"، ما يمكن أن يشير إلى محاولة طهران إنتاج أسلحة نووية في هذين الموقعين.

لكن المفتشين أشاروا حينها إلى أنهم يجهلون طبيعة ما عثروا عليه، وطلبوا من سلطات طهران تقديم التفسيرات الملائمة.

وكانت إيران قد منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام الماضي من تحري مواقع معنية سبعة أشهر، ما تسبب في أزمة شبه أممية. كذلك كثفت إيران أخيرًا أنشطتها النووية منتهكة قيودًا تضمنها الاتفاق النووي.

وبحسب التقرير، قال ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، إن اكتشاف هذه المواد المشعة دليل على أن إيران تملك مواد نووية لم تعلن عنها، رغم نفيها امتلاك مثل هذه المواد.

أضاف: "إيران تمتلك بالفعل برنامج أسلحة نووية في الماضي، ومن المرجح أن تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول إلى المزيد من المواقع والحصول المزيد من التفسيرات من إيران".

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا إنها عثرت على جزيئات يورانيوم لم يكشف عنها، بما في ذلك يورانيوم مخصب، في موقع سري في طهران في عام 2019، تعتقد أنه مستودع لمعدات نووية. وهذا ما دفع بالوكالة إلى تحري مواقع أخرى.

لكن، عقب رفض الحكومة الإيرانية طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول إلى موقعين نوويين في يناير 2020، زار المدير العام للوكالة رافائيل جروسي طهران في أغسطس الماضي وعقد اتفاقًا مع النظام الإيراني، يقضي بموجبه توجه المفتشين إلى الموقعين لأخذ عينات، وإجراء عملية تفتيش إضافية في موقع آخر لاحقًا.

وفي أثناء الاختبار المخبري للعينات، ضغط جروسي على إيران لتفسير سبب وجود جزيئات اليورانيوم التي عُثر عليها في موقع بطهران في عام 2019، متعهدًا مواصلة تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تقدم إيران تفسيرًا لجميع المواد غير المعلنة.

وفي نوفمبر الماضي، وصف جروسي التفسيرات التي قدمتها إيران بأنها "غير موثوقة فنيًا".

إلى ذلك، أكد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في مجموعة ثانية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأتي نطنز وفوردو النوويتين.

وبحسب الصحيفة الأميركية، ربما تصعب هذه النشاطات الإيرانية "المريبة" عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي قريبًا، في ظل حديث أميركي مستمر عن اتفاق جديد، يشمل قضايا كثيرة تُقلق الغرب.