انتُخب المحامي والحقوقي البريطاني البارز كريم أحمد خان مدعياً عاماً جديداً للمحكمة الجنائية الدولية خلفاً للقاضية الغامبية فاتو بنسودا التي فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات بحقها.
ويقود خان (50 عاما) حالياً تحقيقاً للأمم المتحدة حول الفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
ويقول مراسل بي بي سي للشئون الدبلوماسية جيمس لاندال إن فوز خان في هذا التصويت الذي شهد منافسة محمومة يمكن أن يكون بمثابة انتصار دبلوماسي للمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
والمحكمة الجنائية الدولية ومقرها مدينة لاهاي الهولندية هي الكيان الوحيد المنوط به التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بشكل دائم.
واشنطن تفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية
وقد فاز خان بأصوات 72 دولة من إجمالي 123 دولة في الجولة الثانية من التصويت، متغلباً على مرشحين من أيرلندا وإيطاليا وإسبانيا.
ومن المقرر أن يبدأ خان ولايته مدعياً عاماً للمحكمة لمدة 9 سنوات في يونيو/ حزيران، ويعد ثالث مدعٍ عام في تاريخ المحكمة التي تأسست قبل 18 عاما.
وبدوره رحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بانتخاب خان مدعياً عاماً للمحكمة الجنائية الدولية، وقال إن "خبرة كريم الواسعة في القانون الدولي ستكون محورية في ضمان محاسبة المسؤولين عن أبشع الجرائم وتحقيق العدالة لضحاياهم".
من هم الأيزيديون الذين ارتكب تنظيم الدولة بحقهم "جرائم حرب"؟
قضايا شائكة
حصل خان على شهادة البكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف من كلية الملك جورج بجامعة لندن.
وعلى امتداد مسيرته القانونية لسبعة وعشرين عاماً، شارك خان في أغلب المحاكمات الجنائية الدولية إلى جانب محاكمات محلية، في مواقع تباينت بين ممثل للادعاء وممثل للدفاع ومستشار قانوني للضحايا.
ومن بين المحاكمات التي شارك فيها، تلك الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة ومذابح رواندا والمحكمة الخاصة بلبنان.
وقام بدور ممثل الدفاع عن نائب الرئيس الكيني السابق وليام روتو أمام المحكمة الجنائية الدولية التي أسقطت اتهامات القتل والترحيل والاضطهاد التي وجهت إليه عقب الانتخابات التي شهدتها بلاده عام 2007.
كما مثل الدفاع عن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.
ومنذ عام 2018، تولى خان منصب المستشار الخاص ورئيس فريق التحقيق الذي أنشيء بموجب قرار لمجلس الأمن لتعزيز جهود المساءلة عن الجرائم الجماعية والجرائم بحق الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، والمعروف اختصاراً باسم "يونيتاد".
وفي تغريدة على تويتر، هنأته الناشطة الكردية الأيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد، ووصفته بأنه "مدافع شرس عن تحقيق العدالة للأيزديين، و أنه سيواصل بلاشك دعمه للمجتمعات المهمشة من خلال محاسبة الجناة على أعمالهم الوحشية"
نادية مراد: من "الاستعباد" إلى نوبل للسلام
ورد خان على تغريدة مراد قائلا "إن شجاعتك وقيادتك ونموذجك مصدر إلهام لي ولنا جميعا. صوتك جعل العالم يرى. شكراً لدعمك يونيتاد ولثقتك في وفي الفريق بأكمله. سنبقى متحدين اختى العزيزة".
وكان فريق التحقيق الأممي برئاسة خان قد سلم مؤخراً رفات 104 من الأيزيدين الذين قتلوا فيما عُرف بـ"مجزرة كوجو" لدى اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية مساحات شاسعة من العراق عام 2014.
تحديات قادمة
من بين أولى المهام التي ستقع على عاتق ممثل الادعاء الجديد في المحكمة الجنائية الدولية اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً في تحقيقات مثيرة للجدل حول وقوع جرائم حرب في أفغانستان وفي الأراضي الفلسطينية.
قرار المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في "جرائم حرب" في الأراضي الفلسطينية "يربك قادة إسرائيل"
إذ كانت الولايات المتحدة التي بدورها لا تعترف بالمحكمة إلى جانب روسيا والصين- قد فرضت عقوبات على المدعية العامة الحالية للمحكمة فاتو بنسودا شملت حظر سفر وتجميد أصولها بسبب تحقيق حول الممارسات الأمريكية في أفغانستان.
كما أن إسرائيل -وهي ليست عضو بالمحكمة- اتهمت المحكمة الجنائية الدولية بانتهاك "حق الدول الديمقراطية في الدفاع عن نفسها"، بعدما قضت بامتلاكها سلطة قضائية على جرائم حرب مزعومة من قبل القوات الإسرائيلية وجماعات فلسطينية مسلحة.
التعليقات