إيلاف من لندن: رحب معظم القوى السياسية العراقية باختلاف توجهاتها الثلاثاء بدعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لحوار وطني شامل حقيقي مفتوح وصريح، فيما عبر تحالف الفتح القريب من ايران عن تشككه بأهدافها.

ودعا الكاظمي امس القوى السياسية المختلفة الى حوار وطني شامل يهدف الى الابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي وإلى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة ومنح الشعب فرصة الأمل والثقة بالدولة واتفاق على حل جذري للمشكلات المتراكمة بين بغداد وأربيل بما يحفظ وحدة الاراضي العراقية واكد استعداد بلاده للعب دور فعّال في تكريس التهدئة وفتح أبواب الحوار لحل أزمات المنطقة.

استعداد كردي للتعاون

فقد كان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اول الداعمين لمبادرة الكاظمي باجراء حوار وطني عراقي شامل بمشاركة المعارضين وكتب على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" يقول "ادعم دعوة رئيس الوزراء السيد الكاظمي من أجل عقد حوار وطني بين الأطراف العراقية المختلفة وإجراء حوار حقيقي عميق بغية الوصول الى اتفاق نهائي ووضع حلول جذرية لمشاكل ٳقليم كردستان مع الحكومة العراقية الاتحادية بموجب الدستور".

كما رحب رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني بالدعوة قائلا في تغريدة على تويتر"باسم حكومة إقليم كردستان أرحب وأدعم دعوة رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي من أجل عقد حوار وطني بين الأطراف العراقية لحل جميع المشاكل والصراعات بشكل جذري".

كما اعرب عن استعداد الاقليم للتوصل إلى اتفاق شامل ونهائي لحل جميع المشاكل بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان على أساس الدستور .

انقسام شيعي

شيعيا، اكد تحالف سائرون المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على دعم مبادرة الكاظمي وقال برهان المعموري، عضو مجلس النواب عن التحالف في تصريح صحافي اطلعت عليه "ايلاف" ان تحالفه يساند هذه الدعوة للشروع بحوار وطني شامل.

واشار الى ان التحالف يعتقد ان دعوة الكاظمي جاءت في الوقت المناسب بعد ما أكسبت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق وهو يحمل رسائل محفوفة بالخير والسلام زخماً إضافياً. واشار الى انه في الوقت الذي "نبدي فيه دعمنا لطرح رئيس مجلس الوزراء من أجل فتح صفحة جديدة من العمل الوطني المخلص فإننا نؤكد على محاسبة كل الفاسدين المتورطين بضياع ثروات البلاد وتبديد أحلام أبنائه ونشدد على أن يكون الحوار المقبل مع كل من يؤمن بالعراق الواحد الذي يتساوى فيه جميع أبنائه بالحقوق والواجبات".

وعلى العكس من هذا الموقف فقد شكك تحالف الفتح الشيعي بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري المقرب من ايران بأهداف الدعوة معتبرا ان الكاظمي يحاول توظيفها لصالحه.

وقال القيادي في تحالف الفتح أبو ميثاق المساري في تصيح لوكالة "بغداد اليوم" المحلية وتابعته "ايلاف" ان "الكاظمي، يحاول توظيف زيارة البابا الى العراق لمحاكاة بعض الاطراف والإيحاء لهم بإمكانية جذبهم للعملية السياسية".

واضاف ان الكاظمي يحاول توظيف زيارة البابا بشكل غير مدروس والذي يمكن يأتي بنتائج كارثية وعكسية عليه شخصياً وعلى مجمل العملية السياسية". واعتبر ان "العراق لا يحتاج الى أي حوار وطني فكل الاطراف السياسية متواصلة مع بعضها ولا توجد اي قطعية بين كل الاطراف".

ومن جهتها قالت مصادر عراقية مطلعة ان ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي متحفظ من الدعوة للحوار ايضا منوها الى انها تحتاج الى نوايا صادقة .

دعم سني

اما رئيس جبهة الانقاذ والتنمية أسامة النجيفي فقال في تغريدة مماثة تابعتها "ايلاف" انه "في الخامس من آذار أصدرنا بيانا باسم جبهة الانقاذ والتنمية وفيه أكدنا على على أهمية فتح صفحة جديدة قوامها إعادة الاعتبار للهوية العراقية".

واشار قائلا "نجد في دعوة الكاظمي مناسبة لتفعيل حوار جاد ينسجم مع تطلعات الشعب ورغبته المؤكدة في تجاوز الأزمات والمعاناة، ويؤسس لمرحلة جديدة".

ومن جانبه اكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية السني عبد الله الخربيط دعم تحالفه لدعوة الكاظمي وقال في تصريح صحافي ان تحالفه تحالف القوى العراقية وكذلك حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان داعمون هذه الدعوة ويتفاعلون معها بكل جدية.

واشار الى ان العراقيين هم في الواقع بحاجة إلى حوار حقيقي منذ ما بعد عام 2003 لأن كل الحوارات التي حصلت لم تكن بالمستوى المطلوب.

وكان الكاظمي قال في كلمة الى العراقيين لمناسبة اختتام زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس الى العراق الاثنين "لقد عانينا الكثير من الحروب .. وسال الدم على أرضنا حتى ارتوت .. ونشـر الموت طوال عقود ظلاله السود في منازلنا .. وعاثت في ربوعنا غربان السلاح والفساد والإرهاب والكراهية ..لكن مَعدننا الأصيل لم يصدأ، لأن روح الحياة وحبّ السلام والتمسك بالقيم الإنسانية لم يصدأ ..فليس في نفوسنا سوى المعاني الإنسانية الكبيرة ..لقد عشنا سوية طوال أكثر من ستة آلاف سنة مضت وما زلنا معاً ..نمسك بيد بعضنا بتعدد أدياننا ومذاهبنا وقومياتنا كما تماسكت أيادي سماحة السيد السيستاني وقداسة البابا.. العراق رسالة الإنسانية والسلام، والعراق تاج التسامح، .. وبغداد مدينة السلام ومنبر الحركة الفكرية".