ايلاف من لندن: قبيل اسقبال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للبابا فرنسيس لدى وصوله الى مطار بغداد خلال الساعات المقبلة من الجمعة فقد رحب به قائلا ان بلاده تستقبله بكل محبة وسلام في ارض سومر وبابل وآشور والأنبياء والأولياء فيما دعا الحبر الاعظم الى الصلاة من اجل نجاح زيارته.. بينما اكدت السلطات تأمين الزيارة جوا وبرا ونشر الاف اضافية من عناص القوات الامنية.

وكتب الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "ايلاف" قائلا "بكلّ محبة وسلام، يستقبل العراق شعباً وحكومة قداسة البابا فرنسيس، ليؤكد عمق الأواصر الإنسانية التي كانت بلاد النهرين ومازالت وستبقى محطتها التأريخية للقاء الأديان والأفكار والقيم البشرية المشتركة .. مرحبا بقداسته في أرض سومر وبابل وآشور والأنبياء والأولياء."

ومن جهته غرد البابا باللغة العربية عشية مغادرته روما متوجها الى بغداد في زيارة تستمر ثلاثة ايام قائلا "غدا سأتوجّه إلى العراق في رحلة حج لمدة ثلاثة أيام. لقد كنت أرغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذين عانى كثيرًا. أسألكم أن ترافقوا هذه الزيارة الرسولية بالصلاة لكي تتم بأفضل طريقة ممكنة وتحمل الثمار المرجوة".

تأمين جوي وبري لجولات البابا
وأكد المتحدث بأسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف انجاز تأمين جوي وبري لجولات البابا الى 5 محافظات عراقية في الشمال والجنوب.
وأضاف في بيان تابعته "أيلاف" أن "زيارة البابا إلى العراق تأريخية وهي الاولى من نوعها وتأتي في سياق زمني استثنائي".. مشيرا الى انها تأتي لتعزيز الامن والسلم المجتمعي وحوار الاديان". وأوضح أن "البابا سيقيم قداسا بحضور رسمي وديني كبيرين وسط اجراءات صحية عالية".
ومن جهتها كشفت وزارة النقل العراقية عن تجهيز اسطول جوي من طائرات الخطوط العراقية لمرافقة البابا فرنسيس خلال تنقله بين محافظات بغداد والنجف وذي قار والموصل وأربيل. واوضحت انه تم تخصيص عددٍ من طائرات اسطول خطوطها الجوية لتنقلات البابا والوفد المرافق له الى المحافظات.
ومن جانبها نشرت القوات العراقية آلافا إضافية من أفراد قوات الأمن الحماية البابا فرنسيس التي تأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامته.
وقال مسؤول أمني إن القوات المشتركة تلقت التدريب على التعامل مع أسوأ السيناريوهات من اشتباكات في الشوارع إلى تفجير قنابل وحتى هجمات بالصواريخ.

لقاء تاريخي للمآذن والاجراس
ومن جهته وصف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي الخميس الزيارة بأنها "تاريخية بمعنى الكلمة فهي تأتي في ظروف حساسة تمر بها البشرية خاصة ان العالم يواجه ظروف كورونا، وتاريخية لان بلدنا واجه اقصى هجمة من فلول الارهاب".
وقال ان زيارة البابا للعراق تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ البابوية وكذلك الخارجية الاولى التي يقوم بها بعد انتشار وباء كورونا وهي تحمل رسالة سلام وتسامح ونبذ العنف".
واعتبر الوزير زيارة البابا إلى النجف غدا السبت ستكون لقاءً تاريخياً للمآذن والأجراس في اشارة الى اجتماعه المرتقب هناك مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني.

نشاطات البابا الجمعة أول ايام الزيارة
ويشير جدول زيارة البابا الى العراق التي ستستمر ثلاثة ايام واطلعت عليه "ايلاف" الى انه سيصل الى مطار بغداد الدولي الجمعة على الساعة 11 صباحا بتوقيت غرينتش حيث سيكون الكاظمي على رأس مستقبليه ثم ينتقل بعدها إلى القصر الرئاسي حيث ستقام المراسم الترحيببه ولقاء الرئيس العراقي برهم صالح وبعدها قادة المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي. وفي مساء اليوم نفسه سيتوجه البابا الى كاتدرائيّة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك في بغداد حيث سيقيم فيها صلاة بحضور مسيحيين ومسلمين.
وكانت هذه الكنيسة كنيسة قد شهدت اقتحا ارهابيين لها في 31 تشرين الاول اكتوبر عام 2010 وقتلوا 44 من المصلين وكاهنَين و7 من قوات الأمن واحتجزوا رهائن في واحدة من أعنف الهجمات على الطائفة المسيحية في العراق بعد عام 2003 لكن القوات الأمنية تمكنت حينها من إنهاء عملية الاحتجاز وقتل جميع المسلحين في عملية مسلحة استمرت ساعتين.
وسبق للرئيس العراقي برهم صالح ان وجه في 20 حزيران يونيو عام 2019 دعوة رسمية الى البابا فرنسيس لزيارة العراق مؤكدا انها ستسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي وتكتسب أهمية تاريخية كبيرة في دعم العراق دولياً لما تحمله من دلالات ومعاني كبيرة.

نزوح مسيحي واسع من العراق
يشار الى ان الحروب والصراعات التي شهدها العراق قد ادت إلى نزوح المسيحيين عن البلاد ودول أخرى بالشرق الأوسط إذ عانوا من صعوبات خاصة من قبل الجماعات المتطرفة ولدى سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من بلادهم.
ومنذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظامه السابق في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألف فقط .. بالرغم من ان الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم وتقترب من الانقراض بشكل متسارع. وقد ادى هجوم داعش عام 2014 إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.
يشار الى ان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان قد اراد عام 2000 زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك قد انهارت ولم يتمكن من الذهاب .