إيلاف من دبي: لا تزال تفاصيل "محرقة المهاجرين" التي وقعت الأسبوع الماضي بأحد مراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي في صنعاء، غامضة.

فقد أفاد ناشطون يمنيون، أن الحوثيين عمدوا خلال الساعات الماضية إلى دفن المهاجرين الذين قتلوا جراء الحريق الذي نشب في المركز، على عجل، وسط تكتم حول عدد القتلى.فيما نقلت وسائل اعلام محلية وعالمية شهادات مروعة، عما يعانية المهاجرون في سجون الحوثي من تعذيب وابتزاز، وفقًا لموقع "العربية.نت".

ابتزاز وقتل

فقد كشفت مهاجرة إثيوبية ثلاثينة من عدن، كيف تبتز ميليشيات الحوثي هؤلاء المهاجرين المحتجزين، قائلة لشبكة دولتشي فيلله، أنها كانت على تواصل مع أقارب لها يتواجدون بالسجن في صنعاء، لكن الاتصال انقطع قبل أيام، عدة، بعد أن طالبت الميليشيات بمبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم.

فيما أكد المهاجر الإثيوبي علي مصطفى أنه اضطر للاتصال بأهله من أجل الحصول على مبلغ مالي قدره خمسة آلاف ريال سعودي، ليقدمه إلى الميليشيات مقابل إطلاق سراحه من سجن في العاصمة اليمنية.

كما أوضح أنه اعتقل لمدة ستة أشهر، تعرض خلالها إلى جانب عشرات المهاجرين الآخرين، للضرب والتعذيب بالكهرباء، والحديد، لاسيما بعد أن طلب منهم الحوثيون الانضمام إلى جبهات القتال، لكنهم رفضوا.

خشية أممية

يذكر أن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة كانت أعرب قبل أيام عن خشيتها من أن يكون عشرات المهاجرين قضوا في الحريق ، استنادا إلى تقارير منظمات محلية تعمل على ملف المهاجرين.

وقالت المنظمة في بيان يوم الجمعة الماضي إنّ "بيانا لمنظمة محلية للهجرة صدر أمس حدّد حصيلة القتلى عند 43" شخصا. وتابعت "لكن يقدّر نظراء الآن أن الوفيات تتراوح بين 30-60 شخصًا، فيما قدّرت روايات أخرى لم يتم التحقق منها سابقا عدد القتلى بالمئات".

كما كررت دعوتها إلى السماح بالوصول "العاجل" لتقديم العلاج للمهاجرين الذين أصيبوا بجروح بالغة في الحريق. وتابعت أنّ "الوصول للناجين بات يشكل تحديا بسبب التواجد الأمني المتزايد في المستشفيات".

إلى ذلك، أضافت أنّ حوالي 350 شخصا معظمهم من أثيوبيا كانوا يتواجدون في العنبر حيث اندلع الحريق.

أتى ذلك، بعد أن أصيب أكثر من 170 شخصا، أكثر من نصفهم يعانون من جروح بالغة، في الحريق الذي اندلع الأحد الماضي في المركز المكتظ في صنعاء، حسب المنظمة الدولية.

أحرقوهم بالبنزين

وفقًا لـ "العربية.نت"، كان أحد اللاجئين قد كشف لوسائل إعلام محلية أن اللاجئين المحتجزين طلبوا إما ترحيلهم أو الإفراج الفوري عنهم، وبدأوا إضراباً عن الطعام استمر أياماً قبل الحادثة، لافتاً إلى أن قائداً عسكرياً حوثياً دخل إلى سجن اللاجئين وخيرهم بفك الإضراب عن الطعام أو الضرب.

كما أوضح أنه "عندما قام القائد العسكري الحوثي بالاعتداء على السجناء، رد اللاجئون بالدفاع عن أنفسهم فضربوه إلى أن فارق الحياة، فما كان من الميليشيا إلا أن انتقمت بصبّ البنزين في السجن وسط السجناء وإلقاء قنبلة بداخله".

في حين أعلنت منظمة الهجرة الدولية، سابقا وفاة عدد من المهاجرين الأفارقة والحراس بسبب الحريق الذي نشب الأحد، في مركز الاحتجاز في العاصمة اليمنية. وأضافت في بيان صحافي أنها تواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني المتزايد في المستشفيات، في إشارة إلى الإجراءات التي تتخذها ميليشيات الحوثي تجاه هذا الحادث المميت.

كما أشارت في حينه إلى أن سبب اندلاع الحريق في المركز "لا يزال غير واضح"، مضيفة: "إنه واحد من مخاطر عديدة واجهها المهاجرون خلال السنوات الست الماضية من الأزمة في اليمن".