طهران: مثلت الإيرانية-البريطانية نازنين زاغري-راتكليف مجددا أمام محكمة في طهران الأحد بتهمة "الدعاية" ضد الجمهورية الإسلامية، بعد أسبوع من انقضاء فترة عقوبتها بالسجن خمسة أعوام في قضية أخرى، في مسألة تثير انتقاد المملكة المتحدة التي تطالب بالسماح لها بمغادرة إيران.

وأفاد المحامي حجت كرماني وكالة فرانس برس أن موكلته زاغري-راتكليف تلاحق حاليا بتهمة "الدعاية ضد النظام (السياسي في الجمهورية الإسلامية) لمشاركتها في تجمع أمام السفارة الإيرانية في لندن عام 2009".

وأشار الى أنها مثلت اليوم أمام الغرفة الخامسة عشرة للمحكمة الثورية في طهران، وأن الجلسة "جرت في جو هادئ جدا وفي حضور موكلتي".

وأوضح كرماني أنه خلال الجلسة "تمت المرافعة" وانتهت إجراءات المحاكمة، ما يشير إلى أن النطق بالحكم سيتم في موعد لاحق غير محدد.

وأضاف "نظرا الى العناصر التي قدمها الدفاع والمسار القضائي، وأن موكلتي سبق أن قضت فترة الحكم (الأولى)، آمل في أن تتم تبرئتها".

من جهتها، كتبت النائبة البريطانية توليب صديق "يمكنني أن أؤكد أن نازنين مثلت أمام المحكمة هذا الصباح وتمت محاكمتها بتهم جديدة (هي) +الدعاية ضد إيران+".

وأضافت البرلمانية التي تتابع قضية نازنين، في تغريدة عبر حسابها على تويتر "لم يصدر أي حكم لكن يفترض أن يتم ذلك خلال أسبوع".

وكانت زاغري-راتكليف الموظفة في مؤسسة تومسون رويترز، أوقفت في نيسان/أبريل 2016 مع ابنتها غابرييلا التي لم تكن بلغت الثانية من العمر حينها، في مطار طهران بعد زيارة لعائلتها. واتهمت بالتآمر لإطاحة النظام السياسي في إيران، وهي تهمة نفتها.

وحكم عليها في أيلول/سبتمبر من العام ذاته بالسجن خمس سنوات، وانقضت فترة محكوميتها في السابع من آذار/مارس، علما بأنها خرجت من السجن في آذار/مارس 2020 في أعقاب تفشي فيروس كورونا، وأمضت الأشهر الأخيرة من العقوبة في منزل ذويها مزودة بسوار تعقب الكتروني.

سعادة غامرة

وكان زوجها ريتشارد راتكليف قال في أعقاب انتهاء فترة العقوبة، أن نازنين البالغة من العمر 42 عاما، شعرت بـ"سعادة غامرة" و"اعتلت وجهها ابتسامة عريضة"، وذلك على هامش مشاركته مع ابنته في تجمّع أمام السفارة الإيرانية في لندن.

ورفع راتكليف عريضة لمنظمة العفو الدولية وقّعها 160 ألف شخص تطالب بالإفراج عن زوجته، معتبرا أنها "رهينة" لعبة سياسية على صلة بدين قديم مترتّب على المملكة المتحدة في إطار صفقة أسلحة أبرمت مع إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

وقال راتكليف "سنواصل النضال حتى عودتها إلى المنزل".

والجمعة، قالت منظمة غير حكومية في تقرير سلمته الى وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، إن فحصًا طبيا أجري لزاغري-راتكليف أظهر تعرضها إلى "سوء معاملة" خلال اعتقالها في إيران، ويجب بالتالي أن تعتبرها لندن "ضحيّة تعذيب".

ونفت السلطات الإيرانية على الدوام الاتهامات بسوء معاملة نازنين.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون طلب من الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي الأربعاء، "الإفراج الفوري" عن نازنين زاغري-راكتليف وكل مزدوجي الجنسية الموقوفين في إيران.

ووفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة البريطانية، اعتبر جونسون أن الوضع الحالي لزاغري-راتكليف يعد "غير مقبول إطلاقا"، مشيراً إلى أنه "ينبغي السماح لها بالعودة إلى عائلتها في المملكة المتحدة".

وخلال الاتصال الهاتفي، قال روحاني إنهه من "المثير للدهشة (...) عدم حصول اي تقدم في سياق اعادة مبالغ المقتنيات الدفاعية الايرانية من جانب بريطانيا".

ورأى روحاني، وفق بيان للرئاسة الإيرانية، أن "التسريع في وتيرة تسديد مطالب ايران المالية، يساعد على ازالة العراقيل الاخرى من مسار العلاقات الثنائية.

ولا تعترف السلطات الإيرانية بازدواجية الجنسية، وتتعامل مع مواطنيها الذين يحملون جنسية دولة أخرى، على أنهم إيرانيون فقط. وغالبا ما تنتقد طهران المطالبات بالافراج عن الموقوفين المدانين من مزدوجي الجنسية، وتعتبر أنها تدخل في عمل السلطات القضائية المحلية.