أيد أكثر من نصف المستجيبين لاستفتاء إيلاف مطاردة شرطة العاصمة البريطانية لزوجة بشار الأسد بتهمة دعم الارهاب، بعدما بدأت سلطات لندن إجراءات محاكمتها بتهم ترقى إلى جرائم حرب.

إيلاف من بيروت: تغيرت صورة أسماء الأسد من السيدة الأولى في سوريا والسيدة الجميلة التي أسهب الإعلام الغربي في وصف أناقتها وانفتاحها وثقافتها، وصارت شريكة زوجها في قتل السوريين. وقد ظهر ذلك جليًا في قرار السلطات البريطانية سحب جنسيتها منها، وتقديمها للمحاكمة بتهم ترقى إلى اقتراف جرائم حرب.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تؤيد مطاردة شرطة العاصمة البريطانية لزوجة بشار الأسد بتهمة دعم الارهاب؟". أيد ذلك 54 في المئة من المشاركين في هذا الاستفتاء، مقابل 45 في المئة رفضوا تأييد ذلك.

فقد ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن السلطات البريطانية تحقق منذ بداية العام الجاري في اتهامات بالتحريض والتشجيع على أعمال إجرامية من بينها استخدام السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري، بحق أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت "غارديان" عن مسؤول بمكتب محاماة مكلف بالقضية، قوله: "الأدلة المتوافرة تفوق وفقًا لتقديرنا ما يمكن اعتباره مجرد تعليقات أو بروباغندا، فالتقارير الصحفية تشير إلى اتهامات بحق الأسد تتعلق بالدعم والمساعدة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتستند على عدة أمور بينها مقابلات لأسماء الأسد أعربت فيها بوضوح عن دعمها لزوجها بدافع قناعات شخصية بمواقفه، إضافة إلى وصف جنود شاركوا في جرائم بالمدافعين عن الوطن".

وقال "صنداي تايمز" البريطانية إن قرينة الرئيس السوري تواجه ملاحقة قضائية محتملة وإسقاط الجنسية البريطانية عنها، موضحة أن الاتهامات بـ"التحريض على الإرهاب" مرتبطة بمزاعم استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية خلال النزاع، ما تصنفه السلطات البريطانية عملًا إرهابيًا.

وذكرت الصحيفة أن إطلاق التحقيق الأولي بحق أسماء الأسد جاء بعد تقديم منظمة Guernica 37 الدولية للمحامين أدلة تثبت نفوذ السيدة الأولى بين أفراد الطبقة الحاكمة في سوريا ودعمها العلني للقوات المسلحة السورية، ومن غير المرجح وصولها إلى المملكة المتحدة لحضور محاكمتها المحتملة، ومن غير الواضح إذا كانت السلطات القضائية البريطانية ستحاكمها غيابيًا.

ورجحت الصحيفة أن تصدر الشرطة الدولية (الإنتربول) "مذكرة حمراء" تمنع أسماء الأسد من مغادرة سوريا من دون مواجهة خطر اعتقالها.

يقول اندرو تابلر، الخبير في الشأن السوري الذي عمل في عام 2003 مستشارا إعلاميا للجمعيات الخيرية التي ترأستها أسماء الأسد والذي وضع كتابا عن النظام السوري بعنوان "في عرين الأسد"، إن أسماء الأسد "جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظام".

وصرحت أسماء الأسد خلال زيارة مع زوجها لباريس في عام 2010 لمجلة "باري ماتش" الفرنسية أنها اقترنت بزوجها لما يجسده من "قيم". ولم تتوان المجلة الفرنسية عن وصفها يوم ذاك بأنها "شعاع نور في بلد تسوده الظلمات".

أما مجلة "فوغ" الأميركية فاختارت لها صفة "وردة الصحراء"، إلا أنها عادت وسحبت المقابلة معها عن موقعها الالكتروني بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف مارس 2011.

وفي سوريا، كانت أسماء الأسد تمثل للكثيرين أملا واعدا بالحداثة في بلد عانى طويلا من العزلة الدولية. وقد نسب إلى هذه السيدة التي عملت في مصارف دولية في لندن دور كبير في تحرير الاقتصاد السوري من النظام الموجه. وكان بشار وأسماء الأسد يشكلان رمزا للتعايش بين الطوائف المتعددة في سوريا، إذ ينتمي هو إلى الأقلية العلوية فيما هي من عائلة سنية. واستعاد ناشط سوري معارض أخيرا هذه المقابلة قائلا على موقع "يوتيوب" الالكتروني "توقفي عن النفاق! انتم تقتلون شعبكم".