الرياض: اندلع حريق في محطّة لتوزيع المنتجات البترولية في مدينة جازان في جنوب المملكة بعد تعرضها مساء الخميس "لاعتداء تخريبي بمقذوف" لم يخلّف "أي إصابات أو خسائر في الأرواح".

وقالت وزارة الطاقة في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (واس) إنّه "عند الساعة التاسعة وثماني دقائق من مساء اليوم (الخميس 18:08 ت غ) تعرّضت محطة توزيع المنتجات البترولية في جازان لاعتداءٍ تخريبي بمقذوف، ونتج عن الاعتداء نشوب حريقٍ في أحد خزّانات المحطة، ولم تترتّب عليه أي إصابات أو خسائر في الأرواح".

ولم يحدّد البيان الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم، لكن سبق أن استهدف المتمرّدون الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران منشآت نفطية في المملكة مرات متعددة.

وأكّد البيان أنّ السعودية "تدين هذا الاعتداء التخريبي الجبان، الموجّه ضدّ المنشآت الحيوية، والذي لا يستهدف المملكة فحسب، وإنما يستهدف أمن الصادرات البترولية، واستقرار إمدادات الطاقة للعالم، وحرية التجارة العالمية، كما يستهدف الاقتصاد العالمي ككلّ".

وأضاف أنّ هذا الهجوم "يؤثّر في الملاحة البحرية، ويُعرّض السواحل والمياه الإقليمية لكوارث بيئية كبرى جرّاء مثل هذه الأفعال التخريبية".

اقترحت السعودية الإثنين وقفاً "شاملاً" لإطلاق النار لإنهاء النزاع المدمّر في اليمن، في مبادرة رفضها الحوثيون على الفور معتبرين أنها "غير جادة ولا جديد فيها".

ويكرر المتمردون مطالبة السعودية برفع حصارها الجوي والبحري الذي تفرضه على اليمن.

يأتي الهجوم في وقت تضغط الولايات المتحدة لوقف الأعمال العدائية ومع عودة المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ إلى المنطقة.

منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، تحاول الولايات المتحدة إحياء المفاوضات حول اليمن، وقد أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة إنهاء دعمها للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة اليمنية التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ المتمرّدين الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

وأعلن التحالف في وقت سابق الخميس اعتراض عدة طائرات مسيّرة مفخّخة أطلقها الحوثيون في اتجاه المملكة، وفق وسائل إعلام رسمية.

وقف إطلاق نار "شامل"

حاول الحوثيون أيضا مهاجمة جامعتي نجران وجازان، وهما مدينتان جنوبيتان قرب الحدود مع اليمن، وفق التحالف.

ولم يتبنّ المتمردون على الفور مسؤولية الهجمات.

وعدا عن وقف اطلاق النار لوضع حد للنزاع المدمر في اليمن حيث يقاتل الحوثيون القوات الحكومية المدعومة عسكريا من الرياض، اقترحت السعودية الاثنين إعادة فتح مطار صنعاء، وإحياء المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية والمتمردين.

وطالب الحوثيون مؤخرا بفتح كامل المجالين الجوي والبحري اليمنيين الواقعين تحت سيطرة السعودية، وهو شرط مسبق لأي مسار حوار.

ويؤكد التحالف الذي تقوده السعودية أن الحصار يهدف إلى منع إيران من تقديم الدعم للمتمردين، وتنفي طهران نيتها في ذلك.

وكانت السعودية أطلقت الأحد تدريبات عسكرية بحرية تستمرّ خمسة أيام وتشارك فيها خصوصاً شركة أرامكو، وذلك بهدف "رفع الجاهزية والاستعداد لجميع الوحدات المشاركة للتصدّي للعمليات الإرهابية على المنشآت البترولية، وتعزيز توحيد مفهوم العمل المشترك بين الوحدات المشاركة".

وأودت الحرب الطاحنة المستمرّة في اليمن منذ ستّ سنوات بحياة عشرات الآلاف وشرّدت الملايين، ما تسبّب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.