عمان: فقد الأمير حمزة، الابن الأكبر للملك حسين من زوجته الأميركية الملكة نور، فرصتين للوصول الى العرش: الثانية كانت عندما نحاه الملك عبد الله الثاني عن ولاية العهد عام 2004.

وقال الأمير في مقطع فيديو أرسل إلى "بي بي سي" إنّ رئيس أركان الجيش زاره وأبلغه بأنّه "لا يُسمح لي بالخروج، وأنّي ممنوع من التواصل مع الناس أو لقائهم".

وأضاف "أبلِغتُ بأنّي يجب أن لا أغادر المنزل وبأنّي أستطيع فقط زيارة العائلة، ولا أستطيع استخدام تويتر أو أتواصل مع أحد".

وأشار إلى اعتقال عدد من أصدقائه ومعارفه وسحب حراسته وقطع خطوط الاتّصال والإنترنت لديه.

لكنّ الأمير أكّد أنّه لم يكن جزءًا من أيّ مؤامرة وأنّه "غير مسؤول" عن "انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد في الخمس عشرة إلى العشرين سنة الماضية والتي تسوء".

وقالت "بي بي سي" إنّ مقطع الفيديو أرسل لها عن طريق محامي الأمير حمزة، في وقت أُعلِن فيه اعتقال رئيس سابق للديوان الملكي الأردني وآخرين "لأسباب أمنيّة".

وأكّد الجيش الأردني مساء السبت أنّه طلب من الأمير حمزة "التوقّف عن تحرّكات تُوظّف لاستهداف" استقرار الأردن، لكنه نفى توقيف الأمير أو وضعه قيد الإقامة الجبرية.

وقال محلل سياسي فضل عدم الكشف عن اسمه إن الأمير حمزة قام مؤخرا "أكثر من مرة بمضاعفة انتقاداته لما وصفه بفساد السلطة امام عدد من أصدقائه".

واضاف "هناك بالتأكيد استياء من جانبه، فهو لم يستوعب أبدًا فقدان لقب ولي العهد" قبل نحو 17 عاما.

بلغ الأمير حمزة 41 عاما في 29 آذار/مارس وهو الإبن الأكبر للملك حسين وزوجته الرابعة ليزا حلبي التي صارت لاحقا الملكة نور الحسين.

وقد دافعت الملكة نور عن ابنها الأحد ووصفت الاتهامات الموجهة إليه بأنها "افتراءات".

درس حمزة المرحلة الثانوية في لندن قبل التحاقه بكلية ساندهيرست العسكرية حيث حقق مسيرة رائعة كما فعل قبله أخوه عبد الله الذي يكبره بثمانية عشر عاما.

وتقلد الأمير حمزة مناصب عسكرية وخدم في يوغوسلافيا السابقة في وحدة أردنية إماراتية، قبل تخرجه من جامعة هارفارد. وهو رياضي بارع وطيار مميز كوالده.

تقاعد الأمير من الخدمة في القوات المسلحة الاردنية العام الماضي.

"يافع جدا"

لعب مرض والده الملك حسين بالسرطان دورا مؤثرا على طموحاته.

وعندما توفي الملك الراحل في شباط/فبراير 1999، كان حمزة أصغر من أن يخلفه.

وتولى العرش عبد الله، الابن الأكبر للملك حسين من زوجته الثانية الأميرة منى.

وبناء على رغبة الملك الراحل سمى الملك عبد الله الأمير حمزة وليا للعهد، واستمر الأمر كذلك مدة خمس سنوات الى نُحي وسُمي الأمير حسين نجل عبدالله وليا للعهد سنة 2009.

وبرر الملك عبد الله ذلك لأخيه في رسالة رسمية بأن منصب ولي العهد "الرمزي" يقيد حريته ويمنع تكليفه بمهام هو أهل لها.

لكن الأمير حمزة بالتأكيد لا يرى الأمور بالطريقة نفسها.

ويقول المحلل لفرانس برس "لقد فقد فرصة ان يصبح ملكا مرتين، عندما توفي والده وكان ما زال يافعًا، وعندما نحاه الملك عبدالله عن ولاية العهد".

والأمير حمزة متحمس لقضايا الحفاظ على البيئة وقريب من الناس وقادة العشائر، وأب لخمس فتيات وصبي، وهو يبتعد تدريجياً عن دوائر السلطة الأولى.

لكن رغم كل شيء، يقول الخبير إن "دمه الملكي أنقذه يوم السبت من السجن. ... في الأسرة الحاكمة لا يُسجن أمير، لكن يتم تهميشه".