القدس: وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأحد إسرائيل في أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع المستوى، للبحث في عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي تعارضه إسرائيل.

وتأتي زيارة أوستن بعد أيام فقط من إعلان واشنطن أنها عرضت أفكارا "جادة للغاية" بشأن إحياء الاتفاقية المتعثرة التي تعارضها إسرائيل بشدة.

فور وصوله، التقى أوستن نظيره الإسرائيلي بيني غانتس. ومن المتوقع أن يلتقي أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي.

وسيقوم أوستن بجولة في قاعدة نفاطيم الجوية وبزيارة النصب التذكاري لمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست) ونصب تذكاري آخر للقتلى في القدس.

وانطلقت في فيينا قبل أيام محادثات ممثلي الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي، لحث الولايات المتحدة على العودة إليه.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي في 2018.

وتركز محادثات فيينا على رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد ترامب فرضها، وعلى دفع إيران إلى الامتثال بعد أن ردت على الخطوة الأميركية بتجميد العمل بالعديد من التزاماتها.

وتمثل التصعيد الإيراني أن أعلنت طهران السبت عن بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر ويُمنع استخدامها بموجب الاتفاق حول النووي الإيراني المبرم في 2015، ما قد يعقّد المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إحياء هذا النص.

وفي مراسم عبر الفيديو بثها التلفزيون الحكومي مباشرة، دشّن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسمياً سلسلة من 164 جهازا للطرد المركزي من نوع "آي ار-6" في منشأة نطنز النووية (وسط إيران).

كما أطلق تغذية بغاز اليورانيوم لسلسلتين أخريين تتضمن الأولى 30 جهازاً من نوع "آي ار-5"، والثانية 30 جهاز "آي ار-6"، لاختبارها، بالإضافة إلى إطلاق اختبارات للتحقق من "الاستقرار الميكانيكي" للجيل الأخير من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "آي ار-9".

وذكرت وكالة أنباء فارس أن "حادثا" وقع في موقع نطنز لتخصيب اليورانيوم الأحد لكنه لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية.

وتعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال نتانياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل لن تلتزم بشروطها.

وأضاف في كلمة عشية ذكرى المحرقة النازية "الاتفاق مع إيران والذي من شأنه أن يمهد الطريق لامتلاك أسلحة نووية - تهدد وجودنا- لن يجبرنا بأي شكل من الأشكال".

وتشير تقارير إلى تبادل إيران وإسرائيل مؤخرا هجمات على سفن الشحن التجاري.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده العودة إلى الاتفاق مشيرا إلى أنه -حتى انسحاب واشنطن- كان ناجحا في تقليص الأنشطة النووية الإيرانية بشكل كبير.

وفي الوقت الذي طالبت فيه واشنطن إيران بالامتثال، أصرت الأخيرة على إنهاء جميع القيود الأمريكية، ومن ثم طالب كل جانب الطرف الآخر باتخاذ الخطوة الأولى.

وتشمل جولة أوستن حسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا.