"إيلاف" من لندن : صحا العراقيون الثلاثاء وقد بدأ سنتهم صيام شهر رمضان الذين اعتبروه بداية له فيما افطر شيعتهم بانتظار يوم غد الذي قالوا انه بداية للشهر الفضيل بخلاف حول يوم حلوله فيما أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ان الغد سيكون افضل باشراقة تقدم .. بينما حذرت وزارة الصحة من خطر التزايد الحالي للاصابات بكورونا مما يهدد بانهيار النظام الصحي.

فقد اعلن الوقف السني العراقي ان اليوم هو بداية شهر رمضان حيث بدأ سنة البلاد صومهم فيما قال مكتب المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني ان غدا الاربعاء سيكون بداية للشهر وقال في بيان ان الثلاثاء هو المُتمم لشهر شعبان المعظّم و يوم الأربعاء هو الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1442 للهجرة .
وبالمناسبة فقد دعا الكاظمي ابناء بلده الى الاجتماع على حب العراق وقال في بيان تابعته "ايلاف" انه يتقدم الى الأمة الإسلامية جمعاء، والى المحبين للخير والسلام في كل مكان، بخالص التمنيات وأعمق الآمال الطيبة بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم.. مضيفا انه "بحلول هذه الأيام المباركة، أدعو كل أبناء شعبنا الصابر الأبي، الى جعل هذا الشهر الفضيل مناسبة للتحابب والسمو والوحدة، والاجتماع على حب العراق ورفعة شأنه". وشدد بالقول "كلي ثقة بأن الغد القريب سيكون إشراقة تقدّمٍ، ملؤها الخير وكريم الحياة، بالعمل والأخوة و بذل الذات وتغليب مصلحة عراقنا الغالي".
وفي تغريدة له قال الكاظمي "نستحضر قيم رمضان الصبر والصمود ومجاهدة الذات على الغرور والاستهتار والتجبّر والطغيان وتبني التسامح والمروءة من موقع القوة، الصبر إيمان وعزيمة تليق بالمؤمنين، بدينهم ووطنهم".

وخلال ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته اليوم فقد اكد الكاظمي انها تتابع قضايا واحتياجات المواطنين وتخفيف الاجراءات البيروقراطية باعتبارها من الاولويات داعيا جميع الوزراء بذل المزيد من الجهود لتوفير هذه الاحتياجات. واكد بالقول "جئنا لخدمة المواطنين وتجاوز التحديات التي يمر بها البلد وليس لهدف سياسي، لدينا مساحات نجحنا فيها ومساحات اخرى تحتاج الى متابعة وعمل متزايد". وشدد على وزارة التجارة بضرورة العمل المستمر لتوفير المزيد من المواد الغذائية في البطاقة التموينية معتبرا ان زيادة اسعار السلع اغلبها مرتبط بجشع بعض التجار منوها الى تنفيذحملات لمنع هذا التلاعب بالاسعار.
وعن جائحة كورونا اوضح الكاظمي ان وزارة الصحة قامت بجهد لتوفير اللقاحات لوباء كورونا ومن المهم جدا ان يكون هناك تشجيع للمواطنين لاخذ اللقاح .

‏ومن جهته أشار الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على "تويتر" قائلا "حلول الشهر الفضيل، اُبارك لأبناء شعبنا الذين يقدمون أروع صور البذل والعطاء. رمضان الذي تسمو فيه قيم التراحم والعطاء، وهي قيم أصيلة في مجتمعنا الطيب، مناسبة للتأكيد على التعايش والتكافل واستلهام القدرة على التحمل وتجاوز المصاعب، وفي مقدمتها هزيمة خطر كورونا معاً بوعينا وصبرنا".

ورمضان العراق الحالي هو الثاني تحت وطأة جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية التي القت مع انخفاض اسعار النفط بصعوبات اقتصادية على البلاد ومادية على المواطنين حيث ارتفعت اسعار المواد الغذائية بشكل كبير بالرغم من الاجراءات الحكومية لتوفيرها ومراقبة الاسواق ومعاقبة محتكري قوت الشعب.

تحذير من تصاعد الاصابات بكورونا وتعرض النظام الصحي للانهيار
ومن جهها حذرت وزارة الصحة العراقية الثلاثاء من تطور خطير يشهده الوضع الوبائي في البلاد نتيجة تصاعد الاصابات اليومية بفايروس كورونا الذي زاد على الثمانية آلاف إصابة. وقالت الوزارة في بيان تابعته "ايلاف" أن "الوضع الوبائي يشهد تطورًا خطيرا في الايام الاخيرة وذلك بارتفاع نسب الاصابات بمعدلات غير مسبوقة منذ بدء الجائحة حيث شهد الاسبوع الماضي تسجيل اعلى رقم اسبوعي منذ ظهور الوباء في العراق في 24 شباط فبراير 2020 وهو 51 الف و387 اصابة اصابة اضافة الى تسجيل 250 وفاة ناتجة عن مضاعفات الوباء، وهي نتيجة مباشرة لاستمرار التجمعات البشرية والاكتظاظ في المرافق العامة والخاصة مع عدم الالتزام بارتداء الكمامات من قبل المواطنين .
وحذرت الصحة من أن "استمرار التهاون بالإجراءات الوقائية وتجاهل قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية وبيانات وزارة الصحة المتكررة سيؤدي الى أستمرار معدلات الاصابات والوفيات والذي قد يؤدي الى تهديد النظام الصحي الوطني بسبب حجم الاصابات التي تفوق قابلية المؤسسات الصحية على استيعابها والتعامل معها".
واشارت الوزارة الى اهمية التحذيرات السابقة من خطورة الاستهانة بالمرض والتركيز منوهة الى ان "البحوث العلمية في مختلف دول العالم تؤكد على ظهور مضاعفات طويلة الامد بعد الاصابة بكوفيد 19 قد تؤدي الى امراض مزمنة وخطيرة مما يجعل من الوباء تحدي صحي خطير لصحة الانسان وحياته".
ودعت المواطنين الى التمسك في أيام شهر رمضان بالالتزام بالاجراءات الوقائية من ارتداء الكمام و غسل اليدين و الابتعاد عن التجمعات المكتظة او تلبية دعوات الافطار الجماعية لما فيها من الخطورة في نقل العدوى وتعريض حياة المشاركين فيها للخطر الناتج عن الوباء. ودعت المواطنين الى الاسراع بتلقي اللقاح من المنافذ الصحية المعتمدة المنتشرة في المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات كافة. يشار الى ان عدد الاصابات بفايروس في كورونا قد ارتفع الى 932 الف و899 اصابة فيما زادت حالات الوفيات نتيجته الى 14 الفا و757 حالة وفاة.

ومن جهتها قالت الممثلة الأُممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت ان المسلمين يحيون في جميع أنحاء العالم شهر رمضان بروحٍ من التضامن، مع الحفاظ على سلامتهم وصحتهم.
واضافت "بينما نحن نتحدث، يجري حالياً إعطاء اللقاحات. وإلى جانب الإجراءات الوقائية المستمرة، فإنها تبشّر بغدٍ أفضل، باليوم الذي نعود فيه جميعاً إلى الحياة الطبيعية ونتمكن من تحويل تركيزنا إلى العديد من القضايا الأُخرى التي يواجهها العراق، بما في ذلك تحسين الأداء الاقتصادي والعمل على حلّ الخلافات السياسية وتحسين الظروف الأمنية والاجتماعية والبيئية".
واشارت بالقول "نحن إذ نستذكر أحبائنا الذين فقدناهم، وأولئك الذين بقوا بعيدين عن منازلهم وعائلاتهم وكذلك العديد من العائلات المحتاجة التي ستُحيي هذه المناسبة وسط ارتفاع تكاليف المعيشة، يجب علينا جميعاً أن نغتنم هذه الفرصة للتفكّر والتسامح والعطاء حيثما نستطيع. إننا جميعاً أخواتٌ وأخوةٌ في الإنسانية ومصيرنا مشترك، ونحن نواجه نفس المشاكل التي تتطلب حلولاً جماعية".