إيلاف من بيروت: توفي اليوم نائب قائد فيلق القدس اللواء محمد حسين زاده حجازي إثر نوبة قلبية. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون وفاة حجازي ناجمة عن إصابته بفيروس كورونا، الأمر الذي لم تؤكده أو تنفيه السلطات الإيرانية.

في سطور
وُلد حجازي في أصفهان في عام 1956 أو 1957 في عائلة غنية على ما يبدو. ويبدو أنه كان منخرطاً في النشاط السياسي قبل ثورة عام 1979 مع شقيقه الأكبر قليلاً أحمد الذي لقي مصرعه في الحرب مع العراق عام 1982. وقد أمضى كلاهما بعض الوقت في السجن، ويقال إنّ محمد طُرد من الجامعة. لكن من اللافت للنظر أن المعلومات العامة المتوفرة عن الانتماءات السياسية للأخوين نادرة خلال تلك الفترة.

بيد أن الأخبار المعروفة عن محمد، الذي يبدو أنه كان أكثر نشاطاً بين الاثنين، قد تلقي بعض الضوء على تفكيره السياسي وشبكة علاقاته السياسية في وقت مبكر. ووفقاً لهادي غفاري، أصولي كان ينتمي لحركة "مجاهدي خلق" قبل الثورة، استخدم أحمد الأموال التي اقترضها من والده حسين للتدرّب على حرب العصابات في معسكرات "منظمة التحرير الفلسطينية" في جنوب لبنان في أواخر سبعينيات القرن الماضي. وكشف غفاري كذلك أنه قبل عام أو عامين من الثورة، كان أحمد يعيش في غرفة في دمشق مع ستة ثوار إيرانيين آخرين، من ضمنهم زعيم الخلية وعضو حركة "مجاهدي خلق" محمد غرازي، زميله من أصفهان. وهناك قام عضو ثالث في الحركة، من أصفهان أيضاً، ويدعى محمد منتظري بأخذ أحمد تحت جناحه وتمويل رحلاته إلى باريس (حيث زار آية الله روح الله الخميني) وإلى مكة (التي انخرط فيها في دعاية ضد الشاه).

وفي ضوء هذه المعلومات، يرجَّح أن يكون كلا الأخوين حجازي من المنتمين لـ "مجاهدي خلق" أو على الأقل من المتعاطفين معها. وهذا ليس بالأمر الغريب بالنسبة للجيل الأول من أعضاء «الحرس الثوري» الإيراني. ولكن في أعقاب وقوع الخلاف بين "مجاهدي خلق" والجمهورية الإسلامية بعد الثورة وإعلان الحركة منظمةً إرهابية، لم تعد المصادر المكتوبة بالفارسية تأتي على ذكر هذه الانتماءات.

عمل حجازي في بداية حياته العسكرية في المناطق الإيرانية التي تشهد اضطرابات في كردستان وأذربيجان الغربية في السنوات الأولى للثورة الإيرانية.

وبعد قمع الاضطرابات في كردستان من قبل الحرس الثوري الإيراني ، تم نقله إلى الجبهات الجنوبية مع بداية الحرب الإيرانية العراقية عام 1980.

وخلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية، قاد حجازي مليشيات مسلحة، وكان مسؤولاً عن إرسال قوات إلى الجبهات الجنوبية. وتولى لبعض الوقت رئاسة مقر الحرس الثوري الإيراني في المنطقة الثانية من البلاد.

تقلد حجازي خلال سنوات الحرب و بعدها مناصب عدة منها نائب قائد الحرس الثوري بالمنطقة الرابعة، نائب قائد قاعدة سلمان في الجبهتين الوسطى والغربية، وكذلك نائب منسق قوات الباسيج.

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي عين محمد حجازي نائبا لقائد "فيلق القدس" في يناير 2020.

وكان لحجازي دور في الحرب في سوريا، بعد اندلاع أحداث 2011 ، حيث استدعاه قائد فليق القدس السابق قاسم سليماني إلى سوريا.

وقبل استدعائه للعمل في سوريا عمل حجازي كأحد كبار منسقي أعمال الحرس الثوري وحزب الله في سوريا.

يُذكر أن حجازي أحد المسؤولين الرئيسيين في تسليح حزب الله اللبناني بصواريخ طالما اعتبرتها إسرائيل بمثابة تهديد.

جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي في 10 أكتوبر /تشرين الأول 2011 فرض عقوبات على محمد حجازي ضمن 29 مسؤولاً إيرانياً بتهمة انتهاك حقوق الإنسان على خلفية قمع احتجاجات 2009.