إيلاف من لندن: نأت مؤسسة مكافحة الارهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني في اقليم كردستان العراق بنفسها الاحد عن المشاركة في اغتيال القائدين العسكريين الايراني سليماني والعراقي المهندس في بغداد قبل 16 شهرا لكنها اشارت الى انها تحقق في الاتهامات التي اوردها تقرير اميركي بهذا الصدد ملمحة الى دور للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

وقال متحدث باسم مؤسسة مكافحة الارهاب التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتخذ من مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق الشمالي مقرا له في توضيح اليوم حصلت "ايلاف" على نصه حول تقرير اميركي اشار الليلة الماضية بشكل غير مباشر الى مشاركة عدد من الضباط الاكراد من المؤسسة في عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليمان ورئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس بطائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني يناير عام 2020 .. قال انه "بقدر ما يتعلق بنا فإننا ننفي اي علم او مشاركة لقواتنا في مثل تلك العمليات، واذا كان التقرير يقصد اي طرف آخر فيجب عليهم الرد بانفسهم وخاصة نحن لاعلم لدينا بأي نشاط خارج مؤسسات اقليم كردستان".

تحقيق كردي

واضاف المتحدث ان سليماني "كان صديقا مقربا من الرئيس الراحل جلال طالباني وقوات مكافحة الارهاب كانت ولسنوات طويلة في خندق محاربة الارهاب، الخندق الذي حارب فيه سليماني ايضا، ومن المعلوم انه وباغتيال قائد بهذا المستوى فإن اقليم كردستان خسر صديقا تاريخيا ".

واكد المتحدث ان مؤسسة مكافحة الارهاب ستأخذ "على محمل الجد احتمال ان مؤسسة استخباراتية داخلية في اقليم كردستان لها اليد في محاولة توريط مؤسستنا وخاصة نحن نعلم بان تلك المؤسسة الاستخباراتية شكلت قسما جديدا لتسريب معلومات مغلوطة الى اعلام المنطقة والعالم وتسعى بأي ثمن كان الى الاضرار بسمعة واستقرار اقليم كردستان".

واعتبر المتحدث نشر هذه الاتهامات في هذا الوقت ومحاولة توريط الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) هو لتعويض الخسائر الكبرى التي تعرض لها موقعهم الحزبي والسياسي والدبلوماسي وخاصة فضحية اعتقال وسجن الصحافيين الشباب الاكراد وفقا لتهم لا اساس لها وهذا ادى الى انعدام الثقة بهم في الداخل والخارج".

تفاصيل جديدة

وخلال الساعات الاخيرة كشف تقرير استقصائي نشره موقع ""ياهو نيوز" استنادا الى 15 مسؤولا أميركيا في الإدارتين الاميركيتين الحالية والسابقة عن ان 3 فرق من القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي المعروفة باسم "قوة دلتا" حضرت إلى الموقع (مطار بغداد) وارتدى بعض جنودها ملابس عمال المطار بينما ارتدى عملاء أكراد زي معالجات للأمتعة في المطار للترحيب بسليماني وإثبات هويته بشكل إيجابي عند هبوطه.. كما كان لدى أحد القناصين الأميركيين كاميرا تم بثها مباشرة إلى قائد قوة دلتا الأرضية في السفارة الأميركية في بغداد.

كما اتخذ بعضهم مواقع في مبان قديمة أو سيارات مركونة على جانب الطريق فيما تمركزت 3 فرق قناصة بطريقة شكلت مثلثًا على بعد خمسة إلى تسعمائة متر من "منطقة القتل"، أي عند مغادرة سليماني المطار.

وحدة مكافحة الارهاب الكردية

واشار التقرير الى انه إضافة إلى الفرق المستقرة على الأرض حلقت فوق المنطقة 3 طائرات مسيّرة أميركية اثنتان منها مسلحتان بصواريخ "جهنم". وقال أن وحدة مكافحة الإرهاب في اقليم كردستان العراق (STJ) ساعدت أيضًا القوات الأميركية في توفير المعلومات المحلية وكذلك تحديد هوية سليماني عن كثب.

ونقل التقرير عن مسؤول عسكري أميركي أن سليماني غيّر هاتفه المحمول ثلاث مرات في الساعات الست التي سبقت مغادرته مطار دمشق متوجها الى بغداد.

ويستطرد التقرير قائلا "بعد منتصف ليل 3 كانون الثاني يناير 2020 هبطت الطائرة القادمة من دمشق أخيراً متأخرة عدة ساعات عن موعدها فيما حلقت ثلاث طائرات أميركية بدون طيار فوق المكان وبينما كانت الطائرة تنطلق من المدرج باتجاه الجزء المغلق من المطار قادها أحد عناصر جهاز مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني إلى التوقف على مدرج المطار متنكراً بزي الطاقم الأرضي.

وعندما نزل الهدف من الطائرة تظاهر أفراد مجموعة مكافحة الإرهاب بأنهم حاملو أمتعة وكانوا حاضرين أيضاً للتعرف عليه عن قرب.

لحظة استهداف سليماني

وعن لحظة استهداف القائد الايراني السابق فقد اوضح التقرير أنه عندما دخلت سيارتان تقلان سليماني ورفاقه المنطقة المحددة خارج مطار بغداد أطلقت إحدى الطائرات المسيرة صاروخين على سيارة سليماني فيما ضغط سائق السيارة الثانية الذي كان يحاول الهرب على دواسة الوقود فقطع حوالي 100 متر كن "قوات دلتا" فتحت النار على السيارة كما تم اطلاق صاروخ آخر على السيارة الثانية عبر طائرة مسيّرة أيضًا.

أشار التقرير إلى أن أحد المشاركين في العملية اقترب من موقع الحادث بعد مقتل سليماني والتقط صوراً، كما أخذ عينة من الحمض النووي للتأكد لاحقا من مقتله.

وكان أفراد دلتا قد اختبأوا في المباني القديمة أو داخل المركبات على جانب الطريق في ليلة باردة ملبدة بالغيوم وقد تم إغلاق الجانب الجنوبي الشرقي من المطار في غضون مهلة قصيرة لإجراء تدريب عسكري أو هكذا قيل للحكومة العراقية وفق ما جاء في التقرير.

واضاف التقرير ان فرق دلتا لم تعتمد على التخمين عند الاستهداف ولا سيما في ظل جملة من العوامل البيئية وخصوصاً الرياح بل ساعدهم في ذلك عضو في قوات مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني على إجراء "نداء الرياح".. منوها الى ان جهاز مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد الوطني يرتبط بصلات عميقة مع العمليات الخاصة الأميركية.

سبب لايران ضررا اكثر من تدمير مدينة

يشار الى ان سليماني كان يأتي في المرتبة الثانية بعد المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ضمن التسلسل الهرمي للحكومة الإيرانية حيث كان اغتياله أحد أهم قرارات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الاميركي السابق ترامب.

وفي تسجيل صوتي سُرب الشهر الماضي قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن اغتيال سليماني كان أكثر ضرراً بإيران مما لو دمرت الولايات المتحدة مدينة إيرانية بأكملها.