حيفا: عمّ الإضراب الشامل الثلاثاء المصالح والمؤسسات العربية في الداخل الإسرائيلي احتجاجا على "العدوان الإسرائيلي على القدس وقطاع غزة"، وفق ما جاء في الدعوة، وردا على محاولات اقتلاع العرب من منازلهم لصالح مستوطنين يهود، وفق ما قال المشاركون في الإضراب.

وأغلق أصحاب المحال التجارية العرب في مدينة حيفا محلاتهم وأغلق سوق وادي النسناس العريق أبوابه في المدينة ذات الغالبية اليهودية.

ووزع ناشطون مناشير على البيوت العربية في حيفا الثلاثاء دعت الى المشاركة في "إضراب الكرامة والأمل"، مضيفة "لن نذهب الى العمل ولا التعليم لنحمي حياتنا ومستقبلنا".

وقالت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" التي تنشط للدفاع عن حقوق العرب في إسرائيل والتي دعت الى الإضراب، في بيان الى أن يكون الإضراب "صرخة شعب على العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس وقطاع غزة".

كما دعت الى أن يكون صرخة "على الحملة على جماهيرنا لضربنا وحملة الاعتقالات المهووسة التي تشنها الأجهزة المخابراتية والبوليسية ضد الناشطين".

وطالبت ب"وقف الحرب الدموية على قطاع غزة، والعدوان المستمر على مدينة القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، وسحب كافة العصابات الاستيطانية وقوات القمع من جميع مدننا وقرانا".

وطلبت "أن يكون الإضراب سلميا مع نشاطات محلية".

وبدأ التصعيد في غزة الاثنين الماضي عندما أطلقت حركة حماس صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية تضامنا مع فلسطينيي القدس حيث كانت تجري منذ أيام مواجهات عنيفة مع قوى الأمن الإسرائيلية على خلفية تهديد بإخلاء منازل تسكنها عائلات فلسطينية لصالح مستوطنين يهود.

في مدينة الناصرة، كبرى المدن العربية، عمّ الثلاثاء الإضراب الشامل. وجرت تظاهرة بعد الظهر.

كما دعي الى تظاهرة في مدينة يافا وفي وادي النسناس في حيفا. وسعى المحتجون الى الحفاظ على الطابع السلمي لتحركاتهم. فتحدث حقوقيون بكلمات توعية عن الحقوق عند الاعتقال، ثم كانت وصلات أغان وطنية.

في قرية مجد الكروم في الجليل، انطلقت تظاهرة شاركت فيها أمهات مع أطفالهن، فحملوا بالونات بلون العلم الفلسطيني وأطلقوها في الهواء.

وقالت منظمة النشاط ميسلون قادري خلايلة لوكالة فرانس برس "إنها رسالة حب وتضامن منّا الى غزة".

وقالت سما مسعد (20 عاما) من مدينة حيفا التي تدرس علم النفس ولسانيات في جامعة تل أبيب لوكالة فرانس برس خلال مشاركتها في نشاطات وادي النسناس "أنا فلسطينية وواجب علينا أن نكون في الشارع للاحتجاج على ممارسات الشرطة العنصرية وضربهم للشباب والممارسات العنصرية بشكل عام".

وتجري تظاهرات يومية في عدد من القرى والمدن العربية منذ العاشر من أيار/مايو احتجاجا على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة الذي أوقع منذ أسبوع 213 قتيلا في القطاع المحاصر.

واعتقلت السلطات الإسرائيلية مئات العرب خلال هذه الاحتجاجات التي تخللتها مواجهات عنيفة في بعض الايام. وأطلق سراح بعض المعتقين، بينما تمّ تمديد اعتقال آخرين، بحسب الشرطة.

وأحرقت الاثنين مقبرة الاستقلال الإسلامية في حيفا، وقالت الشرطة إنها تحقق في الموضوع.

لكن رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي أيمن عودة اتهم "الفاشيين" الذين "أحرقوا قبور الآباء والأجداد (...)، لأنهم جبنوا عن مواجهتنا في أحيائنا، مارسوا الاستقواء على الأموات بأطراف المدينة".

وكان متطرف يهودي أحرق المقبرة عام 2019.

ودعت منظمة "بتسلمو" اليهودية اليمينية التي تدافع عن اليهود الى فصل أي موظف عربي في أي مؤسسة إذا شارك في الإضراب .

وقالت في بيان "على أرباب العمل أن يقوموا على الفور بفصل أي موظف يعلن إضرابًا علنًا"، معتبرة أن إضراب اليوم "هو دعم القتلة وحرق الكنيس".

وأحرق الثلاثاء الماضي كنيس في مدينة اللد المختلطة العربية اليهودية خلال مواجهات بين الجانبين.

ووعدت المنظمة بتقديم المساعدة القانونية لكل من يريد رفع دعوى قضائية في هذا المجال.

وتحدث عدد من العرب عن تعرضهم للطرد من العمل منذ بدء التوترات.

وتقول آية بيدوسي (23 عاما) من كفر قرع بالقرب من تل أبيب أنها طردت من مكتب للهندسة المعمارية والديكور كانت تعمل فيه منذ أربعة أشهر، في أور عكيفا لأنها عبرت عن رغبتها في المشاركة في الإضراب و"التضامن مع أبناء شعبي"، كما قالت.

وتروي أنها أرسلت رسالة إلى مديرها تطلب فيها يوم إجازة للمشاركة في الإضراب والتضامن، "لكنني فوجئت برد فعله وعنصريته وقسوته".

في المقابل، دعت أكثر من 15 منظمة إسرائيلية بينها "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" و"نساء ضد العنف" و"منتدى النساء الثكالى" الى التفاهم وحسن الجوار والقيام بسلسلة سلام حول سور القدس.