صوت مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، لصالح تشكيل لجنة للتحقيق في حادث اقتحام مبنى الكونغرس الذي وقع في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي.
وشهدت الخطوة دعما من جانب 35 عضوا جمهوريا، في تحدّ لقيادات حزبهم وللرئيس السابق دونالد ترامب.
وجاءت نتيجة التصويت، الذي جرى أمس الأربعاء، بموافقة 252 عضوا مقابل 175 رفضوا تشكيل اللجنة.
وكان ترامب قد حثّ النواب الجمهوريين على التصويت ضد ما وصفه بـ "مصيدة الديمقراطية".
ومن غير المرجح أن يمر مشروع القرار في الكونغرس، وقد وصفه زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بـ "المنحاز".
وستتولى اللجنة التي حققت في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول على نيويورك وواشنطن، مهمة صياغة التحقيق.
وحال تشكيل اللجنة، ستتكون من عشرة أعضاء نصفهم من الديمقراطيين والنصف الآخر من الجمهوريين، وستصدر اللجنة مع نهاية العام توصيات للحيلولة دون تكرار حادث اقتحام مبنى الكونغرس.
وكان أنصار لترامب اقتحموا مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني في محاولة فاشلة للحيلولة دون التصديق على فوز الرئيس جو بايدن في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
وينظر كثيرون إلى تصويت مجلس النواب على تشكيل لجنة التحقيق في حادث الكونغرس على أنه اختبار لولاء الأعضاء الجمهوريين لرئيسهم السابق.
وصوت الأعضاء الجمهوريون العشرة، الذين كانوا قد صوتوا من قبل لصالح عزل ترامب غداة اقتحام الكونغرس، لصالح تشكيل لجنة التحقيق في الحادث.
وقال عضو الكونغرس عن نيويورك، السيناتور الجمهوري جون كاتكو، إن "الأمر يتعلق بحقائق لا بسياسات حزبية".
وأضاف كاتكو، العضو بلجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، أن "الشعب الأمريكي وشرطة الكونغرس يستحقون أن يحصلوا على إجابات، وأن يروا خطوة عاجلة بقدر الإمكان لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث".
أما نائبة الجمهوريين عن جورجيا، مارجوري تايلور غرين، فرأت أن تشكيل لجنة للتحقيق في حادث الكونغرس هو حيلة "لتشويه أنصار ترامب".
لكن مشروع القرار يواجه آفاقا قاتمة في مجلس الشيوخ، حيث يحتاج الديمقراطيون لتمريره إلى عشرة أصوات من الجمهوريين، طبقا للقواعد المعمول بها في المجلس.
وقال جون ثون، نائب زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، إنه متخوف من أن يُستخدم التحقيق كـ"سلاح سياسي" في انتخابات التجديد النصفي في 2022.
ويقسّم ترامب وقته حاليا بين نوادي الغولف التي يمتلكها في فلوريدا ونيوجيرسي، ويلمّح إلى خوض سباق آخر للرئاسة في 2024.
ولا يزال ترامب يروّج لمزاعم لا أساس لها من أن انتخابات العام الماضي سُرقت منه، إمعانًا في تعزيز نظرية المؤامرة التي دفعت كثيرين من أنصاره إلى اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني.
التعليقات