القدس: صعد الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة ضرباته ضد ما قال إنه "مترو" الأنفاق، وهو عبارة عن شبكة مؤلفة من أنفاق يستخدمها مقاتلو حركة حماس للتنقل بعيدا عن ضربات الطائرات بدون طيار وإطلاق صواريخ على الدولة العبرية.

ومن أجل تجاوز الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2017، قام الفلسطينيون بحفر مئات الأنفاق حتى حدود 14 كلم بين القطاع وصحراء سيناء المصرية.

وكان هدف المهمة واضحا : نقل الأشخاص والبضائع بالإضافة إلى نقل الأسلحة والذخيرة بين غزة وبقية العالم.

وقامت أيضا حماس والجهاد الإسلامي بإدخال الصواريخ التي تم نقلها من إيران عبر السودان، ثم عبر شبكات التهريب إلى مصر قبيل إدخالها إلى قطاع غزة.

وفي السنوات الأخيرة، قامت مصر بطلب من إسرائيل بإغراق هذه الأنفاق وتدميرها. وخلال حرب غزة عام 2014، شن الجيش الإسرائيلي أيضا عملية برية وقصف أنفاقا خارج القطاع.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي "لكن منذ عام 2014، كانت مهمة حماس الرئيسية هي تطوير شبكة أنفاق تحت الأرض تسمح بالحركة عبر غزة". وقدر المسؤول تكلفة بناء كل كيلومتر ب 500 ألف دولار.

ويمكن للمقاتلين وقادتهم الاختباء لعمق يصل أحيانا إلى 30 أو 40 مترا تحت الأرض، وبإمكانهم التحرك وحماية أنفسهم من الضربات الجوية. وبحسب صور للجيش الإسرائيلي، من الممكن أيضا إخراج بطاريات إطلاق الصواريخ المخبأة على عمق عدة أمتار عن طريق نظام من الحفر لإطلاقها بسرعة والاختباء مرة اخرى.

وأوضح المسؤول العسكري الإسرائيلي "لا نعلم تماما أين مواقع هذه الأنفاق كلها (..) ولكننا نقدر بأننا قمنا بتدمير نحو 100 كلم منها".

وبحسب المسؤول فإن كل "كتيبة" من حماس تسيطر على جزء من الأنفاق التي تشكل شبكة واسعة تحت الأرض.

وفي ليلة 13 حتى 14 من أيار/مايو الماضي، حاول الجيش الإسرائيلي إعطاء انطباع بأن قواته ستدخل القطاع لإجبار مقاتلي حماس على اللجوء إلى الانفاق ثم قصفهم جويا.

وادعى الجيش في البداية أنه قتل "العديد" من عناصر حركة حماس بدون تحديد العدد.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن الضربات على الانفاق كانت فتاكة، ولكن الذين خططوا لشن الغارات الجوية "فشلوا في أن يأخذوا بالاعتبار تأثير الانفجار على المنازل التي تم حفر الأنفاق تحتها".

وأضافت الصحيفة أن "الأساسات التابعة لمنزلين في حي الرمال تضررت وانهارت المنازل فوق رؤوس ساكنيها"، في إشارة إلى الحي الذي تعرض بحسب ساكنيه لأكثر من مئتي غارة جوية.

وبعد ساعات من دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ الجمعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، اعلن مسعفون عن انتشال خمس جثث وعشرة ناجين من تحت أنقاض نفق في منطقة خان يونس جنوب القطاع.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة بما وصفه بأنه "نجاح استثنائي" للعملية العسكرية الإسرائيلية، مؤكدا لصحافيين في تل أبيب "حققنا أهدافنا في العملية".

وقال "لا يمكن لحماس الاختباء بعد الآن... قمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابي بينهم 25 من الكوادر".

لكن القيادي في حركة حماس خليل الحية كان قال في كلمة ألقاها أمام آلاف المتظاهرين في غزة ليل الخميس الجمعة، "أقول لنتانياهو إن المجاهدين يتبخترون الآن في الأنفاق".

وأضاف "هذه نشوة النصر، نتانياهو الذي يقول سيدمر غزة ها هم جنود المقاومة يخرجونه من كل مكان".

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90 في المئة منها.

وتتهم إسرائيل حركة حماس بتخزين الأسلحة وإقامة مواقع عسكرية في مناطق مكتظة بالسكان.