إيلاف من لندن: تركيا وقطر ساهمتا في نقل أسلحة من ليبيا إلى حركة حماس في قطاع غزة. هذا ما نقلته صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية التي قالت إن حركة حماس استخدمت وسائل قتالية ومنصات إطلاق تم تهريبها من ليبيا.

ونقلت الصحيفة الصادرة في تل ابيب عن مصادر استخباراتية قولها إن عناصر من حماس تلقوا تدريبات مع مرتزقة من سوريا في ليبيا. وقالت المصادر الاستخبارية إن حركة حماس استخدمت صواريخ وتقنيات ومعلومات تقنية وصلتها من ليبيا. أضافت ان اسرائيل اكتشفت ان جزءا من الوسائل القتالية والذخيرة والتقنيات تم تهريبها إلى حركة حماس عن طريق ليبيا الى مصر، ومن هناك انتقلت عبر سيناء إلى غزة، لافتة إلى أنه تم تهريبها عبر البحر ايضا.

وجاء في تقرير الصحيفة أنه مازال الوضع في ليبيا على درجة كبيرة من الهشاشة ومن عدم الاستقرار رغم تركيز حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبد الحميد دبيبه، والتي كانت استجابة لموازين القوى الدولية أكثر ممّا هي تعبير عن موازين القوى الداخلية والرغبة الشعبية ممّا جعل سلطتها على الأرض ضعيفة، ومن ذلك منع دبيبه من زيارة بنغازي وتنبيهه بعدم زيارة سرت وسبها.

أضافت انه نتيجة لتعقيد الوضع في ليبيا، ترسّخ اليقين لدى القوى الدولية ذات الصّلة بالوضع الليبي بأنّه من الضروري أن تمرّ ليبيا بمرحلة تمهيدية انتقاليه من أجل تقوية الدولة والقضاء على فوضى السلاح والمليشيات المسلّحة واخراج المرتزقة والقوى الأجنبية.

وتؤكّد المعلومات الاستخباراتية لصحيفة "يسرائيل هيوم" أنّ الإجماع بين هذه القوى الدولية سببه أن رجل المرحلة التمهيدية التي تمّتدّ على مدى الخمس سنوات القادمة هو المشير خليفة حفتر وهو الذي يتمتّع بنفود قويّ على الأرض. ذات المعلومات تؤكّد أنّ حفتر سيحكم ليبيا خلال هذه المرحلة القادمة عن طريق الانتخابات المقرّر عقدها في 24 ديسمبر 2021 والتي من المرجّح أن تؤجّل إلى شهر مايو 2022.

وفي حالة فشل المسار الانتخابي بحسب الصحيفة، فإنّه سيحكم عن طريق حرب يخوضها الجيش الذي يقوده ضدّ مليشيات مصراتة بعد تحييد تركيا في إطار التوجّهات والتحالفات الإقليمية الجديدة لأردوغان ثمّ استيعاب مليشيات طرابلس.

المعلومات الاستخباراتية تؤكّد أيضاً أنّه بعد فشل وإحباط جميع المحاولات لإبعاده عن المؤسّسة العسكرية والانقلاب عليه، أصبح خليفة حفتر الرجل الذي ليس بالإمكان تجاوزه.

وجاء في خبر الصحيفة ان حفتر الذي أعاد بناء المؤسّسة العسكرية هو في نظر هذه القوى الاستخباراتية رجل المرحلة القادمة، وتؤكّد المعلومات أنّه حاصل على إجماع القوى الدولية التي تتقدمها الولايات المتّحدة وفرنسا ويستجيب كذلك لمتطلّبات الوضع الداخلي في ليبيا. وتفيد المعلومات أنّ حفتر لا يريد ترك فراغ في الجيش لأنّه السند الرئيسي له في الحكم وهو لذلك يريد مواصلة التحكّم العسكري فيه من أجل استقرار حكمه، ونجاح نجل المشير صدّام الذي أظهر قدرات عالية في كلّ المهمّات التي عهدت إليه ميدانيا بحسب الصحيفة يجعل منه المرشّح الطبيعي لخلافة خليفة حفتر على رأس المؤسّسة العسكرية.

وترى الصحيفة أنّ المشير حفتر قادر على الوصول بليبيا إلى برّ الأمان خلال المرحلة الانتقالية، وخصوصا أنّ فرص فوزه في الانتخابات المرحلة القادمة كبيرة، فهو يجمع بين قوّة الميدان والقدرة على كسب التأييد الشعبي والقبائلي وهو الذي سيكون الحاسم والمرّجح في اختيار الفريق القادم الذي سيحكم ليبيا بعد انتخابات المرحلة التمهيدية.