طهران: احتفت الصحف المحافِظة الأحد بـ"بزوغ فجر جديد" في إيران بعد فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، معتبرة المشاركة فيها "ملحمية" رغم بقائها دون 50 بالمئة، بينما أبدت المعتدلة والإصلاحية تحفظات على تعزيز امساك المحافظين بمختلف هيئات الحكم.
وأشادت صحيفة "رسالت" المحافظة على صفحتها الأولى بـ"بزوغ فجر جديد" في إيران غداة فوز رئيسي (60 عاما) بالانتخابات التي أجريت الجمعة، بنيله نحو 62 بالمئة من أصوات المقترعين.
وكان حجة الإسلام رئيسي الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019، الأوفر حظا للفوز بولاية من أربعة أعوام خلفا للرئيس المعتدل حسن روحاني الذي لم يكن يحق له دستوريا الترشح لولاية ثالثة متتالية.
وأتت الانتخابات في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية تعود أساسا الى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة أحاديا عام 2018، من الاتفاق المبرم قبل ثلاثة أعوام بشأن برنامج إيران النووي.
ونوّهت "رسالت" بما توقعت أن يكون ابتعادا عن "تحديات داخلية وخارجية غير ضرورية وغير مثمرة".
وأبدت "جمهوري إسلامي" المعتدلة هواجس من تعزيز نفوذ المحافظين في السلطات الثلاث: التنفيذية (رئيس الجمهورية)، والتشريعية (مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون)، والقضائية.
وكتبت "الآن باتت السلطات الثلاث، إضافة الى مجلس صيانة الدستور، القوات المسلحة وأجزاء أخرى من النظام (السياسي) بيد طرف واحد".
وأضافت بنبرة ساخرة "نحن شعب إيران، كنا ندين للتيار المحافظ بحكومة متجانسة، وهذا ما تحقق الآن في هذه الانتخابات (...) سدّد الناس دَينهم".
وكان فوز رئيسي متوقعا بغياب منافسين جديين بعد استبعاد مجلس صيانة الدستور أسماء بارزة من المنافسة.
وبلغت نسبة المشاركة 48,8 بالمئة وفق أرقام وزارة الداخلية، وهي الأدنى في تاريخ الاستحقاقات الرئاسية للجمهورية الإسلامية (اعتبارا من عام 1979).
على رغم ذلك، رأت "كيهان" المحافظة أن المشاركة "كانت أعلى مما توقعته استطلاعات الرأي والمحللون". وقالت إن النسبة "ملحمية" اذا ما أخذت في الاعتبار الصعوبات الاقتصادية و"دعاية العدو"، في إشارة لحملات معارضي الخارج للامتناع عن التصويت.
ورأت "كيهان" أن من دعوا الناس لعدم المشاركة كانوا "الخاسرين الأساسيين".
في المقابل، طرحت الصحف الإصلاحية أسئلة حول العدد الكبير من الأصوات اللاغية الذي كان أعلى مما حصل عليه أي من المنافسين الثلاثة لرئيسي.
ودعت صحيفة "آرمان ملي" رئيسي الى "توفير الثقة لـ70 بالمئة" من الناخبين الذين صوّتوا لمنافسيه، أو امتنعوا، أو اقترعوا عمدا بطريقة تجعل أصواتهم لاغية كوسيلة احتجاج.
كما أبرزت أهمية أن يركز الرئيس الجديد على السياسة الخارجية ورفع العقوبات الأميركية.
وأتاح الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد روحاني، رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل خفض أنشطتها النووية. لكن مفاعيله باتت مجمّدة تقريبا مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده منه وإعادة فرض العقوبات.
وأتت الانتخابات بينما تخوض طهران وأطراف الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا سعيا لإحيائه بشكل يضمن رفع العقوبات، وعودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه، بعدما تراجعت عن غالبيتها تدريجيا بعد الانسحاب الأميركي.
من جهتها، انتقدت صحيفة "شرق" أداء المرشح الوحيد المحسوب على الإصلاحيين عبد الناصر همتي، معتبرة أن "العودة الى الناس هي الطريق الوحيد للإصلاح".
ورأت أن التيار "نسي قاعدته على مدى الأعوام الماضية"، واعتقد أنها ستصوّت "دون طرح أسئلة" لأي مرشح إصلاحي.
التعليقات