ايلاف من لندن: وصل الى بغداد الاحد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لحضور قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي رحب بهما باسم بغداد السلام والعروبة لبناء مستقبل واعد لشعوب البلدان الثلاثة.
استقبل السيسي وعبد الله الثاني في مطار بغداد الدولي الرئيس العراقي برهم صالح حيث تعقد في بغداد في وقت لاحق اليوم القمة العراقية المصرية الاردنية الثالثة بعد قمتي القاهرة والاردن خلال العامين الماضيين بهدف تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الدول الثلاث في مختلف المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والطاقوية.
وقال الرئيس صالح خلال استقباله للسيسي ان العراق الامن ذو السيادة قد استعاد دوره العربي والاقليمي مؤكدا على ضرورة التنسيق الثلاثي المشترك لتخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار الاقليمي.
الكاظمي: بغداد العروبة ترحب بالسيسي وعبد الله
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان بغداد العروبة ترحب بضيفيها الكريمين السيسي وعبد الله في لفتة تؤكد على عودة العراق الى حاضنته العربية.
وقال الكاظمي في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" ان "بغداد السلام والعروبة تستقبل اليوم بكل ود وترحيب ضيفيها الكريمين، أخي الملك عبد الله الثاني وأخي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لعقد القمة العراقية - الأردنية - المصرية. مرحبا بكم في عراقكم، ومعاً نؤسس لمستقبل يليق بشعوبنا وفق منطق التعاون والتكامل، بين الجيران والأشقاء والأصدقاء".
وقد استقبل الكاظمي بعد ذلك رسميا كلا من الرئيس السيسي والملك عبد الله في القصر الحكومي كلا على انفراد.
وستعكف القمة على بلورة مشروع "المشرق الجديد" باتفاقات وتفاهمات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية وتعليمية وطاقوية واستثمارية فضلاً عن تفعيل جميع الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الدول الثلاث خلال الفترات الماضية في مصر والأردن في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والطاقة والنفط والكهرباء.
ربط بري وكهرائي
وكشفت وزارة التخطيط العراقية عن أهم الملفات التي ستتم مناقشتها في قمة اليوم مشيرة إلى أنَّ من بين تلك الملفات موضوع ربط النقل البري بين البلدان الثلاثة والربط الكهربائي. وقال الناطق باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي في تصريحات صحافية ان القمة الثلاثيَّة تمثل أهمية كبيرة ليس للعراق فحسب وإنما للأردن ومصر أيضاً.
واشار الى ان هناك ترقباً من بلدان أخرى تنتظر ما سيثمر عن القمة الثلاثيَّة ورغبات من بلدان بالانضمام الى محور التعاون العراقي المصري الاردني مبينًا ان ملفات كثيرة ستكون على طاولة القمة بينها ملفات اقتصادية ومنها ملف الربط الكهربائي الثلاثي بين العراق الأردن ومصروالذي يمثل أهمية كبرى للطاقة في العراق للمساهمة في سد النقص بهذا المجال.
وفي ما يتعلق بالنقل هنالك مشروع لخط نقل بري بين العراق والاردن ومصر وشركات سيعلن عنها في وقت لاحق تتولى عملية النقل البري بأجور مخفضة لمواطني البلدان الثلاثة .
واضاف ان القمة ستناقش كذلك ملف التعاون الزراعي بين البلدان وملف تأهيل المصانع العراقية من قبل الشركات المصريَّة ويتخذ فيه قرار وإجراء معين . وأشار الى أنَّ ملف الأنبوب النفطي الذي يمتد من البصرة وصولاً الى ميناء العقبة في الأردن هو الآخر سيكون حاضراً على طاولة الزعماء الثلاثة .
واوضح ان ملفات أخرى تتعلق باستكمال متطلبات إنشاء المنطقة الاقتصادية بين العراق والأردن على الحدود المشتركة بين البلدين.. منوها الى ان الجوانب التجارية وزيادة حجم التبادل التجاري والتعاون التجاري وملفات تتعلق بالإسكان والاستفادة من التجربة المصرية في مجال الإسكان وبناء المجمعات السكنيَّة.
خط نفطي من البصرة الى مصر عبر الاردن
ويؤكد الخبراء أنَّ فكرة مشروع الشام الجديد تأسست على هامش عدة مشاريع اقتصادية ضخمة، في مقدمتها تنشيط خط نفطي من البصرة الذي يصل إلى سيناء المصرية، عبر الأراضي الأردنية وعلى إثر هذا الخط تحصل مصر والأردن على تخفيضات تصل الى 16 دولاراً على البرميل بينما يستورد العراق الكهرباء من مصر والأردن إضافة إلى استقطاب بغداد للاستثمارات من البلدين، والتعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعم الابتكار وريادة الأعمال والتعاون في قطاعات الصحة والبنية التحتية وكذلك التبادل التجاري.
وتشير صحيفة الصباح العراقية الرسمية الى انه من المنتظر أن يشهد المشروع إحراز تقدم كبير في القمة التي ستجمع قادة الدول الثلاث ومكاسب بالجملة، فبالنسبة للعراق، فإنَّ المشروع سيغطي جزءاً من احتياجاته من الكهرباء عن طريق مصر؛ بالإضافة إلى أنه سيفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات المصرية في مجالات متنوعة، وبالتالي خلق فرص عمل جديدة، وإمكانية إقامة مدن صناعية وتجارية مشتركة، وكذلك فتح الأسواق المصرية والأردنية أمام المنتجات العراقية.
كما أنه سيمكن مصر من تصدير الكهرباء إلى الأردن والعراق، حيث حققت مصر فائضاً في إنتاج الكهرباء بأكثر من 27 ألف غيغاوات، وذلك في إطار سعي البلاد إلى توقيع اتفاقيات للربط الكهربائي ضمن خطتها للتحول لمركز إقليمي للطاقة.
وتحصل مصر على النفط العراقي بأقل من ثمنه، بالإضافة إلى فتح السوق العراقية والأردنية أمام الصادرات المصرية.
وفي ما يخص الأردن فإنَّ المشروع سيجعله مركزاً لوجستياً إقليمياً لتبادل النفط والكهرباء والبضائع، إضافة إلى تقليل فاتورة استيراد النفط، إذ سيحصل عليه أيضاً بسعر أقل.
الشام الجديد
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قال في وقت سابق أنه يعتزم الدخول في مشروع ستراتيجي يحمل اسم "الشام الجديد" موضحا أنه مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي يجمع بغداد بالقاهرة وانضمت إليه عمان في ما بعد والمشروع لا يقتصر على هذه الدول الثلاث وإنما مرشح لضم دولٍ عربية أخرى.
والشام الجديد بحسب خبراء ستراتيجيين يعتمد على الثروة النفطية الهائلة التي يمتلكها العراق مقابل الكتلة البشرية الضخمة لمصر وتنضم لهما الأردن بحكم موقعها الجغرافي الذي يربط العراق بمصر.
التعليقات