"إيلاف" من لندن : في اول موقف رسمي من الغارات الاميركية على مواقع لمليشيات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية الاثنين فقد اعتبرها القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي انتهاكا سافرا لسيادة البلد فيما رفضت الخارجية جعل العراق ساحة وطرفا لتصفية حسابات بينما عدتها هيئة الحشد اضعاف للعراق وقواته الامنية .. وعبرت ايران عن غضبها وهددت المليشيات الموالية لها بالانتقام .

فقد عد اللواء يحي رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي الهجوم الاميركي على مواقع على الحدود العراقية السورية "انتهاك سافر للسيادة العراقية". وقال رسول في بيان تابعته "ايلاف" الاثنين "ندين الهجوم الجوي الاميركي الذي استهدف ليلة امس موقعاً على الحدود العراقية السورية".. عادا اياه "انتهاك سافر ومرفوض للسيادة العراقية وللامن الوطني العراقي وفق جميع المواثيق الدولية".

وأشار الى ان "العراق يجدد رفضه ان يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على اراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات". ودعا الناطق باسم القائد العام الى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله".. مؤكدا ان "العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات".

الخارجية : نرفض جعل العراق طرفا في تصفية حسابات
اما وزارة الخرجية العراقية فقد رفضت في بيان تابعته "ايلاف" الهجومَ الجويّ الذي طالَ موقعاً على الحدودِ العراقيّةِ السوريّة وقالت انها "إذ تُجَدّدُ رفضها التام أن يكونَ العراقُ طرفاً في أي صراعٍ أو مواجهةٍ لتصفيةِ الحسابات على أراضيه وبما يُعَدُّ إعتداءً وإنتهاكاً للسيادة الوطنيّة وخروجاً صريحاً عن الأعرافِ والمواثيقِ الدولية".

وشددت على التمسك "بسيادة العراق ووحدته وبالإرتكان لكلِّ ما من شأنه تعزيز ذلك،عبرَ إستدامة التنسيق والتواصل مع مختلف الأطراف ومن خلال المبادرات والمساعي الدبلوماسيّة التي تضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال العِدائيّةِ المرفوضة والمُدانة". وقالت "إنَّ الحكومةَ العراقيّةَ ماضيّةٌ بإجراءاتها التحقيقيّة وبما يكفل الحق السياديّ في ذلك،منعاً لأي تصعيدٍ نراهُ يخلّ بأمن العراق وإستقراره".

الحشد: اضعاف للعراق وقواته الامنية
ومن حهتها قالت هيئة الحشد الشعبي في بيان حصلت "ايلاف" على نصه ان الطيران الأميركي قام اليوم استهداف ثلاث نقاط مرابطة لقوات الحشد الشعبي (اللواءان 14 و46) بمسافة 13 كم داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الانبار العراقية.

وأوضحت الهيئة ان "هذا العدوان اسفر عن "ارتقاء 4 شهداء كانوا يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق ضمن الواجب الرسمي لقوات الحشد الشعبي تحت قيادة العمليات المشتركة وغير منخرطين بأي نشاط ضد التواجد الأجنبي في العراق والذي سبق لهيئة الحشد الشعبي ان أوضحت موقفها منه مرارا وتكرارا" بحسب قولها.

ونوهت الى ان نقاط الحشد الشعبي التي تعرضت للقصف لا تضم أية مخازن أو ما شابه خلافا للادعاءات الأميركية التي سردتها من اجل تبرير جريمة استهداف مقاتلي الحشد الشعبي. ووصفت الهجوم بانه اعتداء آثم مؤكدة "احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية".

ورأت ان "هذا الاعتداء يأتي في إطار إضعاف العراق وقواته الأمنية والحشد الشعبي الذين شهدت لهم أميركا وبقية دول العالم بدحر الإرهاب وإبعاد خطره وشروره عن كل العالم، كما ويصب في صالح تقوية الجماعات الإرهابية.. كما انه يمثل استهدافا لسيادة العراق خصوصا انه يتزامن مع النجاحات الكبيرة التي تمثلت بالاستعراض الكبير للحشد الشعبي لمناسبة تأسيسه الذي رعاه القائد العام للقوات المسلحة وانعقاد القمة الثلاثية في العاصمة بغداد يوم أمس".

وأشادت هيئة الحشد الشعبي "بمواقف الحكومة العراقية وحرصها على حسم ملف إخراج القوات الأجنبية من العراق بما يحقق للبلد سيادته الكاملة على أراضيه وأجوائه".

مليشيات تهدد بالانتقام
ومن جهته كتب مسؤول الاعلام في هيئة الحشد الشعبي مهند العقابي تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" قائلا "الولايات المتحدة تعبر بطريقتها الخاصة عن وجعها نتيجة مشاهدة إستعراض عيد الحشد ، و بطريقة العصابات المنفلتة تقتل أبناءنا المرابطين لحماية حدود العراق من الجماعات الإرهابية".

وقال محمود الربيعي المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة الصادقون بزعامة القيادي الشيعي الموالي لايران قيس الخزعلي في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" إن "الجريمة الأميركية الغادرة بقصف رجال الحشد في القائم دليل دامغ على ان السياسة الأميركية العدوانية لن تتغير أبداً ولا علاج لها سوى القوة الرادعة.. لاعلاج لها سوى القوة الرادعة التي يعرفها العدو قبل الصديق والتي بها طردنا قوات الاحتلال التي كانت اعدادها اضعاف مضاعفة عن وجودها الحالي الرحمة للشهداء والثأر قادم".

أما تحالف الفتح بزعامة رجل ايران في العراقي هادي العامري فقد اكد مقتل عدد من عناصر الحشد في الغارات الاميركية ونشر صورا لبعضهم معتبرا في بيان حصلت "ايلاف" على نسخة منه انها تعبر عن الغضب الاميركي من الاستعراض الناجح الذي اقامه الحشد السبت الماضي .

وأشار الى ان هذا يؤكد خطر وعبثية وجود القوات الاميريكية في العراق بهدف ابقائه مضطربا وساحة للصراعات ودعا الحكومة الى تنفيذ قرار البرلمان بأخراجها من البلاد فورا ومن دون مماطلة او تسويف بحسب قوله.
وطالب التحالف القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي "بفتح تحقيق حول هذا الاستهداف الغادر".. ودعا وزارة الخارجية الى "ادادانة هذا العدوان".

.. وايران غاضبة على قصف حلفائها
وفي طهران قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة بان اميركا مازالت تواصل طريقها الخاطئ في المنطقة، موجها النصيحة للادارة الاميركية الجديدة باصلاح طريقها بدلا عن اختلاق الازمات والمشاكل لشعوب المنطقة.

وأضاف خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الاسبوعي اليوم تعليقا على الضرية الاميركية لمواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية "ان اميركا مازالت تسير في الطريق الخاطئ بالمنطقة، اذ ان سلوكياتها الاقليمية هي استمرار لسياسة وتراث اميركا الفاشل في المنطقة".

وأشار الى "ان النصيحة الموجهة للادارة الاميركية الجديدة هي ان تقوم باصلاح طريقها بدلا عن اختلاق الازمات والمشاكل لشعوب المنطقة وان تقوم شعوب المنطقة بتقرير مصيرها بدون تدخلات الاميركيين".
واعتبر زادة ما تقوم به واشنطن زعزعة لأمن المنطقة وان احد ضحايا ذلك هو اميركا نفسها على حد قوله.

استهداف مواقع لمليشيا كتائب حزب الله وسيد الشهداء
وفي وقت سابق اليوم أبلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان مواقع لمليشيا كتائب حزب الله ومليشيا سيد الشهداء العراقيتين كانتا هدف الضربات الاميركية التي استهدفت منشآتهما ومخازن اسلحتها ومنازل لعناصرها في مدينتي القائم العراقية والبو كمال السورية على الحدود بين البلدين.

ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" اليوم أن قواتها الجوية قصفت "منشآت تخزين سلاح لمليشيات موالية لإيران" في موقعين واحد داخل سوريا وآخر في العراق. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"عن مسؤولين اميركيين قولهم إن الغارات التي نفذتها القوات الأميركية على الحدود العراقية السورية خُطط لها منذ أسابيع إذ أن إحدى المنشآت كانت تستخدم لإطلاق وتأهيل المُسيّرات المفخخة.

وأشاروا الى انه قد تم استهداف موقعين في سوريا يتم استخدامهما للتخزين ولأغراض لوجستية وآخر يُستخدم لتأهيل وإطلاق المسيرات المفخخة موضحين ان البنتاغون جمع خلال الأسابيع الأخيرة معلومات عن هذه المواقع والميليشيات التي تستخدمها.

وقال مسؤولون إن وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي أطلعا الرئيس جو بايدن على خيارات الهجوم في وقت مبكر من الأسبوع الماضي فوافق على ضرب الأهداف الثلاثة.

يشار الى ان الميليشيات المدعومة إيرانياً استخدمت منذ نيسان أبريل الماضي على الأقل 5 طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات في هجمات على مواقع عسكرية في العراق بينها في اقليم كردستان الشمالي. ومنذ خريف عام 2019، تتعرض المقار العسكرية والمنشآت الدبلوماسية الأميركية في العراق لهجمات إذ تشير التقديرات الأميركية إلى أن هذه الهجمات تُشن من قبل تنظيمات مسلحة موالية لإيران.