لجأ ماليزيون إلى رفع رايات بيضاء خارج منازلهم طلبًا للغوث من ويلات إغلاقٍ صارم تفرضه السلطات للسيطرة على كورونا.

واكتسبت حملة الرايات البيضاء زخمًا على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، لمساعدة ذوي الدخل المنخفض في الإعلان عن معاناتهم.

واستجابت جهات عديدة للحملة، فعرض جيران ومشاهير وشركات تقديم المساعدة بالغذاء وغيره من الضروريات للمحتاجين.

وشارك نشطاء على فيسبوك صورا لبقوليات وسلع غذاء ضرورية استطاعوا ادخارها، فضلاً عن مشاركة معلومات حول بنوك غذاء قريبة.

وأعلن مشاهير، بينهم مغني الراب ألتيميت عبر إنستغرام أنه وأصدقاءه سيتركون مواد غذائية أمام أبواب المنازل التي ترفع رايات بيضاء.

وتخضع ماليزيا لإغلاق شامل منذ الأول من يونيو/حزيران في محاولة لكسر موجة مرتفعة من تفشّي وباء فيروس كورونا.

وامتلأت صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية بقصص مؤثرة عن عائلات نضبت مدخراتها من الأغذية وباتت تعيش على وجبة واحدة يوميا.

وأعلنت بيوت عديدة أنها لم تكسب أي دخل على مدى ستة أسابيع.

كما ارتفعت أعداد المنتحرين، وسجلت الشرطة انتحار 468 شخصا في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بـ 631 في العام الماضي كله، و609 في العام الذي قبله.

مشهد من وسط العاصمة كوالا لامبور في ظل الإغلاق
Getty Images
شوارع وسط العاصمة كوالا لامبور خاوية في ظل الإغلاق

حملة الرايات السود

ذهب بعض الماليزيين إلى رفع رايات سود، في حملة منفصلة تطالب رئيس وزراء البلاد محيي الدين ياسين بالاستقالة.

وتصدّر وسم الرايات السود على تويتر في ماليزيا يوم السبت. وضمّن زعيم المعارضة في البلاد، أنور إبراهيم، ثلاث رايات سود في تغريدة له على تويتر حظيت بإعادة النشر لآلاف المرّات.

وتُجري الشرطة تحقيقات بشأن حملة الرايات السود بدعوى احتوائها على عناصر تحريضية، بحسب ما نقلت صحيفة نيوستريتس تايمز.

ما هو وضع فيروس كورونا في ماليزيا؟

تصارع ماليزيا في الوقت الراهن أسوأ موجة لها مع الوباء، مسجلة وفيات جرّاء الإصابة بكورونا ناهزت في مجملها 5,400 في الشهرين الماضيين.

وسجلت البلاد يوم السبت 6,658 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة.

في غضون ذلك، شرعت خمس ولايات ماليزية إلى تخفيف القيود اليوم الاثنين مع انخفاض أعداد الإصابات في تلك الولايات.

على أن أجزاء من العاصمة كوالا لامبور وولاية سلاغور المجاورة لا تزال تتعايش مع القيود الصارمة - بما في ذلك حظر للتجوال يبدأ من الثامنة مساء، وذلك بعد ارتفاع أعداد الإصابات في تلك الولايتين اللتين أسهمتا بأكثر من نصف حالات الإصابة الجديدة في البلاد في الأسابيع الماضية.

ولم يتلق التطعيم بشكل كامل ضد كورونا غير ثمانية في المئة فقط من سكان ماليزيا البالغ تعدادهم 32 مليون نسمة، بينما تلقى 19 في المئة من هؤلاء السكان جرعة واحدة من اللقاح.