إيلاف من واشنطن: مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد قتال دام 20 عاما، تراقب إيران الوضع بقلق، حيث تزداد رقعة الأراضي التي تسيطر عليها حركة طالبان المتشددة. وكانت الحكومة الأفغانية قالت، الجمعة، إن طالبان استولت على معبر حدودي رئيسي مع إيران.

وتعادي إيران حركة طالبان المتشددة منذ عقود لكنها في السنوات القليلة الماضية التقت علنا مع زعماء من طالبان، بحسب تقرير نشره موقع "الحرة".

وتخشى طهران من عودة حكم طالبان وما يتبع ذلك من عودة أفغانستان إلى الحرب الأهلية، "مما قد يعرض المجتمعات العرقية الفارسية والمجتمعات الشيعية للخطر، ويسفر عن المزيد من موجات اللاجئين الأفغان عبر الحدود، ويمكّن التشدد السني في المنطقة"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وأضافت الصحيفة "سعيا وراء اليد العليا، أقامت إيران علاقات مع بعض فصائل طالبان، وخففت من نبرتها تجاه الجماعة المتطرفة، التي طهران ترى أنها تستحوذ على السلطة تقريبا".

وسابقا اتهمت واشنطن إيران بتقدم الدعم سرا لمقاتلي طالبان الذين يحاربون القوات الأميركية. وفي المقابل نفت طهران، التي تؤيد حكومة شاملة في أفغانستان تضم مختلف الطوائف والأعراق، هذا الاتهام.

وفي وقت سابق من يوليو الجاري، أبلغت إيران ممثلين عن حركة طالبان والحكومة الأفغانية بأنها على استعداد للمساعدة في حل الأزمة بأفغانستان، وحثت الشعب والسياسيين على اتخاذ "قرارات صعبة" حول مستقبل البلاد.

تقول واشنطن بوست إن "هذه المقامرة أثارت جدلا حادا في إيران".

وقالت فاطمة أمان، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط لواشنطن بوست: "ستتضرر إيران بشدة من الفوضى والحرب الأهلية في أفغانستان".

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي استضافت بلاده اجتماعا بين ممثلي الحكومة الأفغانية ولجنة سياسية رفيعة المستوى من طالبان في السابع من يوليو الجاري، قال: "الالتزام بالحلول السياسية هو الخيار الأفضل".

وحينها ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن رئيس المكتب السياسي لطالبان شير محمد عباس ستانيكزاي وممثلين عن الحكومة في أفغانستان حضروا الاجتماع في طهران.

وتعلق أمان قائلة إن مبادرات إيران العلنية المتزايدة تجاه طالبان "يمكن أن تكون سوء تقدير"، حيث "تعتقد إيران أنها تستخدم طالبان، لكن البعض قد يقول إن طالبان تستخدم إيران لتقديم نفسها على أنها أكثر قوة، وتستحق حكم دولة".

واستُبعدت إيران من المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة بقطر، والتي أدت العام الماضي إلى اتفاق لسحب القوات لإنهاء عقدين من العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان.

بينما لم تتوصل المحادثات بين طالبان وحكومة أفغانستان في قطر لنتائج حاسمة حتى الآن.