ايلاف من لندن: توّعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمتسببين والمقصرين في حريق مستشفى الناصرية بحساب عسير، فيما أشار لعمليات عرقلة ممنهجة لاصلاحات حكومته
وقال الكاظمي في كلمة خلال ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته اليوم ان ما حدث يوم أمس في في مركز العزل لمصابي وباء كورونا بمستشفى الحسين في مدينة الناصرية يمثل جرحاً عميقاً في ضمير العراقيين جميعاً.

فواجع

واضاف ان المسؤولية تتضاعف بتكرار هذا النوع من الفواجع خلال الأشهر الماضية والتي تتزامن مع أزمات كبيرة بعضها طبيعي مثل الأزمة الاقتصادية وبعضها بفعل فاعل مثل ضرب أبراج نقل الطاقة وتعطيل الشبكة الوطنية ومحاولة البعض زعزعة الأمن الداخلي ونشر الفوضى والشكوك ومنع مضي القرار الوطني العراقي.
وزاد قائلا "نقف اليوم أمام شعبنا وعوائل الشهداء خاصة، لنقول إن المسؤولية التي تطوّق أعناقنا دفعت في كل مرّة إلى اتخاذ خطوات كبيرة لمعالجة الخلل ومحاسبة المُسيء، وهذا ما سنفعله في قضية مستشفى الإمام الحسين (ع) في الناصرية من أجل الانتصار لدماء الشهداء الذين سقطوا".

خلل بنيوي

وشدد الكاظمي على ان حادث يوم أمس يؤشر خللاً بنيوياً في الهيكلية الإدارية للدولة العراقية، حيث إن تشخيص الأخطاء لا يتم توظيفه ولا متابعته، ويذهب المواطنون ضحايا.
واكد بالقول "ان الحاجة صارت ملحّة لإطلاق عملية إصلاح إداري شامل وأهم خطوات الإصلاح هو أن نفصل العمل الإداري عن النفوذ السياسي". وبين انه "من غير المعقول حجم الإهمال أو الفعل المقصود أو غير المقصود الذي يمكن له أن يترك كارثة بهذا الحجم الإنساني الثقيل وإن شاء الله ستقود نتائج التحقيق العادل الذي فتحناه إلى معرفة المقصرين المباشرين ولا أتمنى أن يكون في أي مرحلة من مراحل التقصير وجود تعمّد".
لعنة الله على من يستخف بدماء العراقيين
واقسم الكاظمي بالله قائلا "أنّ وطنيتنا لا تتقبل فكرة أن يتعمّد العراقي قتل أخيه من أجل هدف سياسي، ولعنة الله على كل منفعة أو منصب تجعل الإنسان يستهتر ويستخف بدم أخيه، ولعنة الله على كل منفعة سياسية أو مادية تسخط الإنسان لتجعله أداة يفجر أبراج الكهرباء؛ من أجل إثبات وجهة نظره، وإفشال العاملين من أجل وطنهم".

لا تسامح

وحذر من انه "عندما تنجرف السياسة بعيداً عن المبدأ الأخلاقي والالتزام الإنساني، فسنكون تحت سيطرة مبدأ شريعة الغاب بعينها".. واكد عدم التسامح مع الفاسدين أو المتلاعبين بأرواح المواطنين أياً كانت صفاتهم أو انتماءاتهم".
واوضح انه قدم إلى مجلس النواب مرشحه لشغل منصب وزير الصحة بديلاً عن الوزير المستقيل وهو ينتظر من المجلس حسم هذه القضية؛ لمنع استمرار وزارة الصحة بالعمل من دون وزير لمدة طويلة.
واشار الى انه شكل في وقت متأخر من يوم أمس لجنة عالية المستوى للتحقيق بفاجعة مستشفى الإمام الحسين (ع) وستعلن نتائجها خلال أسبوع وسوف يحاسب المقصر والمتلاعب بأرواح العراقيين حساباً عسيراً وفق القانون.

عرقلة الإصلاح

واشتكى الكاظمي من ان خطوات الإصلاح ومحاربة الفساد التي تتخذها حكومته "تواجه -للأسف- عرقلة ممنهجة وهجمات إعلامية مع كل محاولة للتقدم إلى الأمام والهدف هو إجهاض الإصلاح، وتشويه صورته". وقال: "لكننا ماضون باتجاه هدف خدمة شعبنا".
وختم الكاظمي كلمته بالقول "الرحمة والخلود لشهداء العراق ..وقد وجهنا بالسرعة في إنجاز معاملات حقوقهم لذويهم وتسفير الحالات الحرجة من الجرحى إلى خارج العراق".

(النيران تلتهم مركز العزل لمصابي كورونا في مستشفى الناصرية)

ضحايا

واليوم تم الاعلان عن ارتفاع عدد ضحايا مستشفى الحسين بمدينة الناصرية الجنوبية في العراق الى 128 قتيلاً ومصابا بينهم 78حالة وفاة والمصابين إلى 50 مصاباً بحروقٍ مختلفة بينهم عدد من أفراد الكادر الصحي.
وقال مدير الدفاع المدني في ذي قار ان حادث الحريق ناتج عن انفجار منظومة الغاز في مركز العزل. واشار العميد صلاح جبار في برنامج بثته اذاعة الناصرية ان المشافي الموجودة هي مشيدة من مادة ال"سندويج بنل" وهي قابلة للاشتعال وممنوعة من الاستخدام من قبل مجلس الوزراء وديوان الرقابة.
واكد ان الحريق كان نتيجة انفجار منظومة الغاز مما تسبب بانتقال النيران لبقية اروقة المركز لافتا الى مشاركة 28 فرقة اطفاء في عملية اخماد الحريق.
وكان اجتماع طارئ لوزراء ومسؤولين انعقد برئاسة الكاظمي مساء امس قد خرج بقرارات شملت البدء فورا بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة وتوجه فريق حكومي فورا إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الامنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً .

كما تقرر توقيف وحجز مدير صحة ذي قار وومدير المستشفى ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق أعلاه وكذلك توجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار.
وعادة ما تحتوي مراكز عزل مصابي فيروس كورونا على الكثير من اسطوانات الاوكسجين التي تحدث انفجارات هائلة حال وصول النيران إليها.

وقد جاء هذا الحريق بعد ثلاثة اشهر من آخر مماثل في نيسان ابريل الماضي عندما نشب حريق هائل بمستشفى ابن الخطيب في بغداد والخاص بمعالجة مرضى كورونا وذلك جراء انفجار أسطوانة اكسجين ما ادى الى مصرع 82 شخصا واصبة 110 آخرين .
وقد سجلت وزارة الداخلية العراقية حدوث 7 الاف حريق خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام الحالي.