إيلاف من لندن: في إطار تعهدها بالتبرع بمئة مليون جرعة لقاح كوفيد-19 بحلول يونيو 2022، أعلنت المملكة المتحدة أنها تبدأ تبرعها بالملايين منها لعدد من دول العالم.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، يوم الأربعاء، أن المملكة المتحدة ستبدأ هذا الأسبوع في إرسال تسعة ملايين جرعة من لقاح كوفيد-19 إلى دول مختلفة في أنحاء العالم، ومنها إندونيسيا وجامايكا وكينيا، للمساعدة في التصدي للجائحة العالمية.
وسوف تقدم المملكة المتحدة خمسة ملايين جرعة إلى آلية كوفاكس، وهي مبادرة ضمان الإنصاف في حصول دول العالم على لقاح كوفيد-19. وستشرع كوفاكس بتوزيعها بشكل عاجل على البلدان الأدنى دخلا من خلال نظام التخصيص العادل، الذي يعطي أولوية وصول اللقاحات إلى الذين هم في أمس الحاجة إليها. أما الأربعة ملايين جرعة الأخرى فسيتم تقديمها مباشرة إلى البلدان المحتاجة إليها.
ومن بين الدول التي سوف يُرسل إليها اللقاح، سوف تستلم إندونيسيا 600,000 جرعة، وجامايكا 300,000 جرعة، وكينيا 817,000 جرعة.|

لقاح استرازينيكا

وسيكون اللقاح الذي تتبرع به المملكة المتحدة هو لقاح جامعة أوكسفورد - أسترازينيكا، الذي تنتجه مختبرات أكسفورد بيوميديكا الكائنة في مدينة أكسفورد البريطانية، وتتم تعبئته في ريكسهام في شمال ويلز.
وهذه هي الدفعة الأولى من أصل 100 مليون جرعة من اللقاحات التي ستتبرع بها المملكة المتحدة طوال السنة وفق ما تعهّد به رئيس الوزراء خلال مؤتمر مجموعة السبع الشهر الماضي في كورنوول.
ومن المقرر إرسال 30 مليوناً من الجرعات قبل نهاية السنة. وستحصل آلية كوفاكس على ما لا يقل عن 80 مليون جرعة من أصل 100 مليون، بينما يُرسل الباقي إلى بلدان مختلفة بصورة مباشرة. وتأتي هذه التبرعات عقب التعهد الذي قطعه زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى على أنفسهم بتطعيمّ العالم والقضاء على الجائحة في سنة 2022.
ومن شأن الشروع هذا الأسبوع في توزيع اللقاحات أن يُلبي الحاجة الملحة للقاحات في بلدان العالم المختلفة، بما في ذلك بلدان في أفريقيا وجنوب شرق آسيا ومنطقة البحر الكاريبي. فهذه المناطق تشهد مستويات عالية من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، ودخول المستشفيات والوفيات.

دفعة أولى

وقال وزير الخارجية دومينيك راب: "تعكف المملكة المتحدة على إرسال تسعة ملايين جرعة من لقاح أسترازينيكا، وهي الدفعة الأولى من أصل 100 مليون جرعة تعهدنا بتقديمها في سبيل تطعيم سكان المناطق الأكثر احتياجاً في العالم على وجه السرعة.
وأضاف: "إننا نفعل هذا لمساعدة أكثر المجتمعات حاجة للمساعدة، إضافة إلى قناعتنا بأننا نحن أيضاً لن نكون بمأمن من الوباء حتى يصبح الجميع آمنين."
وتعتبر المملكة المتحدة في طليعة الاستجابة العالمية لكوفيد-19 وبطرق شتى، بما في ذلك استثمار 90 مليون جنيه إسترليني لدعم تطوير لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا. وقد تم تزويد دول مختلفة في العالم بأكثر من نصف مليار جرعة من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا بسعر التكلفة فقط، علماً بأن ثلثي هذه الكمية قُدم إلى بلدان متدنية ومتوسطة الدخل.
كما بادرت المملكة المتحدة أيضاً في الجهود لتأسيس آلية كوفاكس في سنة 2020، حيث قدمت بالإجمالي 548 مليون جنيه إسترليني لتمويل اللقاحات للبلدان ذات الدخل المتدني. وهذه الآلية قدمت أكثر من 152 مليون جرعة من اللقاح لأكثر من 137 بلدا وإقليماً، بما في ذلك 83 من البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا. وكانت نسبة 65% من الجرعات التي أرسلت في البداية هي من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا. وتعتزم كوفاكس تقديم 1.8 مليار جرعة تطعيم إلى البلدان ذات الدخل الأدنى في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2022.

جدار دفاع

وقال وزير الصحة ساجد جاويد: "هذه جائحة عالمية، ولقاحات كوفيد19 هي أفضل طريقة لحماية الناس ومنع ظهور متحوِّرات جديدة. نريد ضمان أن تتمكن البلدان النامية من بناء جدار دفاع ضد الفيروس، كما فعلنا نحن في المملكة المتحدة، من خلال تعميم اللقاح.
و"تعتبر المملكة المتحدة واحدة من أكبر الجهات المانحة لآلية كوفاكس، وهذا التبرع ما هو سوى جزء من تعهدنا بإرسال 100 مليون جرعة من اللقاح إلى بعض من أكثر دول العالم فقرا.
وأضاف جاويد: "لقد عملت الحكومة على تأمين ما يكفي من الجرعات لجميع سكان المملكة المتحدة، والأقاليم التابعة للتاج والمقاطعات البريطانية في الخارج لدعم برنامج التطعيم المستمر وبرنامج إعطاء جرعات معززة."
وقال د. سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات غافي، الذي يشارك في قيادة آلية كوفاكس، إلى جانب منظمة الصحة العالمية والتحالف لأجل ابتكارات التأهب للأوبئة:
وأشار إلى أن "المملكة المتحدة داعم ثابت لآلية كوفاكس منذ إنشائها، وهذا الإعلان يأتي في وقت مهم.

طلب يفوق المتوفر

وقال بيركلي: "إن الطلب العالمي على اللقاحات يفوق المتوفر منها بكثير، وهو ما يترك الملايين من الناس الأكثر عرضة للإصابة بدون حماية، في حين أن توفر اللقاح بنسبة عالية في جميع أنحاء العالم هو واحدٌ من أفضل دروعنا للحماية من المتحوّرات الجديدة. ففي هذه الجائحة، ما من أحد منا سيكون آمناً حتى نصبح جميعنا آمنين."
ويقول سير مينيه بانغالوس، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون البحوث والتطوير في المستحضرات الصيدلانية الحيوية في شركة أسترازينيكا: "إننا نحرز تقدماً كل يوم في مهمتنا لتغيير مسار هذه الجائحة من خلال تحقيق الحصول الواسع والعادل على لقاح أسترازينيكا. وإننا فخورون بأن أكثر من 80% من بلدان العالم قد تلقت جرعات من لقاحنا، علماً بأن ثلثي الكمية خُصصت للبلدان البلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا والبلدان ذات الدخل الأدنى.
وأضاف: "إن التعاون الوثيق بين الحكومة البريطانية وشركائنا الأكاديميين وفي قطاع الصيدلة أمر بالغ الأهمية لضمان توفير اللقاحات بسرعة، وبالتالي حماية أكبر عدد ممكن من الناس من هذا الفيروس الفتّاك."