إيلاف من لندن: عبر الممثل الرسمي لسيدة الأعمال الروسية ماريا لازاريفا المدانة في الكويت، عن أمله بأن تتجاوب السلطات الكويتية مع طلب العفو عنها وتحلّ قضيتها بأسرع وقت نظرا لتدهور صحتها.
قضت محكمة التمييز الكويتية، في يناير الماضي بحبس رئيس مجلس إدارة شركة "رابطة الكويت والخليج للنقل (KGL)" سعيد دشتي ونائبته الروسية ماريا لازريفا 15 سنة مع الشغل والنفاذ في قضية اختلاس.
وفي حديث حصري لـRT اعتبر فلاديمير سيدوروف، وهو حقوقي ويشغل أيضا منصب مستشار رئيس غرفة التجارة والصناعة في موسكو، أن إدانة لازاريفا تمثل قضية إنسانية تلقي بظلالها على العلاقات الثنائية الواعدة جدا بين روسيا ودولة الكويت الصديقة.
وأكد سيدوروف أن قضية لازاريفا تحظى بأهمية كبيرة لدى روسيا بدليل أن موسكو منحتها الإيواء في سفارتها بالكويت، في أول قرار من نوعه منذ 25 عاما.
ورجح سيدوروف أن يكون وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى الكويت مشكلة المتعاقدين الأميركيين في قوات بلاده المتمركزة في ذلك البلد، والذين اعتقلوا هناك على خلفية "اتهامات مختلقة في كثير من الأحيان".

تعاون مشترك

وقال: "طبعا قضية ماريا لازاريفا تعتبر مسؤولية روسية بالدرجة الأولى كونها تحمل الجنسية الروسية، لكن ابنها ووالدتها يحملان الجنسية الأمريكية أيضا، مما يفسح المجال للعمل المشترك لبلدينا مع الكويت على أساس ثلاثي".
وتابع: "مما يزيد الوضع تعقيدا، حقيقة أن لازاريفا، التي أمضت قرابة 500 يوم في السجن في الكويت، تعاني من مرض خطير، وحالتها الصحية تتدهور".
وعبر ممثل لازاريفا عن أمله في أن تتمكن سلطات الكويت، "البلد الذي يحظى تقليديا بدعم روسيا في كافة المحافل الدولية"، من النظر إيجابيا في طلبات العفو عنها، "والتي تم تأكيدها على أعلى المستويات". وأضاف: "اليوم ليست تلك مهمة تخص النظام القضائي فقط، بل هي قضية سياسية ودبلوماسية، وحياة مواطنتنا على المحك في علاقاتنا".
أعتقد أن حكمة القيادة الكويتية وزعامتها الإنسانية المعترف بها عالميا كفيلة بحل هذه المشكلة في المستقبل القريب. نحن نحتاج إلى رؤية ماريا في موسكو، مع ابنها وأمها. إنها ليست عدوا للكويت. وقعت في موقف صعب بسبب الصراعات الداخلية، وقيادة الكويت هي المدعوة لحل هذه القضية.

صحة لازاريفا

من جهته، قال الطبيب الروسي ألكسندر مياسنيكوف، الذي يتابع حالة لازاريفا منذ بداية احتجازها، إنه اتصل بها اليوم الأحد هاتفيا وإن صحتها تزداد تدهورا يوما بعد يوم، إذ أن الأمراض التي كانت تعاني منها أصلا، ومنها فرط ضغط الدم ومشاكل في الغدة الدرقية وعملية الاستقلاب، والتهاب الجلد، اشتدت خلال فترة إقامتها الجبرية، وأضيفت إليها أيضا اضطرابات النوم.
وأضاف الطبيب أن حالتها النفسية سيئة للغاية أيضا، وإذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لإخلاء سيبلها، فإن حياتها فعلا معرضة للخطر، لا سيما وأنها محرومة من إمكانية تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا كونها لا تستطيع الخروج من مبنى السفارة.

قرار التمييز

وكانت محكمة التمييز الكويتية قد قضت في يناير الماضي، بحبس رئيس مجلس إدارة شركة "رابطة الكويت والخليج للنقل (KGL)" سعيد دشتي ونائبته الروسية ماريا لازريفا 15 سنة مع الشغل والنفاذ في قضية اختلاس.
كما اتهمت لازاريفا في قضية ثانية باختلاس الأموال التي استثمرتها دائرة موانئ الكويت في "صندوق الموانئ" The Port Fund الاستثماري بقيادة KGL ، لكن حماية لازاريفا أكدت أن هذه الأموال لم تختلس بل تم تجميدها في حسابات بمصرف Noor Bank في دبي، بطلب من النيابة العامة الكويتية، وتم الإفراج عن هذه الأموال وإعادتها إلى المستثمرين بفوائد تصل إلى 200%.
ولازاريفا، التي طلبت من الرئيس فلاديمير بوتين التدخل في قضيتها وحمايتها، تقيم منذ نوفمبر 2019 في السفارة الروسية في الكويت، بعد أن وافق القضاء الكويتي على الإفراج عنها بكفالة 20 مليون دينار كويتي (أي أكثر من 65 مليون دولار).

بوتين ولافروف

وسبق أن دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولون روس آخرون السلطات الكويتية لإجراء محاكمة عادلة في قضية ماريا لازاريفا.
وكانت الأجهزة الأمنية في الكويت قد ألقت القبض على دشتي ولازاريفا في 2017 بعد أن تقدم الكندري، وزير المواصلات رئيس مجلس إدارة مؤسسة الموانئ السابق، ببلاغ إلى النائب العام حول صرف مبالغ مالية في "الموانئ" بشكلٍ مباشر من حساب الإيرادات لدى أحد البنوك تقدر بـ21 مليون دينار (نحو 70 مليون دولار).
وتولت لازاريفا منصب الشريك الإداري لصندوق "رابطة الكويت والخليج للنقل"، وأدينت في مايو 2018 بتهمة اختلاس أموال من هذا الصندوق.