إيلاف من بيروت: يعود إسم زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن إلى الواجهة مع إطلاق كتاب "صعود وسقوط أسامة بن لادن"، الذي كشف مؤلفه بيتر بيرغن، عن تفاصيل مثيرة ارتبطت بمقتله، وتناولتها صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية شارحة كيفية توصُّل عملاء الاستخبارات الأميركية إلى الدلائل التي قادتهم للتعرّف على مكانه.


ويأتي هذا الكتاب بتفاصيله مع اقتراب الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/سبتمبر التي استهدف مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة عام 2011، مما أدَّى إلى مقتل 2977 شخصاً على الأقلّ.

ويشير "بيرغن" إلى أن بن لادن شعر آنذاك بأنه لم يعد مطارداً، فأمر حارسه الشخصي إبراهيم عبد الحميد ببناء منزل كبير يكفي أسرته، في مدينة أبوت آباد الباكستانية، وجمع فيه شتات أسرته التي بدأت الانتقال إليه عام 2005. إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت في عام 2010 من ملاحقة سيارة "الحارس" الذي كان مقيماً في ملحق تابع للمبنى الرئيسي، حتى وصوله إلى منزله الأشبه بـ"الحصن" بشرفاته المحاطة بجدران مرتفعة من جميع الجوانب، فبدأت الاستخبارات الأمريكية بالمراقبة وجمع الأدلة.


(مسكن أسامة بن لادن في أبوت آباد)


وتُسلسل الصحيفة اكتشاف الدلائل من قبل CIA بدءاً من الأشياء الغريبة المرتبطة بتصميم المنزل والخدمات الموصلة إليه. فهذا المبنى الذي أوحى بثراء مالكه لم يتم توصيل أي خط للهاتف أو اشتراك بشبكة الإنترنت إليه. إضافة لأعتماد سكانه على إحراق نفاياتهم على عكس سكان الجوار كانوا يرمون نفاياتهم في حاويات القمامة.


صورة رسمية للبيت الأبيض في 2 مايو 2011 تظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما (الثاني من اليسار) ونائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع روبرت جيتس (يمين) ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (يمينًا ثانيًا) في غرفة العمليات

غير أن الدليل الذي عزّز شكوك عناصر المخابرات بأن هذا حياة سكان هذا المنزل تتماشى مع نمط حياة أسامة بن لادن، هي "حبال الغسيل" التي كانت تحمل ملابس تشير لوجود رجل بالغ في المنزل والعديد من النساء البالغات، وتسعة أطفال على الأقلّ. حيث لاحظت المخابرات أن كمية الغسيل المنشور "أكثر بكثير مما قد يرتديه 11 فرداً من أسر الحرس الشخصي".
الأمر الذي أقنع الإدارة الأمريكية بأن هذا الحصن هو منزل بن لادن.