ابوظبي: أعلنت الإمارات الأربعاء أنّها استقبلت الرئيس الأفغاني أشرف غني مع عائلته بعد أن فرّ الأحد من بلاده إثر سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان "دولة الإمارات استقبلت الرئيس أشرف غني وأسرته في البلاد وذلك لاعتبارات إنسانية"، علما أن مكان تواجد الرئيس الأفغاني لم يكن معروفا منذ فراره من العاصمة.
وفرّ غني بعد أن أحكمت الحركة طوقها على العاصمة التي دخلها مقاتلوها في وقت لاحق واستولوا على القصر الرئاسي.
وكتب غني على حسابه على موقع "فيسبوك" الأحد، "انتصرت طالبان بعدما احتكمت إلى السيف والبنادق وهي مسؤولة الآن عن شرف الحفاظ على بلادها"، مؤكّداً أنّه غادر بلاده لتجنيبها "إراقة الدماء" لأنّ "عدداً كبيراً من المواطنين كانوا سيُقتلون" والعاصمة "كانت ستدمّر" لو بقي فيها.
ولم يحدّد غني مكان وجوده، وسرت تكهّنات أنه توجّه الى أوزبكستان، وطاجيكستان، وسلطنة عمان، إلى أن أكدت الإمارات استضافته الأربعاء.
وفي غضون عشرة أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على جميع المناطق الأفغانيّة تقريباً بعد هجوم واسع النطاق بدأته في أيّار/مايو مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصاً الأميركية من البلاد.
وأتى ذلك بعد عشرين عاماً على غزو تحالف بقيادة الولايات المتحدة أفغانستان وطردها من السلطة بسبب رفضها تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
والاثنين، دافع الرئيس الأميركي جو بايدن بشدّة عن انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان، مؤكّداً وقوفه بقوة خلف القرار ومشدّداً على أنّ الوقت حان لمغادرة البلد بعد عقدين من الحرب.
الإمارات وطالبان
ورفض مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان الثلاثاء الإجابة على أسئلة حول غني، قائلا "لم يعد له دور في أفغانستان".
ومع ذلك، واصلت الولايات المتحدة الإشارة إلى غني بصفة "الرئيس"، إذ اعتبرت وزارة الخارجية أنّه لم يكن هناك تسليم رسمي للسلطة.
وليست المرة الأولى التي تستضيف فيها الإمارات مسؤولين سابقين أو أقرباء لهم بعد الإطاحة بهم من السلطة.
ففي 2017، استضافت الإمارات رئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناوترا الذي حكم عليه بالسجن غيابيا لخمس سنوات. واضطر ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الى مغادرة بلاده في الثالث من آب/أغسطس 2020 إلى الإمارات ليعيش حياة مترفة في منفاه بعد استهدافه بتحقيقات في قضايا فساد.
والإمارات واحدة من ثلاث دول اعترفت بنظام حكم طالبان بين عامين 1996 و2001 قبل أن تطيح الولايات المتحدة بالحركة الإسلامية المتطرفة.
وخلال سنوات حكمها، فرضت الحركة نظاما إسلاميا متشددا، فمنعت النساء من الخروج من المنازل وحظرت الترفيه ونفّذت إعدامات علنية.
لكنّها قدمت خلال اليومين الماضيين عروض مصالحة متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم "مختلف" لأفغانستان عما كان عليه قبل عشرين عاما.
والرئيس الأفغاني (72 عاما) أكاديمي وخبير اقتصادي أراد المساهمة في إعادة بناء بلاده، لكنّه أصبح بعد سنوات رمزا لانهيار الدولة في أفغانستان على الرغم من المساعدات الدولية.
وانتُخب غني رئيسا لأفغانستان في العام 2014 إثر حملة تعهّد فيها بإصلاح الأوضاع في البلاد ووضع حد للفساد الذي ينخرها، لكنّه في نهاية المطاف لم ينفّذ أيا من هذه التعهّدين.
ونشأ غني في أفغانستان وغادر البلاد في العام 1977 إلى الولايات المتحدة حيث درس الأنتروبولوجيا والعلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك. وعمل في مجال التدريس في جامعات أميركية عدة خلال الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
وباستثناء وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان في حزيران/يونيو 2018، رفضت طالبان كل مبادرات السلام التي أطلقها غني، وقد وصفته بأنّه "دمية" بيد واشنطن.
التعليقات