ايلاف من لندن : بحث وزير الخارجية الياباني في بغداد السبت مع برهم صالح والكاظمي نقل التكنولوجيا اليابانية الى العراق وتوسيع استثمارات بلاده فيه بمجالات الطاقة والاقتصاد ومواجهة الارهاب وتقديم 50 مليون دولار لمواجهة العراق لكورونا.
وخلال لقاء وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فقد تم بحث سبل توثيق التعاون الثنائي وتكثيف التبادل الاقتصادي والتنسيق المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.

وأكد الكاظمي أثناء اللقاء على أهمية التجربة اليابانية من منظور عراقي، والسعي الحثيث للاستفادة منها.. وشدّد على أن الساحة العراقية باتت مفتوحة أمام الاستثمارات اليابانية في مختلف المجالات ولاسيما مجالات الطاقة والنفط، والكهرباء والطاقات البديلة والمتجددة.
وأعرب عن تقديره "للدور الذي تضطلع به اليابان إزاء القضايا الإقليمية، وأثنى على المشاريع التي تموّلها اليابان، في المناطق التي تحررت من عصابات داعش الإرهابية عبر طريق ترسيخ الأمن والتنمية المستدامة فيها" كما نقل مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "ايلاف".
وحمل الكاظمي وزير الخارجية الياباني دعوة لبلاده للحضور بصفة مراقب في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الاقليمي الذي سيستضيفه العراق في 28 من الشهر الحالي.

من جانبه أشاد الوزير الياباني "بالمبادرات العراقية التي تلقى صدى إيجابياً على المستوى الإقليمي والدولي وعدّها ركيزة من ركائز ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وجهود التهدئة فيها".

وأكد دعم اليابان للبرنامج الحكومي للإصلاح الاقتصادي المتمثل ببرامج الورقة البيضاء للاصلاح التي اعلنتها الحكومة العراقية في وقت سابق وجدّد استعداد اليابان لدعم تطبيق الورقة عبر مجموعة التواصل الاقتصادي بين البلدين التي تشكلت في أواخر عام 2020.
وشدد الوزير الذي كان وصل الى بغداد اليوم في زيارة رسمية أن بلاده ماضية في تقديم المساعدات وبرامج التعاون مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب، والتطرف، ومواجهة جائحة كورونا.

يشار الى ان الكاظمي كان قد اعلن في كانون الأول ديسمبر عام 2018 عند استقباله كينتارو سونوارا المستشار الخاص لرئيس الوزراء الياباني عن مبادرة اقتصادية لخلق محفزات تنموية مبتكرة لرفع محركات الاقتصاد العراقي تضمنت انشاء صندوق مشترك بين العراق واليابان لتمويل مشاريع الخدمات والبنية التحتية والانتاجية التي تحظى بالأولوية والضرورة القصوى لتنمية الاقتصاد العراقي حيث سيمول العراق حصته في الصندوق من إيرادات مبيعات النفط العراقي المصدر الى اليابان.

نقل التكنولوجيا اليابانية

وخلال اجتماع آخر عقده وزير الخارجية الياباني مع الرئيس العراقي برهم صالح فقد تم بحث التعاون المشترك بين البلدين الذي يعود إلى عقود مضت والتأكيد على الإرادة المشتركة نحو تعزيز العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية ودور الشركات اليابانية في إعمار العراق ونقل الخبرات التكنولوجية إليه.. مشيدا بأنواع الدعم الذي قدمته اليابان للشعب العراقي كما قال بيان رئاسي اطلعت على نصه "ايلاف".
كما تناول اللقاء مناقشة عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس صالح أن هناك مسؤولية دولية وإقليمية تضامنية في حماية الأمن والاستقرار ونزع فتيل الأزمات في المنطقة وتخفيف توتراتها عبر الحوار الجدي والفاعل الذي يأخذ بالاعتبار التحديات الآنية على الساحة الإقليمية والدولية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والتعاون في مكافحة الفساد الإداري والمالي والمجالات الصحية وحماية البيئة ومواجهة أزمة التغير المناخي.


وزير الخارجية الياباني مجتمعا في بغداد السبت 21 أغسطس 2021 مع الرئيس العراقي برهم صالح (الصورة من الرئاسة)

وكان الرئيس صالح قد اجرى الاربعاء الماضي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الصيني شي جين بينغ تم خلاله التأكيد على أهمية توسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية ودور الشركات الصينية في إعمار العراق ومساهمتها في قطاعات البنى التحتية والطاقة والنفط وبما يخدم مصالح شعبيْ البلدين.
كما جرى التأكيد، أثناء الاتصال على ضرورة تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين وزيادة عدد الزمالات للطلبة العراقيين في الجامعات الصينية وتثمين دور الصين في مساعدة العراق في مواجهة وباء كورونا عبر إرسال اللقاحات والخبراء لمساعدة الكوادر الصحية العراقية.
وتناول الاتصال الهاتفي ايضا بحث تطورات الأوضاع في المنطقة حيث أكد الرئيسبرهم صالح أهمية العمل والتنسيق من أجل نزع فتيل الأزمات وتخفيف توتراتها مشيراً إلى أن أمن العراق واستقراره وسيادته مرتكزٌ لأمن واستقرار المنطقة.

مواجهة كورونا

كما بحث الوزير الياباني مع نظيره العراقي فؤاد حسين سُبُل الارتقاء بعلاقات البلدين إلى ما يُلبِّي طموحهما كما ناقشا القضايا الإقليميّة، والدوليّة ذات الاهتمام المُشترَك.
وثمن الوزير العراقي مواقف اليابان الداعمة للعراق، ولاسيّما ما قدّمته من مساعدات لدعم جُهُود مُواجَهة تفشّي جائحة فايروس كورونا المُستجِدّ.. مشيراً لأهمية مساهمة الشركات اليابانيَّة في الاستثمار، ولاسيَّما في مشاريع إعادة إعمار البنى التحتيّة، وتطوير قطاع النفط في الجنوب.
ودعا الجانب اليابانيَّ إلى زيادة حجم التبادل التجاريِّ بين البلدين، وعقد اجتماعات اللجنة العراقيَّة-اليابانيَّة المُشترَكة ، وفتح المزيد من آفاق التعاون المُشترَك، وحث الشركات اليابانيَّة على الاستثمار في العراق؛ عادّاً أنَّ السوق العراقـيَّة سوق خصبة، والمُنتـَج اليابانيَّ يحظى باحترام المُواطِن العراقيّ.
واضاف "ندعم العلاقات مع اليابان لثقلها الاقتصادي ودورها في تحقيق الاستقرار، وعلاقاتها مع دول المنطقة، وهدفنا أنّ نوسع ونطور هذه العلاقات بين البلدين لما لها من أثر على تفعيل المصالح المُشترَكة.

واكد على ضرورة تسهيل منح تأشيرات الدخول (الفيزا) للعراقـيِّين الراغبين في زيارة اليابان؛ لما لها من أثر على تفعيل المصالح المُشترَكة.
ونوه الوزير العراقي الى رؤية بلاده لأقليم أكثر استقراراً، مُنوهاً إلى توجهات السياسة الخارجيَّة العراقيَّة القائمة على اتخاذ المُبادرة والتفاعل والتعاون سبيلاً لتحقيق المصالح المشتركة، وتعزيز الحوار مع دول الجوار الجغرافي.

وقال ان العراق يدعم لغة الحوار والتفاوض لإيجاد حلول بناءة ومستدامة ترضي جميع الأطراف، وأنّ العراق يبذل جُهُود كبيرة لعقد مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، نهاية الشهر الجاري لدعم العراق ولتسوية النزاعات، وتجنب انعكاساتها على الأمن في العراق والمنطقة .
من جانبه شدد توشيميتسو موتيغي وزير الخارجيَّة اليابانيَّ على ان بلاده تولي أهمية كبيرة لتحقيق الاستقرار في العراق، مُؤكـِّداً استمرار بلاده في تقديم المُساعَدات اللازمة لإجراء الانتخابات.


وزيرا خارجية العراق واليابان خلال مباحثاتهما في بغداد السبت 21 اغسطس 2021 (الصورة من الخارجية العراقية)

واشار إلى أنّ السلام والازدهار في العراق ضروري للاستقرار في المنطقة، وأنّ العراق لعب تاريخياً هذا الدور، وعقد الاجتماع الإقليمي في بغداد يعد تثميناً لهذه الجُهُود في المنطقة.
وأبدى استعداد بلاده لتعزيز التعاون في المجالات كافة، ومنها تقديم 50 مليون دولار لدعم العراق في مُواجهة فايروس كورونا، والمساهمة في توفير الخدمات الاساسية إلى المواطنين من ماء وكهرباء، تقديم قروض بقيمة 300 مليون دولار لتهيئة مصفاة البصرة وتوفير فرص العمل.
وعبر عن القلق من وجود جماعات إرهابيّة ونطلب من العراق ببذل المزيد من الجُهُود لمُحاربة خلايا داعش.

يشار الى ان اليابان كانت قدمت حزمة مساعدات للعراق بعد عام 2003 قيمتها 5 مليارات دولار وقرضا قيمته 6 مليارات دولارات لتنفيذ 25 مشروعا كما الغت عام 2008 ديونها العراق البالغة 6. 7 مليار دولار.
كما قدمت اليابان للعراق منحة انسانية قيمتها 361 مليون دولار ومنحة لدعم اللاجئين السوريين في شمال العراق قيمتها 34 دولار ومبلغ 19 مليون دولار لدعم عمليات اعادة الاستقرار.