إيلاف من لندن: وقع العراق الاحد مع شركة توتال الفرنسية الفرنسية اكبر ثلاثة عقود من نوعها مع دولة غربية هي بين وزارة النفط العراقية والشركة والعقد الرابع مشروع الطاقة الشمسية بين وزارة الكهرباء والشركة حيث تبلغ قيمة هذه العقود27 مليار دولار.

ورعى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مراسم التوقيع، على مظلة الاتفاق لمشاريع الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب وتطوير الحقول النفطية، والمتضمن ثلاثة عقود بين وزارة النفط العراقية وشركة توتال الفرنسية والعقد الرابع مشروع الطاقة الشمسية بين وزارة الكهرباء وشركة توتال الفرنسية.
ويهدف الاتفاق إلى تحقيق الاستثمار الأمثل لثروات العراق، من الاحتياطي النفط والغازي والثروة المائية، وتأمين درجة عالية من الاستقرار للطاقة الكهربائية، فضلاً عن رفع الطاقة الإنتاجية للنفط.

ويتضمن المشروع الأول تطوير حقل أرطاوي النفطي، البالغ إنتاجه المتاح 85 ألف برميل يومياً، إلى إنتاج ذروة يصل إلى 210 آلاف برميل يومياً، وإدخال التكنولوجيا الحديثة، وتدريب الملاكات العراقية، وتوفير فرص عمل للمواطنين العراقيين.
فيما يتضمن المشروع الثاني، إنشاء مجمع غاز أرطاوي بسعة 600 مليون قدم مربع قياسي (مقمق)؛ لغرض استثمار الغاز المحروق من حقول النفط، ما يؤدي إلى تقليل استيراد الغاز من دول الجوار، وإنتاج كمية مكثفات تقدر بـ12000 برميل يومياً، وإنتاج كمية من الغاز المسال LPG تقدر بـ3000 طن يومياً للسوق المحلية، فضلاً عن إدخال التكنولوجيا الحديثة، وتدريب الملاكات العراقية، وتوفير فرص عمل للمواطنين.
أما المشروع الثالث فيتضمن تجهیز ماء البحر المشترك، وذلك باستثناء جزء من شبكة الأنابيب بطاقة 5 ملايين برميل ماء يومياً، المحطة المعالجة وبطاقة تصميمية قدرها 7.5 مليون برميل ماء يومياً، بالإضافة إلى إدخال التكنولوجيا الحديثة، وتدريب الملاكات العراقية، وتوفير فرص العمل.
ويتضمن المشروع الرابع إنشاء محطة توليد الطاقة الكهربائية تعتمد على الطاقة الشمسية، لإنتاج طاقة كهربائية بكلفة أقل من 45% من كلفة إنتاج الطاقة من المحطات الطاقة الحالية، وبقدرة إنتاج إجمالية تصل إلى 1000 میغاواط.
يشار إلى أن القيمة الإجمالية للمشاريع الأربعة تبلغ 27 مليار دولار، فيما يصل العائد الإجمالي من الأرباح خلال مدة العقد إلى 95 مليار دولار، باحتساب سعر البرميل 50 دولاراً.

أكبر استثمار لشركة غربية

وعقب التوقيع قال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إسماعيل في مؤتمر صحافي شارك فيه أيضاً المدير التنفيذي للشركة باتريك بويانيه،
أن هذا "أكبر استثمار لشركة غربية في العراق والتحدي الان هو تنفيذ المشاريع"، موضحاً أن "ثلث أموال الاستثمار ستصرف خلال السبع سنوات القادمة".
وينتج العراق حاليا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة وسطياً بـ24 ألف ميغاواط وتصل إلى 30 ألفاً في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.
وتشهد البلاد انقطاعات متكررة للكهرباء لا سيما خلال الصيف الحارق حينما تزيد درجات الحرارة عن الخمسين درجة مئوية. ويعزو المسؤولون العراقيون السبب إلى النقص في الاستثمارات وتهالك الشبكة مع انخفاض أسعار النفط الذي يمثّل 90 بالمئة من عائدات البلاد.

عودة توتال للعراق

واعتبرت مصادر صحافية ان أهمية هذا العقد الذي بدأ التفاوض عليه في آذار مارس الماضيأنه يعيد توتال بقوة الى العراق، في حين أن الشركات الأميركية والبريطانية تغادره لأسباب مرتبطة بالأمن وبالشروط التي توفرها الحكومة العراقية لهذه العقود. والأهمية الأخرى أن هذا العقد يؤدي الى استقلالية العراق عن استيراد الغاز الإيراني الذي سبق أن شهد انخفاضاً كبيراً في إمداداته ونتيجة هذا التقليص في إمدادات هذا الغاز خسر العراق جزءاً كبيراً من الطاقة الكهربائية
وكانت شركة توتال قد عينت شابة فرنسية عراقية هي دنيا شلبي لتتولى إدارة توتال في العراق وقد ساهمت مساهمة كبيرة في العمل من أجل هذا العقد.