إيلاف من لندن: تصاعدت الأحد حملة الغضب ضد مؤتمر اربيل للتطبيع مع اسرائيل بوصف المشاركين فيه بالخونة واصدار القضاء الاعلى مذكرات باعتقالهم فيما قالت اسرائيل انها تمد يد الصداقة لهم.
واعلن المجلس الاعلى للقضاء العراقي الاحد عن صدور مذكرات اعتقال بحق المنظمين لمؤتمر التطبيع في أربيل.
وأوضح المركز الاعلامي للمجلس في بيان تابعته "ايلاف" أن محكمة تحقيق الكرخ الاولى في بغداد وبناء على معلومات مقدمة من مستشارية الامن القومي أصدرت مذكرات قبض بحق "المدعو (وسام الحردان) على اثر الدور الذي قام به في الدعوة إلى التطبيع مع (اسرائيل) والمدعو (مثال الالوسي) والموظفة في وزارة الثقافة (سحر كريم الطائي) عن الجريمة نفسها".
وشدد المجلس على انه "سيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق بقية المشاركين حال معرفة اسمائهم الكاملة".

دعوات لتجريم المشاركين
وشدد البرلمان العراقي على ضرورة اتخاذ اجراءات قانونية صارمة ضد المشاركين في المؤتمر.
وقال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في تغريدة ان "للعراق موقف تاريخي ثابت من القضية الفلسطينية، وان موقفنا الرافض لما يسمى التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يتغير باجتماع ثلة من الافاقين والمأجورين الذين حاولوا عبثا تشويه موقف العراق الحازم والحاسم والمشرف من القضية الفلسطينية".
وطالب بااتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة "لإخراس هذه الأصوات النشاز ومحاسبة كل من تسول له نفسه المساس بثوابتنا الوطنية وقضايا الأمة العادلة".
ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية الى اتخاذ موقف بشأن اجتماع "السلام والاسترداد" في أربيل واعتقال وتجريم جميع المشاركين فيه.
وقال الصدر في تغريدة له "على أربيل منع مثل هذه الاجتماعات الإرهابية الصهيونية وإلا فعلى الحكومة العراقية تجريم واعتقال كل المجتمعين".. وهدد قائلا انه بعكس ذلك "سيقع على عاتقنا ما يجب فعله شرعياً وعقلياً ووطنياً ولن نخاف في الله لومة لائم".

الثقافة تحقق مع موظفتها
كما أعلنت وزارة الثقافة العراقية إحالتها موظفة تابعة لها إلى التحقيق بسبب تلاوتها البيان الختاكمي للمؤتمر.
وقالت الوزارة في بيان إنها "قررت تشكيل لجنة تحقيقية بشأن مشاركة سحر كريم الطائي الموظفة في الهيئة العامة للآثار والتراث بعنوان باحث أقدم في المؤتمر التطبيعي مع اسرائيل.
وأكدت الوزارة "عدم علمها بتصرف الموظفة التي قدمتها وسائل إعلام عالمية ومحلية على أنها تعمل بصفة مدير عام في الوزارة وهو أمر مجافٍ للحقيقة".. مشيرة إلى أن "الموظفة ستحال إلى التحقيق وفقاً للقوانين والتعليمات النافذة". وشدد وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم على رفضَ وزارتهِ التطبيعَ مع إسرائيل".
وكانت شخصيات عدة بينهم شيوخ عشائريين وناشطين مؤتمراً في أربيل الجمعة بعنوان "مؤتمر السلام والاسترداد" اطلقت خلاله دعوات للتطبيع مع إسرائيل فيما رفضت الرئاسات العراقية وقوى سياسية واجتماعية هذه الدعوة ودانتها مؤكدة "موقف العراق الثابت إزاء شرعية القضية الفلسطينية".

دعوى قضائية ضد المشاركين
كما رفع تحالف الفتح بزعامة هادي العامري دعوى قضائية ضد المشاركين في المؤتمر .
وقال القيادي في الفتح حسن سالم في بيان "ان الشخصيات التي عقدت مؤتمر التطبيع في أربيل تحاول إرضاء الكيان الصهيوني على حساب قضية الشعب الفلسطيني.
وهاجم خروج بعض الشخصيات بين الحين والاخر لرفع شعار التطبيع مع الكيان الغاصب .. مبينا ان تلك الشخصيات لاقيمة لها على ارض الواقع لتترك اثراً عبر اقامة مؤتمر القمة والنذالة في اربيل. حسب وصفه.
واعتبر سالم ما اسماها ذرائع حكومة اقليم كردستان بعدم علمها بمؤتمر التطبيع عبارة عن مغالطات وتبريرات واهية للتغطية على اهدافه.

شخصية مشاركة تتبرأ وتعتذر
وفي اول رد فعل لاحد المشاركين في المؤتمر قال الشيخ وسام الحردان انه قرأ البيان الختامي للمؤتمر "الذي كتب دون معرفتي بمضمونه فتفاجات بزج الكيان الصهيوني وعملية التطبيع التي تضمنها".

وأوضح في بيان اليوم "كل التصور الذي احمله عن هذا المؤتمر وكما أُخبِرت من القائمين عليه انه دعوة الى المحبة والتسامح بين ابناء الشعب العراقي بعد الانتصارات التي تحققت على الارهاب الداعشي وبعد عودة الاستقرار الى المدن المحررة من الارهاب ببركة دماء ابناء الشعب العراقي بكل مكوناتهم ، وبخاصة ونحن على اعتاب استحقاق انتخابي يتطلب التكاتف وتضافر الجهود للانتقال الى مرحلة جديدة".
واضاف "لهذا فاني في الوقت الذي استنكر مضمون البيان الختامي وما ورد فيه جملة وتفصيلا واتبرأ امام شعبي وابناء محافظتي العزيزة وابناء عشيرتي من ذلك البيان وما ورد فيه فاني اعتذر لكم يا ابناء شعبي العزيز ولكم ايضا يا ابناء الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب الاسلامية والعربية بسبب هذا البيان وحضوري المؤتمر".

.. وتواصل الرفض
وتصاعدت الاحد الحملة المناهضة للمؤتمر حيث رفضت "الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي" انعقاد مؤتمر التطبيع كممثل للمكون السني.
واكدت الحملة في بيان وقعه امينها العام نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي رفض المؤتمر ومخرجاته "جملة وتفصيلاً انطلاقاً من الموقف المبدئي الحازم والمعروف لهذا المكون بل لعموم الشعب العراقي من هذه المسالة المصيرية".
وقالت ان عددا من الشخصيات العشائرية اجتمعت في اربيل الجمعة مدعية أنها تمثل ست محافظات عراقية او بتعبير أدق فهي قدمت نفسها كممثلة للمكون "العربي السني" ورفعت شعار التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو مانرفضه جملة وتفصيلاً انطلاقاً من الموقف المبدئي الحازم والمعروف لهذا المكون بل لعموم الشعب العراقي من هذه المسالة المصيرية ، مؤكدين على الموقف المنصف والمسؤول في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين الثابتة وغير القابلة للتفاوض وفي المقدمة حقهم في اقامة دولتهم وعاصمتها الابدية القدس الشريف .
واشارت الى الاسباب والدوافع التي وفرت الارضية المناسبة والمبررة لاطلاق مثل هذه التظاهرات المستهجنة .. موضحة انه ما كان يجرأ ضعاف النفوس والباحثين عن مكانة التمرغ في اوحال الهزيمة وادران الخيانة متجاهلين تطلعات أمة عريقة تحاول ان ترد الظلم الذي لحق بها وتستعيد مكانتها المرموقة بين الامم ، إلا تعللهم بشراسة المشروع الطائفي المقابل وهم يعلمون ان كلا المشروعين وجهان لعملة واحدة شأنهم في ذلك شأن المستجير من الرمضاء بالنار وهنا علينا ان نتذكر و لاننسى الاطراف التي قتلت التعايش ومهدت بافعالها لمثل هذه الحماقات ودفعت ضعاف النفوس للارتماء بأحضان الشيطان".
ومن جهتهم اعتبر طلبة الحوزة العلمية في النجف ان المشاركين في المؤتمر لا يمثلون سوى أنفسهم يدعون به الى التطبيع والالتحاق باتفاقيات الخزي والعار مع الكيان الصهيوني.
وطالبوا في بيان "كل الجهات المختصة من أخذ مواقف ضد هذا التجمع المشين وإذا لم تستطع الحكومة منع مثل هذه التجمعات المخالفة للقيم الإنسانية فإن الحوزة العلمية في النجف الأشرف سوف تتصدى بكل ما تستطيع ضد هذه الفعاليات الباطلة".
كما اكد 51 شاعرا وكاتبا وصحافيا عراقيا رفضهم كل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني
ودانوا في بيانهم "كل الشخصيات العشائرية التي عقدت اجتماعها في اربيل ومن معها من المطبعين منوهين الى "أن أية اتفاقية أو إعلان من هذه الزمرة الضالة تمثل خيانة للوطن و للأمة وجريمة نكراء وعار على جباه الموقعين عليها والداعين للتطبيع مع الكيان الصهيوني المسخ"
واضافوا "واجبنا ترسيخ القيم العليا التي نشأت عليها أجيالنا وسنبقى نحمل القضية الفلسطينية أمانة في أعناقنا لتبقى حية في نفوس ألعراقيين والعرب أجمعين ،ليس وفاءً لقضية فلسطين فحسب بل لأننا نؤمن بأنها قضيتنا المركزية وأنها قضية وطن سليب، من قبل عدو غاشم أستباح الأرض المقدسة".

إسرائيل تمد يد "السلام"
وعلى الجانب الاخر فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن شخصيات من السنة والشيعة اجتمعوا لصنع السلام معنا".. مضيفا "نمد يد السلام لكم".
وقال بينيت في تغريدة له إن "مئات من الشخصيات العراقية من السنة والشيعة، اجتمعت أمس من أجل الدعوة لصنع السلام مع إسرائيل".
واعتبر أن هذه الدعوة "أتت من الشعب وليس من الحكومة".. مشيرا الى أن "ما يحظى بأهمية خاصة هو الاعتراف بالظلم التاريخي الذي تعرض له يهود العراق" على حد قوله.
واضاف إن "هذه دعوة تأتي من أسفل وليس من أعلى من الشعب وليس من الحكومة والاعتراف بالظلم التاريخي الذي تعرض له يهود العراق خاصة أمر مهم".

البيان الختامي
وطالب المؤتمر في بيانه الختامي الذي قراته موظفة وزارة الثقافة العراقية سحر الطائي "بالانظمام إلى اتفاقيات ابراهيم (أبراهام) وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل فنحن أيضا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار".
وكانت "اتفاقات أبراهام" وقعن برعاية واشنطن في أيلول سبتمبر 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين ومن ثم مع المغرب والسودان.
وفي البيان دعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر رعته منظمة أميركية في إقليم كردستان ما أثار السبت إدانات رسمية وحزبية.