ايلاف من لندن: أعلنت الكويت الثلاثاء عن أول موقف رسمي من اتجاه العراق لبناء مفاعل نووي قرب حدودها موضحة انها تتابع وتقيّم جميع الظروف الحالية والمستقبلية المؤثرة في البيئة المحيطة بها استراتيجياً وعسكريا لاتخاذ احترازات تتعامل مع أي طارئ.

وقال وزير الدفاع الكويتي حمد جابر العلي ان بلاده تقيم الموقف من توجه العراق لبناء مفاعل نووي جديد للأغراض السلمية قرب حدودها وستتخذ ما يلزم من إجراءات.

وجاء كلام الوزير الكويتي ردا على سؤال وجهه له النائب في مجلس الأمة مهلهل المضف اليه حول "تصريح الهيئة العراقية للسيطرة على المواد المشعة بأنها تدرس 20 موقعاً لبناء مفاعل نووي عراقي لأغراض سلمية بعضها قريب جداً من حدود دولة الكويت".

واكد وزير الدفاع الكويتي ردا على ذلك كما نقلت عنه صحيفة "القبس" الكويتية على موقعها الالكتروني قوله أن وزارته تتابع وتقيّم "جميع الظروف والتطورات الحالية والمستقبلية المؤثرة في البيئة الإقليمية المحيطة بدولة الكويت ومنطقة الخليج استراتيجياً وعسكرياً وبناءً على المتابعة والتقييم من الجهات ذات الإختصاص في وزارة الدفاع توضع الخطط وتتخذ الإحترازات اللازمة للتعامل مع أي طارئ أو مستجد مستقبلي يؤثر على الأمن الوطني لدولة الكويت".

واشار الى "إن التعامل مع أي حدث تسرب إشعاعي يتطلب جهداً وطنياً من عدة جهات علمية وفنية ووطنية، بالإضافة إلى الجهات العسكرية المختصة بالتعامل مع الآثار الإشعاعية من خلال المراقبة والكشف والإزالة والتطهير سواء للمواد المشعة من قبل الجهة المختصة في وزارة الدفاع مع الجهات المختصة الاخرى وهي وزارة الداخلية والحرس الوطني والهيئة العامة للبيئة.

وفي تأكيد على التزام بلاده بالقوانين الدولية في التعامل مع رغبة العراق قال وزير الدفاع "إن الكثير من الإجراءات العسكرية الدفاعية تخضع للقوانين الدولية سواء ما كان على البر أو البحر ووزارة الدفاع ممثلة بالجيش الكويتي بكافة صفوفه وتشكيلاته ملتزم التزام تام وبكامل قدراته للدفاع عن أمن البلاد وحدودها البرية والبحرية وأجوائها ضد أي تهديد مع الالتزام الكامل بالقواعد والقوانين الدولية والأممية ودستور البلاد".

تفاهمات واختبار

يشار إلى أن رئيس الهيئة العراقية للسيطرة على المواد المشعة كمال حسين لطيف كان قد أعلن في مايو أيار الماضي عن تفاهمات مع ثلاث دول لبناء مفاعلات نووية في العراق هي فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وذلك وفقا لإرشادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف إنه تم الاتفاق على تحرير مذكرة تفاهم تضمنت العديد من البنود التي ستسهم في الإسراع ببناء المفاعلات".. مشيرا الى إن "هناك لقاءً أخر مع مسؤولين في السفارة الفرنسية للحديث عن احتياجات العراق للمفاعلات الكهرونووية".

واوضح رئيس الهيئة العراقية للسيطرة على المواد المشعة كمال حسين لطيف ان الهيئة باشرت بدراسة 20 موقعاً تم تحديدها لإقامة مفاعل نووي في البلاد ثم المباشرة باســــتخدام طرق الاسقاطات العلمية المعتمدة عالميــــا لاختزالها إلى 5 مواقــــع بعد ذلك يتم تحديــــد اثنــــين منهمـا فقط احدهما اصيلا والآخر بديلا .

وعن الطبيعة الزلزالية للمنطقة التي سيقام عليها المفاعل النووي والهــــزات الارضية اوضح المسؤول العراقي انه يجب ان تكون الارض خاليــــة من الصفائــــح التكتونية ولم تســــجل اي هزة ارضية اكثــــر من 2 ريختر خلال الـ 50 سنة الماضية كما يجب ان تكون ارضا منبسطة بتربة ثابتة غير منجرفة مع الســيول ولا يوجد ارتفاع او جبل او هضبة كبيــــرة او واد لمسـافة 20 كيلــــو مترا عن الموقع لان الارتفاعات مع الامطار قد تسبب انجراف سـيول عارمة من المياه على الموقع كما يفضل ان لا يزيد ارتفاع الموقع عن 350 مترا فوق مستوى سـطح البحر لحسابات غليان وتبخر مياه المفاعل.

اسرائيل دمرت مفاعل العراق النووي الاول

يشار الى ان العراق كان قد اتفق مع فرنسا في مارس 1975 على بنائها مفاعلين نوويين في بغداد وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شيراك الى العراق حيث دعا نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين لزيارة فرنسا من اجل اتمام الاتفاق والذي جرى في ايلول سبتمبر من العام نفسه بعد ان زار صدام رفقة شيراك المفاعلين النوويين الفرنسيين في مدينة ساكليه الفرنسية ولتكتمل الصفقة.

وتم توقيع عقد بناء مفاعلي "تموز 1" و "تموز 2" النوويين العراقيين مع هيئة الطاقة الذرية والبديلة الفرنسية في مركزها بمدينة ساكليه في 17 نوفمبر 1975 وبعدها بيوم وقع العراق ملحقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الاستخدام السلمي للمفاعلين.

وفي عام 1976 إشترى العراق مفاعل نووي فرنسي من طراز "Osiris" وكان معدا لأغراض نووية بحثية سلمية وقام الخبراء العراقيون والفرنسيون بإدامته ولكن إسرائيل شكت بدوافع العراق وقالت إنه يستخدم لصناعة أسلحة نووية فقامت في 7 يونيو 1981 بهجوم مفاجئ بسرب طائرات إف-16 وبمرافقة طائرات إف-15 ودمرت المفاعلين الواقعين على بعد 17 كيلومترا جنوب شرق بغداد.