إيلاف من لندن: دفع الكشف عن فضيحة تعذيب جديدة لمواطن عراقي إلى اطلاق دعوات الخميس لاعادة محاكمة آلاف السجناء المدانين بتهم كيدية بينها ترهبية.
وكشف موقع "تشرين" لمتظاهري الاحتجاجات على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك في تدوينة تابعتها "ايلاف" ان استخبارات الشرطة الاتحادية في مدينة كركوك الشمالية قامت "بتعذيب المعتقل (حسن محمد أسود) بالصعق الكهربائي مما أدى إلى قطع اصبعه وتلف في يديه".
واشار الى ان شرطة وزارة الداخلية اعتقلت الشاب حسن بوشاية المخبر السري وهو يعمل حارس ليلي في الحي الصناعي بمحافظة كركوك وتم تهديده بالقتل اذا نشر حالة التعذيب التي تعرض لها".
ومن جهته أكد مركز توثيق جائم الحرب في العراق في بيان تابعته "ايلاف" انه تم " #توثيق تعذيب المعتقل (حسن محمد أسود) من قبل استخبارات الشرطة الاتحادية بالصعق الكهربائي مما أدى إلى تلف يديه، وحسن يعمل حارس ليلي في الحي الصناعي في مدينة كركوك، اعتقل بوشاية المخبر السري، وتم تهديده اذا نشر عملية التعذيب بالقتل والتعرض إلى ذوية بالحبس والتعذيب. ويتخوف المركز على مصير المعتقل وأهله".

دعوة لاعادة محاكمة "المظلومين"

كما دعا النائب محمد الكربولي الى اعادة محاكمة ما اسماهم بالمظلومين الذين صدرت ضدهم احكام بالاعدام بتهمة الارهاب ومعظمهم مما كانوا ضحايا وشاية المخبر السري.
وكتب الكربولي على موقعه في تويتر قائلا "تخيل ايها المسؤول الكبير، لو جعلتك الظروف معتقلاً في أحد مراكز التحقيق، فلسوف تعترف تحت التعذيب انك قاتل هابيل الحقيقي بدلاً من قابيل… جرائم التحقيق تهز اركان الدولة. #أعيدوا_محاكمة_المظلومين".
وكانت وزارة العدل العراقية قد كشفت في بيان لها في السادس من الشهر الحالي عن ان عدد من وصفتهم بالارهابيين عدد الإرهابيين المحكومين يبلغ 50 ألف سجين تقريباً ونصفهم محكومون بالإعدام . لكن منظمات حقوقية تؤكد ان الكثير من هؤلاء صدرت ضدهم احكام نتيجة وشايات المخبر السري لاهداف سياسية او شخصية او طائفية داعية الى ضرورة اعادة محاكمتهم.

والد الضحية يكشف

ومن جهته اكد والد الضحية حسن محمد اسود ان ابنه البالغ 28 عاما اعتقل في حزيران يونيو الماضي من قبل قوة تابعة لاستخبارات الشرطة الاتحادية وبعد أيام نقله إلى مستشفى آزادي وسط مدينة كركوك وهو بحالة حرجة .
وأضاف أسود في مقابلة مع تلفزيون "دجلة" العراقي ان نجله تعرض للتعذيب داخل السجن ما ادى إلى قطع أصابع يده اليسرى بينما اليد اليمنى قطع منها أصبع واحد .


والد ضحية التعذيب يتحدث الى قناة دجلة العراقية (صورة من القناة)


كما قال في تصريح لوكالة "ناس" العراقية ان قاضي التحقيق حضر الى المستشفى وعاين نجله الموجود فيها تحت حراسة أمنية، بغية فتح تحقيق في حادثة التعذيب لكن لغاية الآن لم يحصل شيء .. مؤكدا بالقول "هناك محاولات لإجبارنا على السكوت مقابل ترضية مالية من قبل الضباط والمسؤولين عن الجريمة حتى نسكت".
وافصح عن اسماء المتورطين بتعذيب نجله متهما كلا من المقدم خليل والملازم أول محمد واثنين برتبة مفوض فيما لم تعرف التهمة الموجهة ضده والتي اعتقل على اثرها.
وناشد والد الشاب المعتقل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لانصاف نجله ومتابعة المسؤولين الذين قاموا بتعذيب نجله واحداث اضرار صحية خطيرة به.

المعتقل حارس في شركة أمنية

وأوضح والد الضحية ان نجله يعمل لحساب شركة أمنية لحراسة الحي الصناعي ليلاً وقد اعتقل في حزيران بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش.
واوضح أنّ "جذور التهمة تعود إلى عام 2016 حين كان ابنه يقطن قضاء الحويجة في محافظة كركوك خلال سيطرة تنظيم داعش على القضاء إذ نجح حينها بمغادرة مناطق سيطرة التنظيم نحو تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد لكنه اعتقل من قبل الأمن الكردي ثم أطلق سراحه بقرار قضائي لعدم ثبوت ارتباطه بالتنظيم.
ويواصل والد الشاب قائلا أنّ ابنه "نجح في الحصول على وظيفة أمنية بعد تدقيق مشدد، قبل أنّ يعتقل مجدداً من قبل الشرطة الاتحادية ويحتجز لنحو 3 أشهر في الوحدة التحقيقية الخاصة باستخبارات الشرطة الاتحادية الواقعة قرب مقر الفرقة الخامسة في كركوك".
ويروي الأب الذي يواجه ابنه خطر فقدان كلتا يديه أنّ "الأطباء اضطروا إلى قطع 4 أصابع من يده اليسرى ورفع عظام بعض أصابع اليمنى في محاولة لإنقاذها".

المعتقل بحالة حرجة

ويتلقى الشاب أسود حاليا العلاج حالياً في مستشفى "آزادي" بمدينة كركوك بعدما جرى نقله إلىها وهو بحالة حرجة بسبب التعذيب الذي تعرّض له داخل السجن.
ويأتي الكشف عن فضيحة التعذيب هذه بعد أسبوع من إثارة قضية ما عرفت فضيحة "المتهم البرئ" الذي تم تعذيبه وارغامه على "الاعتر اف" بقتل زوجتهه لتظهر بعد ذلك حية ترزق. وقد امر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اثر ذلك باحالة جميع المسؤولين عن تعذيب المواطن إلى التحقيق وايقافهم عن عملهم.
واقر الكاظمي الاثنين الماضي بصعوبة مواجهة انتهاكات حقوق الانسان في العراق مشيراً الى انها لا تتم بالنيات الحسنة وحدها مشددا على أهمية الاعتراف بشجاعة بالأخطاء ومعالجة تداعياتها ومحاسبة مرتكبيها.
وشدد على "إن منهج التغيير الحقيقي يجب أن يبدأ من فلسفة التعاطي مع الناس في كل مؤسسات الدولة، وخصوصا الأمنية والعسكرية وإعادة تأهيل بعض المحققين".