ايلاف من لندن : حذر الرئيس العراقي برهم صالح الاثنين من تحول الاعتراضات على نتائج الانتخابات الى ممارسات تتعرض للامن العام والممتلكات العامة وسلامة البلد.. فيما تعهدت الكتلة الصدرية الفائزة بانجاح مشروع الاصلاح حمواية استقلال العراق وسيادته وتوفير الامن للبلاد.

وقال الرئيس صالح في تهنئة الى العراقيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف "إن مولد النبي المُصطفى مناسبة عظيمة لاستلهام القيم النبيلة والدروس والعبر من عطاء وسيرة الرسول في الانتصار للسلام والمحبة والتآخي بين البشر، وما أحْوجنَا اليوم للاقتداء بالسيرة العظيمة للنبي الأمين وأن نتمثل بأخلاق العدلِ والإنصاف والقيم الإنسانية السمحاء لديننا الحنيف. وَلتَكن لنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد أسّسَ النّبي الأكرم دولةً واستطاع بصدق عزيمته دحض الظلم والجور والفساد وإظهار الحق وإقامة العدل، وخلق مثالاً في سمو الأخلاق وقوة الإرادة".
واضاف "َحتفلُ بالذكرى العطرة للمولد النبوي، بينما يواجه بلدنا العزيز تحديات جسيمة واستحقاقات وطنية كبرى، وفي هذا الظّرف الدقيق نجد الحاجة ماسّة لتوحيد الصف الوطني وتغليب لغة الحوار وتقديم مصالح البلد العليا، والانطلاق نحو تلبية استحقاقات بلدنا وتطلعات شعبنا في الحياة الحرة الكريمة".

لا للتعرض للامن والممتلكات العامة
وشدد الرئيس صالح على "إن احترام إرادة الشعب والعملية الدستورية والمسار السلمي في البلد هو واجب وطني، وأن الاعتراضات على نتائج الانتخابات حق مكفول يُؤكده الدستور واللوائح والقوانين الانتخابية، والتعامل معها يكون في السياق القانوني والسلمي من دون التعرّض إلى الأمن العام والممتلكات العامة وسلامة البلد" كما قال في بيان رئاسي تابعته "ايلاف".
وأعتبر الرئيس صالح ان "احترام الدولة ومؤسساتها والحفاظ على المسار الديمقراطي السلمي في البلد هو أمانة التضحيات التي بذلها شعبنا على مدى عقود من الاستبداد والاضطهاد والعنف، وأمانة التضحيات الجسام التي بذلتها قواتنا الأمنية البطلة، من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمرگة، وقدمت الغالي والنفيس لصدّ الإرهاب والحفاظ على الخيار الديمقراطي الدستوري السلمي خياراً لشعبنا وهذا يستدعي تكاتف الجميع للعمل بصفّ واحد من أجل بلدنا وتقدمه ورفعته".
وتأتي دعوة الرئيس صالح هذه نبذ العنف للتغبير عن رفض نتائج الانتخابات في وقت تستعد في القوى والمليشيات العراقية الموالية لايران التي خسرت الانتخابات الى الدفاع بأنصارها الى الشوارع اليوم الاثنين للاحتجاج متهمين قوى خارجية بسرقة اصواتهم بحسب قولهم. وكان رئيس الئتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي قد وجه نداء الى المواطنين امس قائلا " "اخاطبكم في لحظة حرجة خطيرة من مسارات العملية السياسين وارجو أن تكون اعتراضاتكم على نتائج الانتخابات بوقفة احتجاجية سلمية تحافظ على الأمن والنظام، ولا يستثمرها مثيرو الشغب؛ لأن هذا يتنافى مع دعواتنا وجهودنا لفرض الأمن والاستقرار".
ومن جانبه حسم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في كلمة مساء امس خلال الاحتفال بعيد المولد النبوي في منطقة الاعظمية ببغداد الجدل المحتدم في بلاده عن نتائج الانتخابات معتبرا ان الناس قد اختارت خلالها من يمثلها داعيا النواب الجدد الى العدل والصدق والامانة ورعاية الناس.

الكتلة الصدرية الفائزة تتعهد بانجاح المشروع الاصلاحي
وبالترافق مع ذلك فقد ناقشت الكتلة النيابية الصدرية الفائزة في الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي تطورات العملية السياسية في البلاد متعهدة بحماية استقلال العراق وسيادته وتوفير الامن والسلام للبلاد.
وأعتبر رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري نصار الربيعي اثر اجتماع اللجنة في بغداد ان امام الكتلة النيابية الصدرية مهام جسيمة في المرحلة المقبلة. وقال أنّ "الكتلة الصدرية النيابية عاهدت الشعب العراقي ومقتدى الصدر أن يكونوا عند حسن الظن بهم وأن يكون عملهم داخل قبة البرلمان لائقاً بالعنوان الذي يحملونه".
وفي ختام الاجتماع القى المتحدث الرسمي بأسم الكتلة حيدر الحداد بيانا حول الاجتماع تابعته "ايلاف" قال فيه انه بعد ان اعلنت المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية للاقتراع العام "فاننا في الكتلة الصدرية نعلن قبولنا بها بروح المسؤولية".. مضيفا "وباعتبارنا الكتلة الاكبر الفائزة بحسب قانون المفوضية فاننا نوضح ان هذه الفوز الكبير جاء ياشراف القائد مقتى الصدر وتوجيهاته وجهود الجماهير العراقية عموما وأبناء التيار الصدري خصوصا والتي توجت النصر للكتلة الصدرية".
واضاف المتحدث الصدري انه لذلك "فاننا نعلن اننا لن ندخر جهدا من اجل انجاح المشروع الاصلاحي وسنعمل بكل جهد على رعلية حقوق الشعب العراقي والدفاع عن مصالحه العليا". وتعهد بان يكون التيار الصدري عونا لكل العراقيين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم انطلاقا من ايماننا المطلق بضرورة الحفاظ على وحدة الشعب وتماسكه ودعم مواقفه الوطنية والواعية كما سنتخذ جميع الخطوات وبالطرق القانونية والدستورية والسياسية لحماية استقلال العراق وسيادته وكرامة شعبه لكي يعم الامن والسلام والامان على ربوع العراق الحبيب".

تشديد الامن واغلاق المنطقة الخضراء
وبالتزامن مع استعداد القوى العراقية الموالية لايران التي خسرت الانتخابات للدفع بانصارها الى الشوارع اليوم للاحتجاج على نتائج الانتخابات فقد تم تكثيف الاجراءات الامنية في العاصمة واغلاق المنطقة الخضراء وسطها امام مرور العجلات والاشخاص.
وقال مصدر أمني إن "القوات الامنية اغلقت المنطقة الخضراء ولم تسمح بالدخول الا لمن يحمل فقط باج دخول المنطقة حصراً".. منوها الى ان قوات حفظ القانون والفرقة الخاصة كثفت انتشارها ضمن مقتربات المنطقة الخضراء".
وأضاف أن هذه الاجراءات تأتي بالتزامن مع اقتراب موعد التظاهرة المركزية لانصار تحالف الفتح المقرب من المليشيات في ساحة الطابقين في منطقة الجادرية لاعلان رفض نتائج الانتخابات واتهام مفوضيته بالتآمر والانحياز لعض القوى على حساب الاخرى.
وكانت بغداد وبعض المحافظات الجنوبية قد شهدت تظاهرات احتجاج امس ضد النتائج لكنها كانت ضعيفة وشهدت قطع شوارع واحراق اطارات السيارات ما اضطر تحالف الفتح الى العمل على تحشيد انصاره للخروج باحتجاج مركزي في العاصمة.
وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد اعلنت السبت الماضي عن النتائج شبه النهائية للانتخابات حيث حصلت الكتلة الصدرية (شيعية) على 73 مقعدا برلمانيا وجاء بعده المستقلون الذين حصلوا على 39 مقعدا ثم تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان الاخير محمد الحلبوسي (سني) بحصوله على 37 مقعدا وبعده ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي (شيعي) على 34 مقعدا ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني (كردي) بنيله 32 مقعدا.
اما تحالف الفتح الشيعي برئاسة زعيم منظمة بدر المقربة من المليشيات الموالية لايران هادي العامري فلم يحصل الا على 17 مقعدا في هزيمة تشكل صفعة وجهها العراقيون لانصار طهران بعد ان كان يحوز على 37 في برلمان انتخابات عام 2018 ما فجر غضبهم ورفضهم للنتائج مهددين باستخدام السلاح.