ايلاف من لندن : أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين عن اعتقال المسؤول عن تفجير بوسط بغداد عام 2016 اوقع 860 قتيلا وجريحا، حيث القي القبض عليه بعد ملاحقة استخبارية معقّدة خارج العراق، وتم نقله الى البلاد.

قال الكاظمي في تغريدة على حسابه في "تويتر" تابعتها "ايلاف" انه "بعد أكثر من خمس سنوات على جريمة تفجير الكرادة التي أدمت قلوب العراقيين، نجحت قواتنا البطلة، بعد ملاحقة مخابراتية معقّدة خارج العراق، في اعتقال الإرهابي غزوان الزوبعي، الملقب بـ (أبو عبيدة بغداد)، المسؤول عن هذه الجريمة وجرائم أخرى".

الارهابي الزوبعي في قبضة القوات العراقية الاثنين

تفاصيل عملية اعتقال الزوبعي

ومن جهته أوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول تفاصيل عملية اعتقال الزوبعي قائلا في بيان على "تويتر" مصحوبا بصور القاتل وعملية نقله بالطائرة الى بغداد انه "باشراف ومتابعة القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي تمكن الأبطال في جهاز المخابرات الوطني وبعملية بطولية استخبارية معقدة من القاء القبض على المتهم (غزوان الزوبعي) الملقب بـ (ابو عبيدة بغداد) في احدى الدول وهو من أبرز المطلوبين للقضاء العراقي حيث نفذ هذا الارهابي العديد من العمليات الاجرامية ضد ابناء الشعب العراقي والقوات الامنية العراقية".

وأشار الى أن "ابرز تلك العمليات هي تفجير عجلة مفخخة في منطقة الكرادة (مجمع الليث) بتاريخ 2017/7/3 من خلال انتحاري حيث كان متواجدا مع الانتحاري في المضافة نفسها قبل توجهه الى بغداد ونقله مع عجلته الى منطقة العظيم وبعدها توجه بها الانتحاري الى بغداد ونفذ عمليته".

وبين ان "الارهابي اقدم على تنفيذ تفجير مزدوج في محافظة بغداد في مول النخيل بتاريخ 2016/9/9 من خلال انتحاري يرتدي حزام ناسف وتلتها تفجير عجلة مفخخة نوع هونداي باص تحتوي على انتخاري اخر، اضافة الى تفجير عجلة مفخخة في بغداد بالقرب من مرطبات الفقمة بتاريخ 2017/5/30 كان يستقل العجلة انتحاري".

وأكد اللواء رسول أن "الارهابي مسؤول عن تفجير عجلة مفخخة في منطقة الشواكة بالقرب من هيئة التقاعد العامة بتاريخ 2017/5/30 كان يستقل العجلة انتحاري، وتفجير عجلة تستهدف زوار الامام الكاظم عليه السلام اثناء مراسيم الاستشهاد في مفرق الدورة قرب السايلو 2016/5/2 كان يستقل العجلة انتحاري".

كيفية اعتقال الارهابي

كما كشف جهاز المخابرات الوطني العراقي بدوره اليوم ايضا عن تفاصيل جديدة حول الإطاحة بالزوبعي حيث اشار الى انه "بإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة تمكن الجهاز من اعتقال أحد رؤوس الإرهاب العفنة التي أوغلت بدماء العراقيين في جرائم متعددة أبرزها جريمة مجمع الليث التجاري في منطقة الكرادة بتأريخ (3 / 7 / 2016) المدعو غروان علي حسين راشد الزوبعي، والمكنى أبو عبيدة بغداد".

واضاف ان جهاز المخابرات الذي يترأسه مصطفى الكاظمي باشر منذ ذلك الوقت بجمع المعلومات وتحليلها وصولاً إلى المسؤول المباشر عنها المدعو أبو عبيدة بغداد، الذي تبين أنه يتنقل بين عدة دول، وبعملية مخابراتية معقدة تمكن أبناء القوات الأمنية الأوفياء من إلقاء القبض على المتهم خارج العراق، واقتياده إلى بغداد النصر والسلام لينال جزاءه العادل بما ارتكبت يداه، ويلتحق بقادة الإرهاب الذين تساقطوا واحداً تلو الآخر على يد القوات الأمنية البطلة".

واوضح الجهاز اته "خلال التحقيق اعترف المتهم بارتكابه سلسلة من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة العراقيين منذ انتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي من بينها عمليات إرهابية نُفّذت في مدينة الموصل التي عمل فيها تحت ما يسمى (جيش العسرة)، قبل أن ينتقل إلى بغداد؛ ليختص بالتخطيط لعدة عمليات إرهابية، وتجهيز العجلات المفخخة ونقلها من مناطق قريبة من جبل حمرين إلى بغداد".

واكد أن "المتهم أدلى باعترافات كاملة حول تجهيز ونقل الإرهابي أبو مها العراقي في عجلة نوع ستاراكس ثم تفجيرها في مجمع الليث التجاري في منطقة الكرادة بتأريخ (3 / 7 / 2016)، فضلاً عن قيامه بالتخطيط والتنفيذ لعملية تفجير قرب مول النخيل في بغداد بتأريخ (9 / 9 / 2016)، وتفجير آخر على السريع الدولي بمنطقة العدوانية، وعملية أخرى في منطقة أبو دشير في (9 / 5 / 2017)، وتفجير عجلة مفخخة أيضاً بالقرب من مثلجات الفقمة بتأريخ (30 / 5 / 2017)، وتفجير عجلة بالقرب من هيئة التقاعد العامة في اليوم نفسه، واعترف أيضاً بالتخطيط والتنفيذ لعملية استهدفت زوار الإمام الكاظم (عليه السلام) في مفرق الدورة بتأريخ (2 / 5 / 2016)".

واشار جهاز المخابرات الى أن "المتهم حاول التخفي داخل العراق قبل أن يخرج للتنقل في عدد من الدول الأخرى، لكن جهاز المخابرات استمر بملاحقته إلى حين اعتقاله، وجلبه إلى بغداد ليواجه القصاص العادل

تعريف بالارهابي

والاسم الكامل لهذا الارهابي هو غزوان علي حسين راشد الزوبعي من مواليد 1992 في بغداد واسم أمه نوال فالح وهو يكنى باسم همام سابقا وابو عبيدة لاحقا.

اما المناصب التي تولاها في تنظيم داعش والعمليات الارهابية التي قام بها فهي : في أيار مايو عام 2007 انتمى وبايع تنظيم دولة العراق الإسلامية ولاية بغداد قاطع الدورة وعمل جنديا في مفرزة للتنظيم تقوم باستهداف القوات الأمريكية المتواجدة، وعلى اثرها نهاية العام تم اعتقاله من قبل القوات الأمنية وأودع في سجن كروبر للأحداث ثم اطلق سراحه نهاية عام 2008 .

وفي بداية عام 2010 عاود العمل مع تنظيم القاعدة ضمن ولاية بغداد، قاطع الكرخ الجنوبي حيث كان آمر مفرزة تستهدف القوات الأمنية من خلال عمليات الاغتيالات والعبوات اللاصقة وعمليات استهداف وسرقة صاغة الذهب حتى تم اعتقاله مجددا منتصف عام 2011 في منطقة الدورة ببغداد من قبل مديرية مكافحة الإجرام.

وفي منتصف عام 2013 كان أحد الهاربين من سجن أبي غريب والتحق بصحراء الأنبار الغربية مع الإرهابيين الهاربين وتلقى تدريبات عسكرية وشرعية ونقل مع مجموعة إلى جبال حمرين ليعمل ضمن (ولاية تنظيم كركوك ونينوى).

قبل سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل في حزيران يونيو 2014، صدر أمر له ولمجموعته بدخولهم كعناصر أمنية داخل الموصل مع تزويدهم بالأسلحة الخفيفة وتم تبليغهم بعمليات تعرض للقوات الأمنية أثناء عملية الغزوة حيث كان متواجدا في منطقة حي الثورة.

أصيب بعد مواجهات

وأثناء المواجهات مع القوات الأمنية في 10 حزيران يونيو 2014 أصيب في قدمه وعلى إثرها بقي راقدا في الفراش ويتعالج من قبل التنظيم لمدة ستة أشهر تشافى والتحق بولاية نينوى تحت مسمى (جيش العسرة) بقي فيه إلى بداية عام 2016 ونقل إلى ولاية بغداد وكان مقره في محافظة كركوك منطقة الحويجة في مضافة تفخيخ ولاية بغداد.

وقد كلف بالعمل بصفة أمني ضمن ولاية بغداد وكان مرتبطا ارتباطا مباشرا بالأمير الأمني العام للولاية حيث كان يقوم بتجهيز ونقل العجلات المفخخة والعناصر الإرهابية والأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة من الحويجة إلى بغداد مرورا بطرق نيسمية، مرورا بجبل حمرين، وصولا إلى منطقة مطيبجة ثم العظيم، وصولا إلى العاصمة بغداد.

ومن أبرز العمليات الإرهابية التي اشترك فيه تفجير عجلة مفخخة نوع ستاركس في الكرادة (مجمع الليث) بتاريخ 2017/7/3 من خلال انتحاري يدعى أبو مها العراقي، حيث كان متواجدا مع الإرهابي موضوع البحث في نفس المضافة قبل توجهه إلى بغداد ونقله مع عجلته إلى منطقة العظيم وبعدها توجه بها الانتحاري إلى بغداد ونفذ عمليته .

صورة من الرشيف للدمار الناجم عت تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد في 3 يوليو 2016 الذي أوقع 860 قتيلًا وجريحًا

مجزرة الكرادة في أواخر رمضان

ووقع تفجير الكرادة الشرقية فجر الأحد 3 يوليو 2016 في أحد الأيام الأخيرة من شهر رمضان أثناء تناول رواد سوق المنطقة وجبة السحور.

وكانت هناك سيارة ملغمة من نوع هيونداي لنقل المسافرين وعندما اقتربت من أحد الأسواق المزدحمة قام السائق بتفجيرها ما أدى إلى تدمير ثلاثة مبان واحتراق عدد كبير من السيارات والحافلات وتسبب باندلاع نيران كثيفة في محلات تجارية حوصر داخلها المتسوقون الذين كان عددهم كبيرا لكون المنطقة تشهد إقبالا مكثفا من العائلات التي تقتني مستلزمات عيد الفطر. وبسبب ذلك، كان عدد الضحايا كبيرا إذ بلغ 360 قتيلا وحوالي 500 جريحا.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عبر وكالته "أعماق" عن تبنيه "عملية استشهادية مباركة نفذها الأخ الاستشهادي أبو براء الأعظمي على تجمع للكفار الشيعة في منطقة الكرادة تمكن من إبادة العشرات منهم" على حد قوله.

وقال التنظيم ان هذا التفجير الانتحاري تم بواسطة سيارة نقل معبأة بمواد ناسفة في المنطقة تحمل 250 كيلوغراما من مواد شديدة الخطورة تسببت بنار غير اعتيادية ومات معظم الضحايا اختناقا أو أُحترقت أجسادهم تماما ولم يتم التعرف عليهم إلا بعينات الحمض النووي.