إيلاف من لندن: اعتبرت عواصم القرار العالمية ومحللون ومراقبون، الانقلاب العسكري نكسة كبيرة للسودان الذي يعاني من الانتقال إلى الديمقراطية منذ أن أنهت الاحتجاجات فترة حكم عمر البشير الطويلة.
وفي أول رد فعل غرد جوزيب بوريل ، مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن "قلقه البالغ" بشأن الوضع ، بينما قال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إن واشنطن "قلقة للغاية".
وقال فيلتمان في بيان نشر على تويتر "هذا يتعارض مع الإعلان الدستوري (الذي يحدد المرحلة الانتقالية) والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني".
ويتولى مجلس سيادي انتقالي وحكومة يضمان عسكريين ومدنيين السلطة في السودان منذ أغسطس/ آب 2019 بموجب اتفاق توصل إليه الأطراف بعد بضعة أشهر على الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل من العام نفسه وإنهاء حكمة الذي استمر 30 عاما.

اعتقالات

واعتقلت القوات العسكرية رئيس الوزراء السوداني المؤقت عبدالله حمدوك وما لا يقل عن خمسة من كبار المسؤولين الحكوميين.
ووصف تجمع المهنيين السودانيين، أحد أبرز ممثلي القوى المدنية التي شاركت في الانتفاضة التي اسقطت نظام عمر البشير في عام 2019، ما جرى بالانقلاب ودعا إلى العصيان المدني والنزول إلى الشوارع لمواجهته.
وقال التجمع في بيان لها "نحث الجماهير على النزول إلى الشوارع واحتلالها وإغلاق جميع الطرق بالحواجز والقيام بإضراب عام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين واستخدام العصيان المدني لمواجهتهم".
وأفاد مسؤولو تحدثوا دون الكشف عن هويتهم لوكالة أسوشيتد برس أنه تم الإبلاغ عن انقطاع في إشارات الإنترنت والهاتف المحمول.

احتجاجات

ونزل الآلاف إلى شوارع الخرطوم وأمدرمان، مع ظهور مقاطع فيديو تظهر متظاهرين يغلقون الشوارع ويضرمون النار في الإطارات بينما تستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع.
وقالت وزارة الإعلام السودانية على صفحتها على فيسبوك إن رئيس الوزراء المؤقت عبد الله حمدوك اعتقل ونقل إلى مكان لم يكشف عنه. ووصفتها الوزارة في بيان بأنها "محاولة انقلابية".
وذكرت الوزارة على صفحتها (فيسبوك) أن أعضاء في مجلس السيادة الانتقالي من المكون المدني وعددا من وزراء الحكومة الانتقالية قد اعتقلوا.
وكانت الوزارة قالت في وقت سابق الاثنين إن القوات العسكرية المشتركة التي تحتجز حمدوك قيد الإقامة الجبرية تضغط عليه لإصدار بيان مؤيد.

مقاومة الانقلاب

واستشهدت بدعوة حمدوك الشعب السوداني إلى مقاومة محاولة الانقلاب بالطرق السلمية و"الدفاع عن ثورتهم".
وقال التلفزيون السوداني إن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، سيلقي "بياناً مهماً" بعد قليل بشأن التطورات الراهنة.
وقال مسؤولون أيضا إن من بين المحتجزين وزير الصناعة إبراهيم الشيخ ووزير الإعلام حمزة بلول وعضو مجلس السيادة الحاكم محمد الفقي سليمان وفيصل محمد صالح المستشار الإعلامي لحمدوك.
كما اعتقل أيمن خالد، والي الولاية التي تحتوي العاصمة الخرطوم، بحسب الصفحة الرسمية لمكتبه على فيسبوك.

محاولة سبتمبر

وتأتي الاعتقالات بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين القادة المدنيين والعسكريين في السودان، بما في ذلك محاولة انقلاب فاشلة في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقالت NetBlocks، وهي مجموعة تراقب الاضطرابات عبر الإنترنت، إنها شهدت "اضطرابًا كبيرًا" في كل من اتصالات الإنترنت عبر الهاتف الثابت والهاتف المحمول في جميع أنحاء السودان مع العديد من المزودين.
وقالت المجموعة المدافعة: "المقاييس تؤكد تقارير المستخدمين التي تبدو متسقة مع انقطاع الإنترنت". وأضافت: "من المرجح أن يحد الاضطراب من التدفق الحر للمعلومات عبر الإنترنت والتغطية الإخبارية للحوادث على الأرض".