إيلاف من أصيلة: قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الاسبق، إن الدورة الخريفية لموسم اصيلة الثقافي الدولي ال 42 تستحضر قضايا الراهن العام، إفريقيا وعربيا ودوليا، بتجلياتها وتداعياتها الثقافية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية، موضحا أن الدورة تتضمن قضايا كفيلة باستئناف نقاش متجدد وعميق برؤية موضوعية مستقبلية وقضايا متصلة باستتباب الأمن السلم والأمن والاستقرار.


محمد بن عيسى يلقي كلمة افتتاحية

جاء ذلك لدى افتتاح فعاليات الموسم مساء الجمعة، وانطلاق اعمال ندوة "المغرب العربي والساحل .. شراكة حتمية ؟".
وأبرز بن عيسى أن البعد الإفريقي في السياسة الخارجية للمملكة، تحت القيادة النيرة للملك محمد السادس، تجاوز التحفظات والأفكار العتيقة الجاهزة ليبحث إمكانيات وفرص التعاون مع دول إفريقيا الشقيقة، موضحا أن تقارير أنصفت هذه الجهود الرامية لإقامة شراكات غايتها الندية وأساسها الربح المشترك والنهوض الجماعي بالقارة وشعوبها.
وتوقف بن عيسى عند موضوع ندوة "المغرب العربي والساحل .. شراكة حتمية ؟" والتي تقارب أزمة عويصة تحتاج إلى حلول مستعجلة، معتبرا أنها تقوم على فكرة تداخل الحدود بين المجالين المغاربي وبلدان الساحل، فرغم مصاعبه تظل إمكانات التفاعل والاندماج ممكنة، وتفرض على صانعي القرار بالفضاءين تفكيرا استراتيجيا لتدبير أزمات تواجهها المنطقة الشاسعة، وتطال لقمة العيش والأمن والاستقرار.


محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل يتحدث في الجلسة الافتتاحية لموسم اصيلة الثقافي

من جانبه، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، محمد المهدي بنسعيد، أن الموسم الثقافي الدولي راكم تجربة طويلة في مقاربة مواضيع السياسة والثقافة والاقتصاد حرصا على رصد مخاطر الحاضر بفضل مشاركة نخب فكرية وسياسية واقتصادية في فعالياته، مبرزا أن تعدد تخصصات المشاركين وحضور أصحاب القرار فرصة مناسبة لردم الهوة بين النظرية والتطبيق.
واعتبر الوزير بنسعيد أن إرساء الأمن والاستقرار يعد من أكبر التحديات التي تواجه حكومات العالم لكون تبعات التطرف والإرهاب تمس كل جوانب الحياة، حيث تساهم في تقليص نسب النمو ومضاعفة تكاليف الدول لمواجهة أعباء الوقاية وتفكيك الخلايا الإرهابية وتحصين الحدود.
وشدد الوزير بنسعيد أن المغرب بلد مغاربي مفتوح على مخاطر الساحل والصحراء، مشددا على أن توجهات وسياسات المملكة، تعاطت مع قضايا محاربة الإرهاب بجد ومسؤولية، ما أكسب المغرب سمعة دولية كدولة رائدة في محاربة الإرهاب، وهي مهمة تشكل جزءا من التزامات المغرب الإقليمية والدولية، التي تجعل التكتل والشراكة واليد الممدودة بين كل الأطراف مبدأ ثابتا وضرورة لإرساء عالم أفضل.


محمد بن عيسى ومحمد المهدي بنسعيد في الجلسة الافتتاحية لموسم اصيلة 42

من جهته، ثمن مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، محمد الصبيحي، في كلمة القاها نيابة عن ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، تطرق هذه الدورة من موسم أصيلة إلى الشراكة بين المغرب العربي ومنطقة الساحل، متوقفا عند التحديات التي تعترض منطقة الساحل، لاسيما الفقر والتغيرات المناخية والنمو الديموغرافي والأمن الغذائي والنزعات الانفصالية والإرهاب والهجرة.
وبعد أن أشار إلى أن هناك 16 مبادرة إقليمية ودولية مختلفة للتعامل مع إشكالات فضاء الساحل والصحراء ، شدد على أن "المغرب لا يتعامل مع منطقة الساحل بمنطق التجربة والاستكشاف، بل من منطلق كونه فضاء انتماء مجالي وتاريخي وحضاري ومجال تواجده الطبيعي، كما لا يعتبره مكمنا للصعوبات والتحديات الصرفة، وإنما منطقة للتعاون خلاقة للثروة ولفرص التنمية".
وذكر بوريطة بأن الملك محمد السادس، في إطار استمرارية رؤى الملك الراحل الحسن الثاني والملك الراحل محمد الخامس، عزز هذه العلاقات بضخ دينامية جديدة مع دول الساحل، والتي تجعل من المملكة شريكا إقليميا ملتزما ومجندا ومصمما على رفع تحديات السلم والأمن والتنمية.
إلى جانب الندوات الفكرية، تستضيف الدورة الخريفية لموسم أصيلة فعاليات فنية متعددة، ضمنها ورشات للصباغة والحفر، ومشغل مواهب الموسم، ومشغل ورشة كتابة وإبداع الطفل وورشة لتنمية وتطوير كتابة الطفل، كما سينظم معرض فردي للفنان التشكيلي المغربي - الإسباني خالد البكاي، ومعرض بعنوان "صيفيات الفنون"، ومعرضا للفنانين الصاعدين الزيلاشيين (نسبة الى أصيلة) الشباب، ومعرض خاص بأعمال الأطفال في رواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الصيفية للموسم (من 25 يونيو إلى 3 يوليوز) عرفت تنظيم مشغل الصباغة على الجداريات، كما جرت العادة منذ ربيع 1978، والذي نشطه 11 فنانا في مختلف أزقة مدينة أصيلة العتيقة، إلى جانب تنظيم مشاغل النحت والرسم والفنون التشكيلية، إلى جانب ورشة خاصة بالأطفال في مجال الصباغة على الجداريات، ومعرض "ربيعيات 2021" ومعرض أعمال "مشغل أطفال الموسم" و"معرض الفنانين الزيلاشيين الشباب" وورشة "الإبداع الأدبي"، التي أشرف عليها الشاعر أحمد العمراوي.