نيروبي: أعلن ناطق باسم متمرّدي تيغراي أنّ الجبهة "سيطرت بالكامل" على مدينة ديسي الإستراتيجية في شمال إثيوبيا، الأمر الذي سارعت الحكومة إلى نفيه بعد أنباء عن انسحاب قواتها من المدينة.

وقال ناطق باسم جبهة تحرير شعب تيغراي على تويتر "باتت مدينة ديسي تحت السيطرة الكاملة لقواتنا".

لكن خدمة الإعلام التابعة للحكومة الإثيوبية ردّت على فيسبوك "لا تزال ديسي ومحيطها تحت سيطرة قواتنا الأمنية".

من جهتها، دعت واشنطن متمرّدي "جبهة تحرير شعب تيغراي" الذين يواجهون القوات الفدرالية الإثيوبية منذ عام، إلى "وقف تقدّمهم" في شمال إثيوبيا، وفق ما قال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس السبت.

وأورد برايس في بيان أنّ "الولايات المتحدة قلقة للغاية لتوسّع المعارك في شمال إثيوبيا. نجدّد دعوتنا جبهة تحرير شعب تيغراي إلى الإنسحاب من منطقتي أمهرة وعفر ووقف تقدّمها حول مدينَتَي ديسي وكومبولشا".

انسحاب القوات الإثيوبية

وكان سكان ذكروا لفرانس برس أنّ القوات الإثيوبية انسحبت من مدينة ديسي الإستراتيجية الواقعة في إقليم أمهرة المحاذي لتيغراي، وذلك عقب مواجهات عنيفة وانقطاع الكهرباء عن أجزاء من المدينة.

وأفاد أحد سكان ديسي عرّف عن نفسه باسم أمير "بدأ الجنود الإثيوبيون الإنسحاب من المنطقة حوالى الساعة 02,00 صباحًا".

وقال آخر عرّف عن نفسه باسم محمد إنّ متمرّدي تيغراي "دخلوا المدينة ولم يشاهَد جنود قوة الدفاع الوطني الإثيوبية.. لا أعرف إن كان الجنود غادروا أو اعتقلوا"، مضيفًا أنه يحاول الفرار من المدينة.

والإتصالات مقطوعة عن معظم مناطق شمال إثيوبيا حيث تُفرض قيود على وصول الصحافيين، ما يصعّب مهمة التحقّق من الأنباء الواردة منها بشكل مستقل.

وتقع ديسي على بعد 400 كلم شمال أديس أبابا.

وسبق أن تحدّث السكان عن احتشاد كبير للجيش في المنطقة، فيما تدفّق مدنيون فرّوا من بلدات شهدت معارك شمالًا إلى ديسي.

قصف جوي يومي

في الأثناء، تتعرّض تيغراي لقصف جوي يومي تقريبًا منذ الأسبوع الماضي في وقت يكثّف الجيش اللّجوء إلى سلاح الجو في النزاع.

وأفاد مسؤول في إحدى المستشفيات بمقتل عشرة أشخاص جرّاء ضربة جوية الخميس فيما أشارت الأمم المتحدة إلى أنّ ضربتين استهدفتا ميكيلي عاصمة تيغراي في 18 تشرين الأول/أكتوبر أسفرتا عن مقتل ثلاثة أطفال. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل هذا الشهر.

وذكرت الحكومة أنّ المنشآت التي تعرّضت للقصف في شمال وغرب تيغراي كانت عسكرية في طبيعتها وتساعد متمرّدي جبهة تحرير شعب تيغراي.

وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظّمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفًا أشبه بالمجاعة في ظلّ حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.

وتتفوّق الحكومة الفدرالية عسكريًّا على المتمرّدين بفضل سيطرتها على الأجواء وعديد جنودها.

النزاع في تيغراي

واندلع النزاع في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى تيغراي في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية فيما بات شبح المجاعة يخيّم على المنطقة.

وأشار رئيس الوزراء الحائز على نوبل للسلام سنة 2019 حينذاك إلى أنّ العملية جاءت للرد على هجمات استهدفت معسكرات للجيش نفّذتها جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الحاكم للإقليم سابقًا والذي هيمن على المشهد السياسي في البلاد على مدى ثلاثة عقود قبل وصول أبيي إلى السلطة.

وتعهّد بتحقيق انتصار سريع لكن بحلول أواخر حزيران/يونيو أعاد المتمرّدون تنظيم صفوفهم وسيطروا على معظم تيغراي بما فيها ميكيلي فيما امتدت المعارك إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.