نيروبي: أعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي الأحد سيطرتها على مدينة كومبولشا الاستراتيجية في شمال البلاد غداة إعلانها بسط سيطرتها على مدينة ديسي، في حين كذبت الحكومة الإثيوبية هذه المزاعم مشيرة إلى أن قواتها ما زالت تخوض "معارك عنيفة" مع المتمردين.

وكتب المتحدث باسم الجبهة غيتاشيو رضا في تغريدة "السيطرة تماما على #كومبولشا".

وفي حال تأكده، سيكون ذلك انتصارا مهما للمتمردين في حربهم ضد الحكومة الفدرالية المتواصلة منذ عام. وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي استعادت القسم الأكبر من إقليم تيغراي في حزيران/يونيو قبل أن تتمدد إلى مناطق مجاورة. لكن المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو قال في مؤتمر صحافي الأحد "ثمة معارك عنيفة حاليا على جبهتي ديسي وكومبولشا".

والجزء الأكبر من شمال إثيوبيا مغلق أمام الصحافة، ما يجعل من الصعب جدا التحقق من معلومات الطرفين بشكل مستقل.

وعززت المعارك في كومبولشا التكهنات حول احتمال وصول قوات الجبهة المتمردة إلى العاصمة أديس أبابا.

سكان مذعورون

وصرح سكان مذعورون في كومبولشا لوكالة فرانس برس بأنهم أمضوا اليوم في منازلهم في حين دارت معارك بين متمردي جبهة تحرير تيغراي من جهة والجيش الإثيوبي وميليشيات محلية من جهة ثانية.

وأفادت سميرة (36 عاما) أنها شاهدت المتمردين في الشوارع بعد أدائها الصلاة في مسجد بالمدينة، وقالت "رأيت العسكريين (...) يغادرون المدينة في بضعة شاحنات".

بدوره، أكد التاجر حمديو أنه رأى قوات فدرالية تغادر على ظهر شاحنات.

وصرح لوكالة فرانس برس أن "المدينة هادئة بشكل مخيف الآن (...) كل الناس في منازلهم"، مضيفا أنه يستطيع رؤية مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي في الشوارع من النافذة.

وفي منشور على فيسبوك، حضّ رئيس الوزراء أبيي أحمد الإثيوبيين على استخدام "أي سلاح... لصد جبهة تحرير شعب تيغراي المخربة وإسقاطها ودفنها".

وأضاف "الموت من أجل إثيوبيا واجب علينا جميعا"، مرددا النداء الذي وجهته حكومة إقليم أمهرة إلى السكان للتعبئة والدفاع عن أراضيهم.

وقد أصدرت حكومة أمهرا حيث تقع كومبولشا وديسي، مرسوما الأحد يأمر جميع المؤسسات بتعليق الخدمات المنتظمة وتخصيص ميزانياتها وطاقتها لـ"حملة البقاء".

كذلك، شهدت مدينة ديسي تجددا للمعارك وتبادلا للقصف المدفعي الأحد.

وعادت القوات الإثيوبية التي قال العديد من الشهود إنها تراجعت في الليلة السابقة، إلى المدينة وأمرت السكان بالبقاء في منازلهم.

وقال أحد قاطني ديسي الذي عرّف عن نفسه باسم محمد "أبلغنا الجنود بأنهم يقاتلون لاستعادة المدينة... وقالوا لنا إنه يجب ألا يخرج أحد من منزله".

وجاء في بيان لمكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي الأحد "ستواصل القوات المسلّحة على الجبهة تطهير (المنطقة) من مجموعة الإرهابيين".

وقالت إدارة إقليم أمهرا إنها "تدعو جميع المواطنين في المنطقة القادرين على القتال لتسجيل أنفسهم.. في الأيام الثلاثة المقبلة".

وأعلن الجيش الإثيوبي أنه شن غارة جوية على تيغراي الأحد، بحسب بيان صادر عن الحكومة عبر تويتر مشيرا إلى أن الغارة استهدفت "منشأة تدريب عسكرية (كانت) بمثابة مركز للتجنيد والتدريب" لجبهة تحرير تيغراي.

هجوم منفصل

ولم يسجّل سقوط ضحايا الأحد لكن مصدرا في أحد المستشفيات ذكر أن 10 أشخاص قتلوا في ضربة جوية الخميس، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مقتل ثلاثة أطفال في ضربتين وقعتا في 18 تشرين الأول/أكتوبر. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل الشهر الجاري.

ولفتت الحكومة بدورها إلى أن المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لجبهة تحرير شعب تيغراي.

وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.

اندلع النزاع في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى تيغراي في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية.