باريس: بدأت محاكمة الصحافي والكاتب السياسي اليميني المتطرّف الفرنسي إريك زمور غيابيًّا أمام محكمة الجنح في باريس بتهمة التحريض على الكراهية بسبب تصريحات أدلى بها حول مهاجرين قاصرين غير مصحوبين بذويهم.

وتم استدعاء إريك زمور الذي غالبًا ما تثير تصريحاته سجالات وتعرّضه لآليات قضائية، للمثول أمام النيابة بتهمة التواطؤ في التحريض على الكراهية العنصرية والإهانة العرقية، بسبب التصريحات التي أدلى بها في أيلول/سبتمبر 2020 على قناة "سي نيوز" التلفزيونية، حيث كان يقدّم مداخلة في برنامج يومي.

خلال إحدى المناظرات، تحدّث الكاتب عن القصر الأجانب غير المصحوبين بذويهم قائلًا "لا شأن لهم هنا، إنّهم لصوص، إنّهم قتلة، إنّهم مغتصبون، هذا كل ما يمثّلونه، يجب طردهم ويجب ألّا يأتوا حتى".

ولم يحضر زمور جلسة الإستماع الأربعاء "حتى لا تتحوّل قاعة المحكمة إلى استديو قناة إخبارية تلفزيونية"، وفق ما أوضح محاميه أوليفييه باردو الثلاثاء.

مناصرة زمور

وتجمّع قرابة عشرين شاباً من جمعية "الجيل زد" التي تناصره أمام المحكمة ورفعوا العلم الفرنسي لفترة وجيزة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

حذّرت رئيسة المحكمة في افتتاح الجلسة من أنّ "المحكمة ستكون حريصة جداً على هدوء المناقشات".

اعتبر الدفاع أنّ كل ما فعله زمور أنّه "كرّر بكلمات مختلفة" المخاوف التي أعربت عنها السلطات بشأن جنوح القصر غير المصحوبين بذويهم.

وبعدما كانت الجلسة مقرّرة بالأساس في 8 أيلول/سبتمبر، تم تأجيلها بسبب عدد الأطراف المدنية الكبير في ظلّ ادّعاء نحو ثلاثين طرفًا بينهم جمعيتا "إس أو إس راسيزم" ورابطة حقوق الإنسان، بالإضافة إلى حوالى عشرين مجلساً بلدياً، إذ يعود للرعاية الإجتماعية للطفولة التي تديرها المجالس البلدية التكفّل بالقصر غير المصحوبين بذويهم.

في منتصف أيلول/سبتمبر، اضطرّ إريك زمور (63 عاماً) الذي يتوقّع أن يترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، إلى التخلّي عن برنامجه اليومي الشهير على قناة "سي نيوز" بسبب طموحاته الرئاسية لعام 2022.

لم يعلن زمور ترشيحه بعد، لكن من المقرّر أن يقوم بذلك قبل عقد أول مهرجان انتخابي مقرّر في مطلع كانون الأول/ديسمبر، بحسب مصادر قريبة منه.