اعتذر محقق خاص لاستهدافه الصديقة السابقة للأمير هاري، دوق ساسيكس، تشيلسي ديفي لأغراض التجسس عليهما عندما كانا في علاقة غرامية.

وقال المحقق غافين باروز لبي بي سي إن الصحافة ركزت على الأمير هاري في بداية الألفية الجديدة باعتباره "ديانا الجديدة".

وقال باروز، وهو شاهد في الدعاوى القضائية الجارية ضد صحيفتي "نيوز أوف ذا وورلد" و "ذا صن"، إنه والصحافة كانا "قاسيين".

ومن المنتظر أن يتم اختبار صحة مزاعمه هذه في المحكمة، حيث تعتبر محل خلاف قوي.

ويُعتبر الأمير هاري واحداً من بين عدة أشخاص يلاحقون قضائياً، "نيوز غروب نيوزبيبرز"، المؤسسة الناشرة لصحيفتي "ذا صن" و "نيوز اوف ذا وورلد"، وكذلك مالك صحيفة "ذا ديلي ميرور"، بشأن مزاعم تتعلق بالتنصت على المكالمات الهاتفية وأنشطة غير مشروعة في جمع الأخبار.

كانت صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" أكبر صحيفة تصدر يوم الأحد في بريطانيا حتى العام 2011، عندما أغلقها المالكون بعد سلسلة من التقارير المدمرة، من بينها التقرير الذي تحدث عن أن الصحيفة اخترقت هاتف طالبة مدرسة قُتلت تدعى ميلي داولر.

تقر مؤسسة "نيوز غروب نيوزبيبرز" بحدوث قدر محدود من النشاط غير الشرعي في صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد".

لكنها تنفي ارتكاب أية أخطاء في صحيفة "ذا صن". وتقول إنها قبلت بالمسؤولية في أي قضية تتعلق باختراق الهواتف رُفعت ضدها.

الأمير هاري: سأحمي أسرتي "دوما"

الأمير هاري يعد بكشف "الأوقات الحلوة والأوقات المرة" في مذكراته

الأمير هاري: الصحافة البريطانية كادت "تحطمني نفسيا"

تُعرض مزاعم المحقق الخاص في فيلم وثائقي لبي بي سي يحقق في العلاقة بين الأميرين ويلياو وهاري عندما كانا صغيرين ووسائل الإعلام. وقد تحدث محرر شؤون الإعلام أمول راجان إلى الصحفيين حول كيفية إطلاعهم على القصص الخبرية، ومن بينها المزاعم بشأن دوقة ساسيكس.

وتُلقي رواية باروز ضوءاً جديداً على خلفية صراع وشيك حول سلوك الصحافة.

وقد امتنع الأمير هاري، الذي انتقد بشدة وسائل الإعلام ودعا إلى إصلاحها، حتى الآن عن القبول بتسوية في قضية التنصت على هاتفه، مما زاد من احتمال المحاكمة.

وقال بيتر هانت، مراسل بي بي سي السابق للشؤون الملكية، إن خوض الأمير معركة مع الصحف في المحكمة حول مزاعم تتعلق بأنشطة غير مشروعة- مدفوعاً على ما يبدو بهدف "الانتقام" لما يراه معاملة ظالمة لوالدته- سيكون لحظة "هائلة" في الحياة العامة البريطانية.

وقال باروز لبرنامج البي بي سي إنه كان هناك اهتمام أكبر بالأمير هاري من الأمير ويليام عندما بدأ العمل مع صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" في العام 2000.

وقال: "كما أوضح لي اثنان من المحررين الصحفيين، فإن هاري أصبح أساساً ديانا الجديدة".

وأضاف باروز بأن المحررين أخبروه أن وضع الأمير هاري على الصفحة الأولى كان يبيع نسخاً أكثر من الصحف من وضع الأمير ويليام.

وقال المحقق الخاص إنه عندما بدأ الأمير هاري بمواعدة الآنسة ديفي في 2004، فإن ذلك فتح مجالاً جديداً مربحاً للأعمال مع استهداف اتصالاتها.

وقال: "كان هناك الكثير من عمليات الاختراق لبريدها الصوتي، وكان هناك الكثير من التجسس على هواتفها وعلى اتصالاتها. وكانت تشيلسي تتفاخر أمام أصدقائها عندما تكون على موعد لرؤيته".

وقال أيضاً إن المحققين كانوا مهتمين بسجلاتها الطبية وبأصدقائها السابقين وبتفاصيل تعليمها.

الأمير ويليام وشقيقه الأمير هاري
Getty Images
قال باروز إنه في السنوات الأولى من الألفية الجديدة اعتقد المحررون الصحفيون أن وضع الأمير هاري على الصفحة الأولى للصحف يبيع اكثر من وضع الأمير ويليام.

واعتذر باروز قائلاً إنه "آسف جداً" وإنه تصرف على هذا النحو "لأنني كنت جشعاً، وكنت أتعاطى الكوكايين وكنت أعيش في حالة مزيفة من العظمة".

لكنه قال إنه كانت هناك ثقافة "لا ترحم" في بعض وسائل الإعلام في ذلك الوقت: "لم يكن لديهم أخلاق- لم يكن لديهم أخلاق مطلقاً".

وقال باروز أيضاً إنه يشعر بالندم على معاملته للأمير هاري. وأضاف: "كنت بالأساس جزءاً من مجموعة من الناس الذين سرقوا منه سنوات مراهقته الطبيعية".

كان باروز واحداً من بين عدد من المحققين الذين وظفتهم صحف بريطانية خلال ما بات يعرف بفضيحة التنصت على الهواتف.

وقد تسبب الكشف عن الأساليب اللاأخلاقية وغير القانونية أحياناً في الحصول على المعلومة، بما في ذلك اختراق رسائل البريد الصوتي، في موجة من الدعاوى القضائية على مر السنين.

وقال المحامي كالوم غالبريث، الذي يعمل على تنسيق القضايا القانونية الحالية المرفوعة ضد مؤسسة "نيوز غروب نيوزبيبرز"، إن حجم استخدام المحققين الخاصين من قبل صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" وصحف أخرى كان "استثنائياً للغاية"، حيث بدأ في أوائل التسعينيات من القرن الماضي واستمر حتى 2011، عندما بدأت الشرطة تحقيقاً جديداً.

الأمير هاري وزوجته ميغان
Getty Images
الفيلم الوثائقي يبحث في المزاعم حول وجود خلاف داخل القصر الملكي عندما التقى الأمير هاري بميغان.

واستمعت محاكمة جنائية في 2014 لتفاصيل قيام كلايف غودمان، محرر الشؤون الملكية السابق في صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" باختراق رسائل كيت ميدلتون 155 مرة عندما كانت تواعد الأمير ويليام. وسمعت المحكمة أيضاً أنه اخترق هواتف الأميرين ويليام وهاري.

وقال مراسل بي بي سي السابق للشؤون الملكية بيتر هانت إن الأميرين شعرا "بتعرضهما للانتهاك حقاً" وكان كلاهما "مصممين" في البداية على حل مشاكلهما مع الناشر.