دبي: حثّت الأمم المتحدة الأطراف المتحاربة في اليمن إلى "خفض تصعيد العنف"، بعد يوم من تقرير قدّر أن تتسبّب الحرب بحلول نهاية العام الحالي بمقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.

بدأت الحرب في اليمن عام 2014 حين سيطر المتمرّدون الحوثيون على العاصمة صنعاء، وتلاه في العام التالي تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعمًا للحكومة.

وأكّد المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ بحسب بيان أنه "لا يوجد حلّ عسكري مستدام للنزاع في اليمن".

وقال المبعوث الأممي في ختام زيارة قام بها إلى العاصمة المصرية القاهرة في إطار جولة إقليمية "على جميع الأطراف المتحاربة خفض تصعيد العنف وإعطاء الأولوية لمصالح المدنيين بدلاً من تحقيق المكاسب العسكرية".

وبحسب غروندبرغ فإنه "لن تؤدي الحلول الجزئية إلى حلّ مستدام. يجب أن يكون هناك تركيز بشكل متساوٍ على الأولويات العاجلة الرامية لتخفيف أثر الحرب على المدنيين، وعلى القضايا طويلة المدى المطلوبة من أجل التوصّل إلى حلّ مستدام وعادل للنزاع."

نتيجة النزاع

ويأتي هذا بعد أن جاء في تقرير لبرنامج المتحدة الإنمائي صدر الثلاثاء أنه بعد سبع سنوات على اندلاعه "وجدنا أنّه عند نهاية عام 2021، سيكون الصراع في اليمن قد أدّى إلى 377 ألف وفاة، ما يقرب من 60 بالمئة منها (نحو 226200) غير مباشرة". والوفيات المباشرة هي تلك التي تسبّب بها القتال، ونسبتها أربعون بالمئة من الحصيلة، بما يعني أنّ عددها 150800.

أدّت الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية إلى تدمير البنية التحتية وانهيار الاقتصاد ووضع ملايين الأشخاص على حافة المجاعة، وسط عجز دولي عن وقف آلة الحرب رغم المساعي الدبلوماسية المستمرة.

وأكّد غروندبرغ أنّ "الهجوم المستمر على مأرب تسبّب بالفعل في تداعيات متوالية في جميع أنحاء اليمن، كما يستمر هذا الهجوم في تقويض فرص الوصول إلى تسوية تفاوضية للنزاع".

يقاتل المتمرّدون الحوثيون منذ شباط/فبراير الماضي بشراسة القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًّا لدخول مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، ما سيسمح لهم بوضع يدهم على كامل الشمال اليمني.

ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن تعزز الموقف التفاوضي للحوثيين في محادثات السلام.