بروكسل: يسعى قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى إنقاذ الشراكة الشرقية مع اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وارمينيا واذربيجان وهي خمس جمهوريات سوفياتية سابقة تواجه محاولات زعزعة استقرار تدبرها موسكو وتشهد انقسامات.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال افتتاح القمة التي سيهيمن عليها التهديد بتدخل عسكري روسي جديد في أوكرانيا "نحن لسنا جيرانا فحسب، بل شركاء حقيقيون".

ذرائع موسكو

لكن الاجتماع سيكون بدون شك مصدر إحباط لأن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه قبول طلبات انضمام اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا ولا تزويد شركائه بالسلاح لأنه يريد تجنب إعطاء موسكو ذرائع لتدخل عسكري في أوكرانيا.

وقال وزير أوروبي لوكالة فرانس برس "لا يمكننا القيام بشيء. بعض الدول الأعضاء تدفع في اتجاه قبول جورجيا وأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي لكن بالنسبة إلى آخرين فإن هذا الأمر غير ممكن".

ولم يخف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارته لعرقلة انضمام بلاده إلى حلف شمال الاطلسي وهو يتهم ألمانيا بوضع عراقيل في طريق تسليم بلاده أنظمة أسلحة.

وفي مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية" قال زيلينسكي "في بعض العواصم، ما زال الخوف هو المسيطر".

من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء قبل توجهه إلى بروكسل "نحن نراقب الوضع الأمني على الحدود الروسية الأوكرانية بقلق شديد".

وحذّر من أن "أي انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا سيكون له ثمن باهظ".

والتقى شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع زيلينسكي قبل افتتاح القمة في محاولة لتبديد سوء التفاهم و"العمل معا لإعادة الانخراط في مفاوضات بصيغة نورماندي" مع روسيا، وفق الإليزيه.

وأكد زيلينسكي أن "أوكرانيا لا تستسلم لأي استفزاز على الحدود ولا تتخذ أي موقف عدواني".

لكن الرغبة في استئناف العملية الدبلوماسية مع موسكو نثير تشكيك بعض الأوروبيين.

وبحسب تقديرات الوزير الأوروبي، فإن شكل المناقشات التي يطلق عليها "نورماندي" بين روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا "في حالة موت دماغي".

وأضاف "لا يعني الاتحاد الأوروبي شيئا لفلاديمير بوتين الذي لا يتعامل إلا مع الأميركيين في ما يتعلق بأسس الأمن في أوروبا".

وتابع "قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه مستعد للاستماع إلى حجج فلاديمير بوتين لإيجاد حل. علينا أن نرى نتيجة ذلك".

ودعا الرئيس الروسي إلى مفاوضات "فورية" مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بشأن مقترحات لضمان أمن روسيا على خلفية التوترات حول أوكرانيا.

وأعلنت روسيا أنها سلمت إلى مساعدة وزير الخارجية المكلفة شؤون أوروبا كارين دونفريد التي زارت موسكو هذا الأسبوع بعد زيارتها كييف الأربعاء، قائمة "مقترحات" تشمل الضمانات القانونية التي تطالب بها لأمنها الذي تعتبره مهددا.

وتريد موسكو تحييد الجمهوريات السوفياتية السابقة الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي وتركيا، عبر معارضتها انضمامها الى الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي.

ويرفض الأوروبيون حق الفيتو هذا، لكن لا أحد يتحدث عن انضمام أوكرانيا وجورجيا الى حلف الأطلسي ولا الى الاتحاد الأوروبي كما قال عدة دبلوماسيين ومسؤولين أوروبيين لوكالة فرانس برس.

وذكر الناطق باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بان "الانضمام يشمل دول البلقان الغربي وليس مجموعة دول الشراكة".

وقال المسؤول الأوروبي الكبير "نقدم لهذه الدولة شراكة مصممة خصيصا لها. تقوم على إعطاء المزيد لأولئك الذين يريدون فعل المزيد".

وأضاف "خطة استثمار بقيمة 2,3 مليار يورو وقادرة على جمع 17 مليار يورو تم إعدادها في تموز/يوليو يوليو لإعادة إطلاق الشراكة. وسيعتمد توزيعها على الإصلاحات المطلوبة وجدوى المشاريع المقدمة".