إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الخميس نجاح حكومته من خلال علاقاتها الدولية والاقليمة في منع اعتبار بلاده دولة مارقة وشدد على ان ضمان العراقيين لمستقبلهم يكون عبر الإيمان بالانتماء للعراق وحده.

وقال الكاظمي خلال ترؤسه اليوم الاجتماع الاخير لحكومته لعام 2021 "اليوم نحن في آخر أيام العام الحالي، وكل عام وأنتم بألف خير، أنتم وعوائلكم وكل شعبنا العراقي في كل بقعة من أرض العراق".. منوها "مررنا خلال عام ونصف العام من عمر هذه الحكومة بتحديات كبيرة، نجحنا في تجاوزها، واحتاج بعضها إلى مزيد من الوقت".
وأشار الى ان "كل الإنجازات التي تحققت إنما تحققت بدعم من الوزراء كافة، وكذلك بدعم من شعبنا العراقي الكريم وصبره وحكمته وتحمّله في هذه الظروف، وما نجحنا فيه نعتزّ به وسنحميه، وأن تعمل الحكومة القادمة بما يمكن من حماية هذا المنهج" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف"..

رفع التصنيف المالي للعراق دوليا

وأعتبر ان الورقة البيضاء للإصلاح هي إحدى هذه المنجزات "حيث قدمت الكثير من العوائد المالية للدولة، ورغم محاولات البعض التشويش بشأنها، لكنها لاقت استحسان الكثير من القطاعات الوطنية في الصناعة والزراعة وفي تعظيم إيرادات الدولة والاحتياطي النقدي".

وأوضح أنه "نتيجة للورقة البيضاء، وعلى الرغم من الظروف الصعبة وجائحة كورونا وانهيار أسعار النفط، وكنّا على حافة انهيار النظام السياسي والاجتماعي، لكننا نجحنا في توفير أكثر من 12 مليار دولار من احتياطي البنك المركزي العراقي، ورفع التصنيف العالمي الائتماني للعراق دولياً".

دولة مارقة

وبين الكاظمي ان العراق قاب قوسين أن يصنف كدولة مارقة، لكننا نجحنا في العلاقات الخارجية، وخلال فترة قصيرة استعاد العراق الكثير من دوره الإقليمي، والدولي، والعربي، والإسلامي، ونجحنا في تحسين علاقاتنا، وكذلك في احتضان أكثر من لقاء للأشقاء والأصدقاء والجيران على أرض بغداد.. أرض السلام".

وقال "نجحنا في ترطيب الأجواء إقليمياً، ونجحت علاقاتنا الدولية في تقريب وجهات النظر كثيراً وتجنيب المنطقة آثار حرب قد تكون لا سمح الله مدمرة للعراق وللمنطقة كما عملنا بكل جهد على حماية شعبنا من وباء كورونا رغم أن هذه الأزمة هي أزمة دولية، ووفرنا أفضل اللقاحات للشعب العراقي، وما زلنا مستمرين بتوظيف أفضل الشركات للعمل في هذا المجال".

يشار الى ان الدولة المارقة أو الدولة الخارجة عن القانون هو مصطلح يطلق من قبل بعض المنظرين الدوليين على الدول التي يعتبرونها تهديدًا للسلام العالمي وهذا يعني أنها تحقق معايير معينة، مثل أن تكون محكوما من قبل حكومات متسلطة أو استبدادية تفرض قيودًا شديدة على حقوق الإنسان وتدعم الإرهاب.

اعتماد الطاقة النظيفة

وفي مجال الطاقة اوضح رئيس الوزراء ان "عملنا في مجال الطاقة، وللمرة الاولى ،عملنا لأجل الاعتماد على الطاقة النظيفة، وغيرنا اسم الوزارة إلى وزارة الكهرباء والطاقة البديلة، ووقعنا عقوداً عديدة مع شركات تهتم بالطاقة البديلة والطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية لكي تكون فرصة للتوافق مع متغيرات العصر".

لكنه اكد انه كانت هناك "بعض التحديات لم ننجح بها، بسبب ظروف اقتصادية، وبسبب ظروف سياسية ونحن بكل تأكيد سوف نعاود معالجة هذه الامور في المستقبل، وسنقدم ورقة للحكومة القادمة عن الإجراءات التي يمكن أن تستفيد عبرها من تجربتنا التي تخص بعض التحديات الصعبة التي مررنا بها وما شخصناه من إخفاقات؛ كي نعبر إلى بر الأمان".

ووصف الكاظمي علاقة حكومته مع اقليم كردستان كانت الأفضل منذ عام 2003 "ونفتخر بهذه العلاقة، التوترات كانت قليلة وكانت لدينا اجتهادات كثيرة، والحمد لله بالحوار وبناء عناصر الثقة نجحنا في عبور هذه العلاقة المتوترة بأفضل ما يكون".

ضمان المستقبل بالانتماء للعراق وحده

وخاطب الكاظمي العراقيين "أقول لكل أبناء الشعب العراقي الكريم، نحتاج إلى أن نضمن المستقبل عبر الإيمان بالانتماء فقط للعراق.. منوها الى انه بنهاية هذه السنة، سينتهي الدور القتالي لقوات التحالف، وقد انسحبت القوات القتالية بالفعل، واليوم لا يوجد جندي واحد من قوات التحالف يحمل صفة مقاتل، وإنما وصلت مجموعة من المستشارين لدعم قواتنا واحتياجاتنا في الحرب ضد الإرهاب وضد داعش. نسجل لجيشنا العراقي البطل إنجازات كبيرة، وكذلك لقواتنا في مكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي، والبيشمركة والشرطة الاتحادية نجاحها في تحدي فلول الإرهاب. قتلنا الكثير من رؤوس وقيادات الفلول الإرهابية، والعناصر المهمة في هذه المجموعات، ومستمرون بقتلهم أينما يكونون في كل مكان من أرض العراق".

وكان الكاظمي قد اعلن رسميا أمس الاربعاء عن انسحاب عن استكمال خروج جميع قوات التحالف الدولي ومعداته القتالية الى خارج بلاده وذلك قبل يومين من الموعد المحدد لذلك في نهاية العام الحالي.

يشار الى ان عدد قوات التحالف الدولي المناهض التابعة الى 22 دولة بقيادة الولايات المتحدة كان يبلغ 2500 عسكريا انسحب معظمهم منذ اتفاق الكاظمي مع الرئيس الاميركي جو بايدن في تموز يوليو الماضي على اكمال سحبهم بنهاية العام .

وقال بايدن خلال اجتماعهما في واشنطن أن بلاده ستنهي بحلول نهاية العام "مهمتها القتالية" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري.. مشددا بالقول "لن نكون مع نهاية العام في مهمة قتالية" في العراق، لكن "تعاوننا ضد الإرهاب سيتواصل حتى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها".

واضاف "سيكون دورنا في العراق أن نكون هناك، أن نواصل التدريب، أن نعاون، أن نساعد وأن نتعامل مع داعش بينما تنهض، لكننا لن نكون، بحلول نهاية العام في مهمة قتالية".