ايلاف من لندن: أعلن العراق الثلاثاء عن استعادته لقطعتين أثريتين من الولايات المتحدة يرجع تاريخهما الى 4 الاف سنة تعودان الى مدينتي أور وبابل التاريخيتين.

وقال المتحدث الرسمي بأسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان صحافي اليوم تابعته "ايلاف" انه "عَمَلاً بدبلوماسيّة الإسترداد فان القنصلية العامة لجُمهورية العراق في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة وبالتنسيق والتعاون مع المكتب الوطني الأميركي للتحقيقات ستتسلم قطعتين أثريتين تعودان إلى أكثر من 4 آلاف سنة".

واشار الى ان القطعتين هما لوح مسماري يعود إلى مدينة أُور والثاني جزء من منشور مسماري نادر جداً يعود إلى مدينة بابل القديمة ولاتوجد سوى قطعتين منه في العالم وقد كان يستخدم كأداة تعليم نادرة".

وأضاف أن "هذا الإنجاز في وضع اليد على القطع ومصادرتها من قبل السلطات الأميركية يندرج ضمن الجهود التي تُبذل لملاحقة الإتجار غير المشروع بالآثار العراقية ومن خلال تتبع المعلومات المُقدمة وإتخاذ الإجراءات القانونية لوضع اليد عليها والعمل على إرجاعها إلى موطنها الأصلي من خلال السلطات العراقية".

وأشار المتحدث الرسمي للخارجية العراقية إلى أن "مراسم التسليم ستجري في مبنى القنصلية العامة لجُمهورية العراق في لوس أنجليس في العشرين من الشهر الحالي خلال إحتفال رسمي".

أور وبابل .. امبراطوريات من العالم القديم

يشار الى ان مدينة أور السومرية تقع في تل المقير في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. وقد ولد فيها ابو الانبياء ابراهيم عام 2000 قبل الميلاد واشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للالهة انيانا آلهة القمر .

أما مدينة بابل فهي احدى مدن العالم القديم التي تعاقبت على حُكمها الإمِبراطوريات وجَلسَ على عَرش سُلطانها المُلوك والفاتِحين من حمورابي ونبو خذ نصر الثاني الى الاسكندر الاكبر وكانَت عاصِمة عاصمة الامبراطورية البابلية ومَركزاً للتِجارة والفَنْ والتَعليم، يُقدر أنها كانَت أكبَر مَدينة في العالَم في وقت مُبكر وأول مَدينة وصلَ عَدد سُكانها إلى أكثر من 200 الف نسمة.

وتقع بابِل على نهر الفرات بمحافظة بابل (100 كم جَنوبِ بغداد) وفي 2019عام ادرجت مُنَظمة اليونسكو بابل على لائحة التراث العالمي وفي عام 2021 أُختيرت عاصِمة للسياحة العَربية.

العراق استرد حوالي 18 الف قطعة اثرية

ويأتي استرداد هاتين القطعتين الاثريتين بعد اسابيع من استعادة العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي لوحا مسماريا نادرا عمره 3600 عاما يحتوي على جزء من ملحمة كلكامش التاريخية قد سلمته الولايات المتحدة الى العراق بعدما تبيّن لها أنّه سُرق من متحف عراقي عام 1991 ثمّ هُرّب بعد سنوات اليها.

العراق نجح في استعادة الشهر الماضي لوح كلكامش بعمر 3600 الاف سنة (وزارة الثقافة)

وفي حفل اقيم في مقر وزارة الخارجية العراقية فؤاد حسين فقد سلم وزيرها فؤاد حسين الى وزير الثقافة حسن ناظم لوح كلكامش الطيني ويحتوي على نقوش باللغة السومرية لأجزاء من (ملحمة كلكامش) الشعرية .
واعتبر الوزير حسين إن "الخارجية العراقية استطاعت استرداد أكثر من 17 ألف قطعة أثرية.. موضحا ان ملف استرداد الاثار المهربة تم بعمل جاد مع الجهات المعنية مبينا انه تم استرداد 17919 قطعة اثرية من الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وهولندا واليابان.

معاناة ألاثار ألعراقية

يذكر ان الكنوز الأثرية العراقية قد عانت من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، ولا سيّما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

ووصفت منظمة اليونسكو إعادة اللوح، إلى جانب 18000 قطعة أثرية أخرى إلى العراق بأنه "انتصار مهم في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".

واشارت الى إن "سرقة القطع الأثرية القديمة والاتجار غير المشروع بها ما زال مصدر تمويل رئيسي للجماعات الإرهابية وغيرها من منظمات الجريمة المنظمة".

وأضافت أنه عندما سيطر داعش على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا خلال الفترة من 2014 وحتى 2019 تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف العراقية للنهب بشكل منهجي.