أكد أحد الأطباء العاملين في أكبر مستشفى بإقليم تيغراي الذي تمزقه الحرب في إثيوبيا، لبي بي سي أن بعض الممرضين والأطباء يضطرون لتسول الغذاء من أجل إطعام أنفسهم.

وقال إنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ ثمانية أشهر الأمر الذي اضطرهم لإيجاد طرق أخرى لإعالة عائلاتهم.

تأتي رواية الطبيب هذه في وقت تفيد به الأمم المتحدة أن "مجاعة شديدة" تضرب المزيد من الأشخاص في تيغراي.

فقد أدت الحرب الدائرة في إثيوبيا منذ 14 شهراً إلى أزمة إنسانية تطال الملايين.

وتخوض قوات الحكومة الاتحادية قتالاً مع المتمردين من إقليم تيغراي شمالي البلاد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 في صراع أودى بحياة الآلاف من البشر.

وخلال معظم فترة الصراع، كان إقليم تيغراي معزولاً عن العالم، مما جعل من الصعب إيصال المساعدات الحيوية والإمدادات الطبية. كما أغلقت المصارف وهو ما يعني أن الأشخاص لا يمكنهم الوصول إلى مدخراتهم أو أموالهم لسداد ما عليهم من التزامات للآخرين.

ونتيجة لذلك، فإن 40 في المائة من سكان تيغراي البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة "يعانون من نقص حاد في الغذاء"، بحسب ما يقول برنامج العذاء العالمي في تقييمه الأخير.

ووجدت الدراسة المسحية التي أجراها البرنامج أن نصف النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية.

ويضيف برنامج الغذاء العالمي بأن تسعة ملايين شخص في تيغراي والمنطقتين الأخريين المتأثرتين بالقتال، أمهرة وعفار، يحتاجون إلى شكل ما من أشكال المساعدة الغذائية.

خريطة لإثيوبيا ويظهر فيها موقع أقليم تيغراي.
BBC

ولم يسلم الأطباء والممرضون من المعاناة.

فقد قال طبيب من مستشفى أيدر في عاصمة الإقليم ميكيلي، في حديث لبي بي سي مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن مشاهدة الممرضين والأطباء وهم يقفون في طابور لأخذ الطرود الغذائية أصبح أمراً معتادا خلال الأشهر السبعة الماضية.

فهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ مايو/ أيار من العام الماضي.

وقال الطبيب إن "معظمهم اضطر إلى تقليص عدد الوجبات اليومية التي يتناولها. كما أن أسعار زيت الطهي والخضراوات والحبوب ارتفعت بشكل كبير لدرجة أن شراءها بات أمراً مستبعداً. والبعض بدأ بتسول الغذاء".

جميع أطراف الصراع في تيغراي "ارتكبت" جرائم حرب

الأمم المتحدة تحذّر من مجاعة تطال 400 ألف إنسان جراء الصراع المستمر في تيغراي

بعد عام من الحرب، كيف يمكن إنهاء معاناة الناس في إثيوبيا؟

لا تستطيع البي بي سي التحقق من صحة رواية الطبيب حيث أن معظم مناطق تيغراي تخضع لقطع لوسائل الاتصال منذ بداية الحرب.

ولم تصل أي قافلة غذائية إلى تيغراي منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن برنامج الغذاء العالمي يقول إن هناك حاجة لـ 100 شاحنة محملة بالغذاء كل يوم من أجل منع وقوع مجاعة في الإقليم.

وقد نجح الصليب الأحمر الدولي الأربعاء في إيصال شحنة إمدادات طبية إلى مدينة ميكيلي- وهي الأولى منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.

وتطلب الأمم المتحدة مبلغ 337 مليون دولار لتمويل عملياتها في شمالي إثيوبيا خلال الأشهر الستة القادمة.